بعد النجاح الذي حققه التقارب الحذر بين السعودية وإيران، و الذي كان له تأثيرات ايجابية على الوضع باليمن و سوريا، و أدى إلى تراجع منسوب التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي و طهران، و توقف الملاسنات و التهديدات و تبادل الاتهامات بعد كل عملية تخريبية تحصل في المنطقة و التي تم تسجيل انخفاض في معدلات وقوعها بشكل ملحوظ، فقد رفعت طهران سقف طموحاتها بتوسيع دائرة مصالحاتها الدبلوماسية مع جيرانها و محيطها العربي و الإسلامي، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني، “حسين أمير عبداللهيان”، بأن بلاده “ترحب بتطوير وتطبيع العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم الإسلامي، بما في ذلك مصر والمغرب”.
و تقول المصادر أن خيار طهران لفتح باب الحوار مع القاهرة و الرباط، لاقتناعها بأن هذين البلدين يعدان ركائز مهمة داخل الجامعة العربية، و أنهما إلى جانب الإمارات العربية يقفان حجر عثرة أمام قبول طهران بصفة ملاحظ في هذه الجامعة. و أضافت مجموعة من المنابر المقربة من النظام الإيراني، بأن الدولة الصفوية لا تعارض شروط الرباط بوقف التشيُّع و الإحجام عن مساعدة الدولة الصحراوية تقنيا و عسكريا و تدريبيا و إظهار صدق النوايا في ذلك، و التوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية، رغم أن إيران تنكر –إلى حدود اليوم- الاعتراف بوجود علاقات مباشرة لها مع الدولة الصحراوية، خصوصا و أن الرباط سبق لها أن رفعت تقارير استخباراتية إلى مجلس الأمن و الجامعة العربية، تفيد بأن “حزب الله” اللبناني الذي يعد ذراعا عسكريا إيرانيا في الجنوب اللبناني،يقدم الدعم التقني و العسكري و اللوجستيكي للجيش الشعبي الصحراوي بتنسيق مع السفارة الإيرانية بالجزائر، و أن القيادة الصحراوية تحصلت على مسيِّرات إيرانية، و جرى تدريب فريق من المقاتلين الصحراويين على تقنيات استعمالها، إلا أن المخطط تم إلغاءه بسبب التهديدات الأمريكية للجزائر بخصوص هذه المسألة .
إيران بإعلان رغبتها تطبيع العلاقات مع مصر و المغرب تؤكد أن الثورة الشعبية الأخيرة التي هزت النظام بعد مقتل “مهسا أميني” على يد الشرطة بسبب رفضها ارتداء الحجاب، قد غيرت الكثير من قواعد الحكم في بلاد الثورة الخمينية و الذي أصبح يقدم الكثير من التنازلات ليتأقلم مع محيطه الإقليمي و الدولي، و قد يؤدي هذا التغيير إلى تخلي إيران عن دعم قضيتنا الصحراوية في المواعد الدولية… كل هذه التطورات تحدث في ظل غياب كلي للدبلوماسية الصحراوية المنشغلة بوضع مخططات للعطلة الصيفية للقياديين و أبنائهم، و بحثها عن الدول و المنتجعات التي تصلح لقضاء فصل الصيف بعيدا عن “حُمَّان” و عطش المخيمات.
و ذكرت عدة منابر جزائرية أن الرئيس “عبد المجيد تبون” ربط الاتصال مع نظيره الإيراني “إبراهيم رئيسي”، في محاولة لوقف هذا التقارب بين الرباط و طهران، عبر تذكيره للرئيس الإيراني بالتطبيع الحاصل بين المغرب و إسرائيل، و اقترح عليه بالمقابل تشكيل جبهة إسلامية ضد سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن حسب الإعلام الإيراني فجميع المؤشرات تؤكد أن طهران تضع حتى اسرائيل ضمن مخططاتها الدبلوماسية، و قد نشهد انقلابا في الموقف الإيراني عبر حصول تقارب بين تل أبيب و طهران في إطار خطة سلام شاملة في الشرق الأوسط تقود مبادرتها الرياض.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة