تعود القصة إلى الزيارة التي قام بها الرئيس التركي “رجب أردوغان” للجزائر، و الجدل الذي حدث بعدها حين كشف هذا الأخير بأن الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” اشتكى له من ظلم فرنسا للشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية و أن الجيش الفرنسي أباد 5 ملايين من المقاومين، و أن الرئيس التركي طلب أن يمده بالوثائق و ما يثبت هذه المجازر.
و بعد أن أعتبر النشطاء الجزائريون تصريحات الرئيس التركي إهانة في حق شعبهم الذي بدا من خلال هذه التصريحات كمجتمع لا حول له و لا قوة تابع للسلطة العثمانية، يستجدي عطف “السلطان” ليحصل على الإنصاف من ظلم فرنسا، خصوصا و أن الرئيس الجزائري المؤقت “عبد القادر بن صالح”، كان قد أهان قبل ذلك الجزائريين في لقاءه مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بجملته الشهيرة: “أريد أن أطمئن فخامتكم بأن الوضع في الجزائر متحكم به…”، حيث علق الجزائريون على الزلة بأنها تنقيص من الدولة الجزائرية و الشعب الجزائري.
اليوم و بعد وصول طائرة جماجم الشهداء الجزائريين، و قد اختير لها يوم الجمعة لما له من رمزية في قلوب المسلمين، إذ يبدو أن اختيار هذا التوقيت و هذا اليوم غير بريء، و حتى لا نضع قراءات مسيئة نفضل تجاوز الأمر لما هو أكثر أهمية، إذ رحب الجزائريون بعملية استرجاع الجزائر لجماجم مقاومين كانت تعرض في متحف “الإنسان بباريس”، غير أن الخطوة رغم رمزيتها التاريخية في الذاكرة الجماعية لحرب التحرير بالجزائر، إلا أن توقيتها أثار استياء النشطاء الجزائريين، خصوصا المجتمع المدني الذي ينادي بتدخل السلطات و منح الأولوية للجزائريين الأحياء العالقين بدول العالم.
غير أن المساندين للدولة و النظام في الجزائر يعتبرون الخطوة نصرا عظيما، و نقطة نجاح ضد الفكر الاستعماري الذي يذل ذاكرة المقاومة في دول إفريقيا، و يستدلون على هذا النجاح بالمحاولات الفاشلة لاسترجاع تلك الجماجم من فرنسا من قبل الرؤساء الجزائريين السابقين، كـ”هواري بومدين” و “الشادلي بنجديد” و “اليمين زروال” و “عبد العزيز بوتفليقة”، غير أن النشطاء تركوا عدة تساؤلات بخصوص صفقة الاسترجاع هاته و عن التنازل الذي قدمته الجزائر لدولة فرنسا إذا ما كان يتعلق بالتخلي عن مطالبتها بالاعتذار عن جرائمها أم عن تلك التجارب النووية التي دمرت الصحراء الجزائرية، أم أن في الأمر تنازلات أكبر قد تكشفها الأيام القادمة؟؟؟؟
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك