”ماكرون” يرد على فرض الرباط للغة العربية داخل مدارس البعثة الفرنسية بحل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية
بمجرد إعلان سلطات دولة الاحتلال المغربي في برنامجها الإصلاحي للمنظومة التعليمية، رفعها لعدد الساعات المخصصة لتدريس اللغة العربية ضمن المناهج التعليمية لمدارس البعثات الأوروبية بالمملكة، بإضافة ثلاثة ساعات لتصبح خمس ساعات أسبوعية، حتى جيشت باريس إعلامها و هاجمت بقوة هذا القرار و اتهمت الرباط بمحاولة التضييق على أنشطة هذه المؤسسات و ضرب مصداقيتها التعليمية و تحريف برامجها التربية و التدريسية، و سخرت في هذا الهجوم عدد من الأصوات المغاربية المقيمة في فرنسا، و الذين دعموا موقف باريس برفض الاستجابة للطلب و الضغط على القضاء الفرنسي لإصدار أحكام رافضة لأي عملية فرض للقرار.
لكن الرباط رغم ذلك فرضت خطتها لرفع ساعات تدريس اللغة العربية، بل الأكثر أنها ساوت في عدد ساعات تدريس اللغتين الفرنسية و الإنجليزية بالمدارس العمومية للمملكة، و رفعت من عدد ساعات اللغة العربية، و تبنت اللغة الإنجليزية كلغة أبحاث علمية، و الأكثر فقد أصبحت النخبة المثقفة في المغرب تتبنى اللغة الإنجليزية في الملتقيات و الندوات و حتى في الاجتماعات الرسمية و غرف النقاش، مع وجود حديث عن تخلي سلطات الرباط رسميا عن اللغة الفرنسية في الإدارات العمومية و تعويضها باللغة العربية.
ردة فعل فرنسا كانت عنيفة جدا، و على قدر من العنصرية، حيث أعلن “ماكرون” عن حل “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي كان مقررا استمراره رغم قرب دخول “منتدى الإسلام في فرنسا” حيز العمل، و المعروف أن هذا المجلس يتكون من أربع اتحادات مسلمة و هي الجامع الكبير بباريس، و”اتحاد مسلمي فرنسا“(جماعة الإخوان)، و”اتحاد تجمع مسلمي فرنسا”، و”الاتحاد الفرنسي للجمعيات الإسلامية لإفريقية”، و كانت رئاسته من نصيب علماء مغاربة، فيما تسيطر الجزائر على المسجد الأعظم، مع العلم أن المسجد الأعظم كان قد بني تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، حيث اتخذ قرار بناء الجامع الكبير في باريس في اليوم التالي لمعركة “فردان”، وخصص له 500.000 فرنك فرنسي، وساهم سلطان المغرب آنذاك “يوسف بن الحسن“في إنشاء وقف اسلامي لإنهاء البناء، ودشِّن في يوم 15 يوليوز 1926من طرف الرئيس الفرنسي “دومارغ ” والسلطان المغربي.
حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بقرار انفرادي من الرئيس “ماكرون”، و التعجيل بإطلاق “منتدى الإسلام في فرنسا”، الغرض منه ليس الانتقام من الرباط و تقليص سلطاتها الدينية في فرنسا فقط، بل أيضا لفتح الباب أمام الجاليات المسلمة السنية التركية و الإيرانية الشيعية، للتصارع على قيادة المؤسسات الإسلامية المخاطبة للسلطات الفرنسية، يؤكد رغبة النظام الفرنسي في توسيع دائرة المجتمعات الإسلامية داخل المنتدى، و بالتالي المراهنة على الصراعات المذهبية و التشرذم الطائفي، و ظهور منافذ تتدخل عبرها السلطات الفرنسية لحل هذه المؤسسات أو التحكم بها أو لفرض شروط من أجل الإبقاء عليها، كتبني إمامة المرأة التي أصبحت أرضية للنقاش في كل أوروبا.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك