عادت قضية معتقل الرأي الفرنسي الجزائري، “بوعلام صنصال“، الذي أدين جزائريا بخمس سنوات في محاكمة غريبة، لم يظهر فيها الرجل و لم ينقل الإعلام الرسمي الجزائري أي صورة له تؤكد تمتعه بصحة جيدة تسمح بمحاكمته…، لتُثير النقاش على مستوى الإعلام الافتراضي و ليس الكلاسيكي، خصوصا بغرف النقاش حيث تم طرح العديد من التساؤلات عن المصداقية الحقوقية للمجتمع الدولي، عبر التساؤل كيف للمنظمات الدولية الكبرى كـ “أمنيستي أنترناسيونال” و “هيومن رايتس واتش” و “فرونت لاين ديفوندرز” … التي لا تدخر جهدا للترافع على قضايا حقوقية، بعضها لا يرقى إلى مستوى انتهاكات و مجرد قضايا بائسة و أخرى تجارية و بعضها ابتزازي…، أن تترك الرجل يواجه آلة قانونية جنائية، يحركها نظام عسكري انتقامي يرفض السماع للرأي الآخر، و لا تظهر هذه المنظمات أي تعاطف مع قضيته، رغم أن الرجل هو مفكر سبعيني، و مصاب بأمراض و لم يرتكب أي جرم، عدا أنه عبّر عن رأيه… !!
الطريقة التي عالج بها النظام الجزائري ملف “بوعلام صنصال” تُثبت ما قاله الرئيس الجزائري بأن “الجزائر قوة ضاربة”؛ و هي كذلك ضاربة و طاعنة و قاهرة للحقوق و لحرية الرأي، و تجعلنا نتساءل عن سر صمت المنظمات الدولية التي سبق لها و أن خانت الغزاويين في الحرب الأخيرة التي خاضها الكيان الغاصب ضدهم، و إذا ما كان النظام الجزائري قد تحول إلى خط أحمر عند هذه المنظمات، و أن أموال الغاز ألجمتها عن تتبع و مناصرة سجين الرأي “صنصال”، كما فعلت عندما تجاهلت ملف اعتقال القيادي الصحراوي “الخليل أحمد ابريه”، الذي لم يٌحاكم حتى الآن و لا يدري أحد سبب اختطافه و اختفاءه في السجون الجزائرية منذ سنة 2009، و هو الرجل الذي لم يصرح بشيء و لا اعتقد أنه قال أكثر مما قاله السجين “صنصال”، و لا تزال أسرته تطالب معرفة مصير الرجل الذي قالت المصادر أنه كان معتقلا في ثكنة عنتر بـ “بن عكنون”، و تطالب بحقه في المحاكمة العادلة، و يبدو أن “خليل أبريه” كان بالنسبة للجزائريين أقل من أن يتم محاكمته.
ما يفعله النظام الجزائري الحالي يؤكد أن الدولة العميقة ببلاد الشهداء لا يمكنها أن تتغير و لا يمكن أن تتخلص من هذا الفكر المناهض للحقوق و لحرية الرأي، و أن المنتظم الدولي و المنظمات الحقوقية متهمة أيضا بالتواطؤ مع النظام الجزائري من بوابة الصمت، و حتى المنصات الحقوقية الصحراوية التي لم تبدي أي ردة فعل في نقاش هذا الملف، ظهرت في ثوب المنظمات الانتقائية التي تختار أهدافها بناءا على مصالحها و خدمة للأجندات، و أن ما يحركها في أي ملف حقوقي هو دافعي “المال و العداء”.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك