سربت السفارة الفرنسية في الجزائر خبرا يفيد أن وزير العمل الجزائر “الهاشمي جعبوب”، ممنوع من دخول التراب الفرنسي و أن الأمر نفسه سيتبناه عما قريب جميع دول الإتحاد الأوروبي، و ذلك على خلفية التصريحات التي اعتبرتها باريس غير مسبوقة و مسيئة لتاريخ العلاقات و الأعراف الدبلوماسية القائمة بين الجزائر و فرنسا، و أن الأمر خطير جدا و يسيء إلى تاريخ العلاقة بين البلدين، خصوصا و أن تلك التصريحات أدلى بها وزير داخل دواليب الحكم الجزائري، و تم ذلك خلال جلسة للجواب على سؤال داخل مجلس الأمة الجزائري و أمام نواب الشعب الجزائري و ثم بثها على وسائل الإعلام الرسمية.
و تضيف المصادر التي عممت خبر منع فرنسا للوزير الجزائري، بأن باريس تعتبر تلك التصريحات غير بريئة و أنها تستهدف الدولة الفرنسية و الشعب الفرنسي، و أن الوزير الجزائري أثناء مواجهته لسؤال النائب في مجلس الأمة الجزائري، و عوض أن يقنع الشعب الجزائري بالأسباب التي أدت إلى فراغ خزينة الدولة من السيولة، و يفرج عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى قرب إعلان إفلاس صندوق المعاشات الوطني الجزائري، فضل إقحام الدولة الفرنسية بطريقة بذيئة و الهجوم عليها عبر نعتها بالعدو التقليدي للجزائريين و تهريب النقاش الشعبي بطريقة تسيء للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
و قد ربط محللون فرنسيون و جزائريون تصريحات الوزير الجزائري بأنها تعبر عن غضب النظام الجزائري بقيادة “عبد المجيد تبون” و “سعيد شنقريحة”، نتيجة رفض فرنسا الاستجابة إلى طلبات المساعدة المتكررة من الجزائر في قضية إخماد الحراك، و إيقاف المعارضين الجزائريين، و أن غضب الجزائر تضاعف مؤخرا بعد إعلان الحزب الحاكم في فرنسا بقيادة الرئيس “إيمانويل ماكرون” عن فتح فرع له في مدينة الداخلة المحتلة، بالإضافة إلى رفض فرنسا تقديم مساعدات اقتصادية للجزائر لتحسين أداء الاقتصاد، و تبرير فرنسا الأمر بأن الظرفية الاقتصادية العالمية لا تساعدها على ضخ أموال خارج الإتحاد الأوروبي، فيما الجزائر قبلت مد يد المساعدة العسكرية لباريس و حماية مصالحها الاقتصادية في العمق الإفريقي خلال الزيارة التي قام بها قائد الجيوش الفرنسية إلى الحليف.
و علق عدد من الجزائريين في تدوينات و مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تلك التصريحات المثيرة و الصادرة عن الوزير الجزائري، بأن النظام الجزائري الحالي لا يقيس الأمور بمنطق العقل و أن تصرفات هذا النظام تضر كثيرا بالجالية الجزائرية المتواجد في فرنسا و حتى داخل الإتحاد الأوروبي، و أن النظام الجزائري عليه اتخاذ إجراءات زجرية ضد الوزير الذي أضر بالعلاقات الخارجية للجزائر و أن تلك التصريحات قد يكون لها تأثير سلبي على العلاقات الجزائرية مع الإتحاد الأوروبي على المدى المتوسط و الطويل.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك