Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

قراءة في تعيين ”إليزابيت مور أوبان” سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر … !!؟؟

بـقـلـم : بن بطوش

     من عجائب الأخبار في هذه الزاوية من العالم، ما نشرته صفحات جزائرية حول إرسال دولة الجزائر إلى الشقيقة مالي أزيد من 108 طن من المساعدات الغذائية المختلفة و المستعجلة دون سابق إنذار و دون أن تعلن مالي عن وجود كارثة أو أزمة… !!!، و تضمنت تلك المساعدات مواد غذائية أولية بينها حليب للأطفال و حليب مجفف للاستخدام المعيشي، تستورده الجزائر من دولة السويد بالعملة الصعبة، و زيوت طهي و مواد غذائية صناعية و مشروبات غازية و عدد من الأدوية و العقارات لمحاربة أثار الموجة الجديدة من الجائحة.

      و كانت الجزائر قبل أسابيع قليلة قد زودت الجيش المالي بعدد من العربات القتالية و مدرعات و أسلحة محمولة و سيارات إسعاف…، هذا التضامن الجزائري على كرمه أثار الكثير من الاستغراب، و تسبب في الكثير من الجدل، حيث تساءل عدد من المدونين العرب – قبل الجزائريين-  بالقول كيف للجزائر التي تعيش ندرة في كل المواد الأولية أن تمنح عشرات الأطنان من الزيوت و الحليب و القطاني المواد الغذائية لشعب آخر، فيما الشعب الجزائري يقف يوميا في طوابير طويلة و مهينة كي يحصل على نصيب من المواد الأساسية لا يكفيه لما تبقى من يومه ؟

      أصحاب هذه الأسئلة النرجسية و هذا التعجب المتعصب للقومية الجزائرية، لا يملكون رجاحة الفهم و ليس لهم ذلك الإحساس العميق بما يعنيه لقب “القوة الضاربة”، الذي منحه النظام الجزائري لبلادهم و أراد أن يبرَّه…، فقبل هذا وعدت الجزائر دولة تونس باقتسام اللقاح حتى قبل أن يصل إلى الجزائر، و في أوج أزمة السيولة منحت الجزائر لتونس ودائع بمئات الملايين من الدولارات، و حصل “أبو مازن” في زيارة مستعجلة للجزائر على شيك بمائة مليون أخرى، فيما تحصل الرئيس الموريتاني على شيك بسخاء أكبر لم يكشف عن قيمته الحقيقية…، و حصل الرئيس الإيطالي على حصان من سلالة “البغال”، و هذا كله كي تنفرد الجزائر بصفة القوة الضاربة في المنطقة، ليبقى السؤال الأخير : هل يقتنع المواطن الجزائري بمبررات السخاء و الكرم الذي يبديه قصر المرادية مع أنظمة مجاورة لبلد الشهداء أم يراكم غضبه لميقات معلوم…؟

      يصعب كثيرا التطوع لوضع الجواب عوضا عن المواطن الجزائري الذي يمضي يومه يتنقل بين الطوابير الطويلة، و نحن هنا لا نستخدم الخطاب المباشر و الحقيقة الوقحة لازدراء المواطن الجزائري البسيط أو لجلد النظام الجزائري، لأنه لا يمكننا ذلك و لا ينبغي لنا…، و نحفظ للجزائر بشعبها و نظامها و ترابها و شهدائها جميلا لن نستوفيه و إن شكرنا كل الجزائريين فردا فردا، لكن لأن الأمر فيه قراءة قد تحمل إلينا جميعا – جزائريين و صحراويين- مصائب لا طاقة لنا عليها، بعدما نشره الإعلام الدولي خبر تعيين الولايات المتحدة الأمريكية لاسم مثير للجدل، “إليزابيت مور أوبان “، كسفيرة في الجزائر،  على الرغم من أن الإعلام الجزائري استبشر خيرا بالاسم، إلا أن العارفين بطبيعة النظام الأمريكي و شخصية المرأة، يقولون أن وصولها إلى الجزائر سيكون شؤما على ساكن قصر المرادية، و أن ثمة ما يؤرق في هذا التعيين.

      و رغم أن الإعلام الجزائري حاول إظهار الجانب المشرق من هذا التعيين الأمريكي لـ “إيليزابيت”، حيث قال أن المرأة سبق لها و شغلت منصب نائبة رئيس بعثة سفارة الجزائر بين سنتي 2011-2014 و أن لها تصريح شهير على الجزائر تقول فيه: “لدينا شراكة دائمة يمكنها مواجهة فرص وتحديات القرن الحادي والعشرين معًا”…، لكن صورة الإعلام الجزائري عن المرأة ظلت غير مكتملة و مموهة للرأي العام، تنشر الورود و لا تنتبه إلى أشواكها و تلمع صورة العلاقات الأمريكية الجزائرية التي تعاني من أعطاب صعبة الإصلاح في المدى القريب، حيث أن الإعلام الرسمي في دولة الحليف لم يتطرق إلى أن المرأة كانت مستشارة إدارية للسفارة الأمريكية في تل أبيب، و هي نفسها السفارة التي قرر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” نقلها إلى مدينة القدس، كما أن المرأة من أشد أعداء المعسكر الشرقي و لها اهتمامات فوق العادة بحقوق الإنسان، و هنا نصل إلى طرح السؤال الكبير: ماذا تريد أمريكا من الجزائر من خلال هذا التعيين؟

       الواضح أن هذا التعيين فيه استفزاز مقصود لنوايا النظام الجزائري، الذي يحمل شعار مع فلسطين ظالمة أو مظلومة و يتموقع في منطقة الشك حتى بين الفلسطينيين أنفسهم، و يستجيب هذا التعيين للمخاوف الأوروبية المتنامية من انفجار اجتماعي وشيك في الجزائر، خصوصا و أن “إليزابيت مور” خبيرة و متخصصة في التقارير الحقوقية و الاجتماعية، و يتناغم تعيينها كذلك مع التقارير المالية الأخيرة للبنك الدولي و صندوق النقد الدولي، التي تؤشر إلى أن الوضع الاجتماعي في الجزائر بدأ يصل مرحلة الاضطراب و بدأ يهدد السلم الاجتماعي في الجزائر، و تعيينها يدعم أيضا التقارير الأوروبية السرية و تقارير “الناتو” التي تحذر من قرارات النظام الانتقامية من الشعب الجزائرية و تنبه تلك التقارير إلى جرائم محتملة للجيش الجزائري في منطقة لقبايل…،  و تعطي تلك التقارير خلاصة مفادها أن النظام الجزائري نظام شمولي يجازف باستقرار البلاد و يحرم المواطن الثروات، و يستثمر مقدرات الجزائر لزعزعة استقرار المتوسطي، و أنه يقود البلاد إلى الإفلاس الكامل التي توحي بقرب الصدامات الداخلية…، و أن الجزائر لا تملك إلى الآن خطة إنقاذ اقتصادية واضحة و تنتظر تحسن أسعار المحروقات لإنعاش البلاد و تنفيذ الوعود.

      من الجانب الإستراتيجي و السياسي و الدبلوماسي نجد أن تعيين”إليزابيت” مرتبط بتطورات الأزمة الأوكرانية، و يدخل ضمن برنامج الولايات المتحدة الأمريكية لمحاصرة نفوذ الروس و مراقبة و معاقبة الدول التي تنفذ الأجندات الروسية عبر العالم، لهذا يرى العارفون بالعلاقات الأمريكية الجزائرية أن مهمة السفيرة الأمريكية الجديدة ستنحصر في رفع تقارير عن الوضع الحقوقي و الاجتماعي و درجة المد الروسي داخل الجزائر، و ستكون مسؤولة عن إعطاء تشخيص دقيق عن تحركات الجزائر بالمنطقة لتثبيت قوات “الفاغنر” بالدول المجاورة.

      هذا الرأي الذي يسوقه الخبراء الإستراتيجيين عن علاقة المرأة السفيرة بالوضع في الجزائري، لا يستثني الدولة الصحراوية و المخيمات في أرض اللجوء، و الحرب التي حاولت قيادتنا و الحليف الترويج لها لكنها أصابتنا بخيبة و تسبب للقضية في نكبة إعلامية بعدما نشرت الصفحات صور تظهر ببشاعة تجنيد الأطفال من المخيمات و إرسالهم إلى الأراضي المحرمة، و استخدام القيادة للخطاب المتطرف و الاعتماد على شيوخ القاعدة…، كل هذا جعل الإدارة الأمريكية تعجل بتعيين كسفيرة ستكون مهمتها رفع تقارير تسمح لأمريكا بجلد النظام الجزائري و الصحراوي.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد