الصورة أسفل هذا المقال هي من الاجتماع الأخير لقمة العشرين (G-20)، الذي احتضنته مدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية، و يُظهر في شاشة القمة صورة إقليم الصحراء الغربية و قم تم دمجه من طرف منظمي الحدث المنتمين للحكومة الجنوب إفريقية، ضمن مجموع تراب دولة الاحتلال المغربي، ليظهر كجزء من امتدادها، و هو المشهد الذي أثار غضب عدد من النشطاء الصحراويين… لكن – مع كامل الأسف- لم تحرك قيادتنا أي ساكن في الرابوني، و لم يُدفع أحد من غربان البيت الأصفر المغدور للتعليق و تبرير ما جرى، أو التأكيد إذا ما كان ذلك التصرف الجنوب إفريقي مجرد خطأ تنظيمي؟ أم هو رسائل واضحة و صريحة من حكومة بريتوريا، للتأكيد على أن الدولة الجنوب إفريقية قد تغير جلدها، و قد تنقلب بصمت على حقوق الشعب الصحراوي؟
و الواقع أن دولة جنوب إفريقيا تعمدت استفزاز مشاعر الشعب الصحراوي، من أجل الضغط على النظام الجزائري، و هو الأسلوب الذي تعودت عليه بريتوريا كلما أراد قادتها الحصول على أموال إضافية من قصر المرادية، و بعد الاستجابة الجزائرية تتكرم جنوب إفريقيا بإرسال مبعوث إلى المخيمات لشرب كأس شاي مع الرئيس الصحراوي الأخ “إبراهيم غالي”، و من ثم التصريح لوسائل إعلام جزائرية بأن دولة جنوب إفريقيا تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، و تختتم بريتوريا دعمها بالسماح لبعض الجمعيات بتنظيم مسيرة على طول شارع “فرانسيس بارد”؛ أين تقع سفارة دولة الاحتلال المغربي بالعاصمة بريتوريا.
غير أنه هذه المرة، يبدو أن النظام الجزائري يعاني من أزمة سيولة حادة أكدها التقرير الأخير للبنك الدولي، و أن المليار دولار الذي كان في خزينة الدولة الجزائرية، قد تم منحه لمجموع الدول الإفريقية التي أصبحت تبدي عداءا غير طبيعي لسياسة الجزائر الخارجية، قصد إخماد غضبها و تليين مواقفها مؤقتا، رغم أن العديد من تلك الدول أسقطت الاعتراف بالدولة الصحراوية كما فعلت دولة كينيا، لكن النظام الجزائري لا يزال يحاول إرضاء حكام هذا البلد و إعادة ضبط منحى العلاقات معهم.
القضية الصحراوية هي اليوم أمام اختبار صعب جدا، خصوصا و أن جنوب إفريقيا ليست مجرد دولة داعمة لحقوق الشعب الصحراوي، بل تعتبر من أشد المدافعين عن القضية الصحراوية في المحافل الدولية، و قبولها بوضع خريطة المغرب و هي تضم الصحراء الغربية، ليس مجرد محاولة للضغط على قصر المرادية، بل الأمر فيه الكثير من التودد للرباط و حلفائها المتواجدون في تلك القمة لتمثيل دول مجلس التعاون الخليجي.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك