قصر المرادية يلح على تعجيل اللقاء بين “أردوغان” و الرئيس “تبون” و أنقرة تتهرب من الزيارة بدعوى أن الظرفية لا تسمح.
يبدو أن الحليف الجزائري قد دخل فعلا مرحلة العزلة الدولية بسبب إختياره الإصطدام مع قوى إقليمية، حين تأثرت علاقاته مع مدريد بسبب اعترافها بالصحراء الغربية و ثم بعدها مع باريس لذات السبب، و اليوم سرب عدد من المعارضين الجزائريين نقلا عن مصادر تركية، أن أنقرة ترفض منح تاريخ محدد لزيارة الرئيس الجزائري إلى تركيا، و لا زال البروتكول الرئاسي في تركيا يدعي أن الظرفية الدولية في المنطقة لا تتناسب مع زيارات للمجاملة، مع العلم أن الخارجية الجزائرية أوفدت إلى دبلوماسيين بمذكرات إقتصادية لترتيب الزيارة، مع تمكين تركيا من صفقات داخل الجزائري في مجال الزراعة و البحث العلمي و التسليح، مقابل حصول الجزائر على صفقات عسكرية مباشرة مع المصانع التركية.
و أضافت المصادر التركية بأن سبب التأجيل لا يرجع بالأساس إلى الظرفية، و أن الزيارات لا تخضع لتقلب الأوضاع السياسية، لكن الرئيس “طيب رجب أردوغان” غاضب جدا من “حفيد بوبغلة” الذي لم يلتزم بوعوده للأتراك، خصوصا و أن الشركات التركية دخلت السوق الجزائرية من أجل الحصول على صفقات عمومية ضخمة خلال زيارة “أردوغان” إلى الجزائر، و تم توقيع مذكرات تفاهم لمنح شركات المحروقات التركية تراخيص إستخراج الغاز السخري، لكن الإدارة الجزائرية عقدت الإجراءات لإحباط حصول الشركات التركية على تلك الصفقات، و تم منحها لشركات أمريكية عملاقة و بشكل شبه مجاني، و هو ما جعل أنقرة عبر سفارتها تطلب من الحكومة الجزائرية بالتوضيحات، لكن الحكومة الجزائرية أبلغت السفارة التركية بأن الرئيس الجزائري هو من سيتولي شرح الموقف للرئيس التركي عند لقائه بشكل مباشر.
الغضب التركي من الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” ليس بالأمر الجديد، فقد سبق للرئيس التركي أن أظهر غضبه و إمتعاضه من “حفيد بوبغلة” عندما صرح “أردوغان” لوسائل الإعلام الفرنسية بأنه عاتب الرئيس الفرنسي على الجرائم الاحتلال الفرنسي بالجزائر، و أنه تأثر بالمظلومية التي نقلها له الرئيس الجزائري بشكل شخصي، و كان “أردوغان” قد وعد الرئيس “تبون” بالإنصاف و التدخل لدى باريس لاسترجاع الجماجم و إن اقتضى الأمر شرائها، لكن الرئيس الجزائري أنكر أنه طلب من الرئيس التركي أي تدخل في هذا الملف أو أن يكون قد تظلم إليه و طلب منه الانتصار للجماجم الجزائرية.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك