في إطار متابعتنا لقضية اعتقال الشبان صحراويين الأربعة من لاجئي مخيمات تندوف، أثناء تسللهم عبر جدار العار المغربي نقل شحنة من المخدرات، تبين بأن نجل الوزير الذي تم إعتقاله ضمن هؤلاء الأربعة – حسب ما أكدته سلطات الاحتلال في بيان أصدرته بخصوص هذا الموضوع – هو “ماجدي”، إبن “أدّا إبراهيم أحميَّم”، وزير التنمية في الحكومة الصحراوية، الذي شغل سابقا منصب والي ولاية السمارة.
و إلى حدود كتابة هذه السطور، مازالت القيادة الصحراوية تلتزم الصمت حيال هذه القضية، رغم أن المسألة تتعلق باعتقال ابن قيادي صحراوي، و هو الأمر الذي يثير الاستغراب خصوصا و أنه لم يمض سوى خمسة أشهر على مقتل “شماد جولي” على يد قوات جيش الاحتلال في شهر مارس الأخير، و حينها أقامت القيادة الدنيا و لم تقعدها مع ان الراحل اقترب من جدار العار من أجل تسلم شحنة من المخدرات، و كان –لاقدر الله- المصير نفسه سيلقاه الشبان الأربعة لو أنهم حاولوا الفرار أو مقاومة جيش الاحتلال .
المثير في الأمر هو أن المهربين الأربعة – حسب البيان الذي أصدرته سلطات الإحتلال- ليسوا سوى أفراد في شبكة يديرها المهرب الكبير “محمد المحجوب المهيدي”- الملقب ب “الروبيو”ـ الذي سبق للسلطات الصحراوية أن اعتقلته أكثر من مرة بسبب تورطه في العملية الإرهابية لاختطاف المتعاونين الدوليين الثلاث من داخل المخيمات، و كذلك عمليات التهريب الدولي للمخدرات، إلا أنه في كل مرة كان “ينجح” في الفرار من سجون القيادة بتواطؤ من جهات معينة.
و مع ذلك ما زال موقف القيادة الصحراوية ملتبسا بخصوص تعاملها مع كبار مهربي للمخدرات، حيث تطبعه نوع من الانتقائية إن لم نقل استحضار القبلية في كل خطوة للحد من أعمال شبكات ترويج المخدرات، لأنه على الرغم من أن العديد من المهربين مبحوث عنهم من طرف الجهاز الأمني لـــ “گريگاو” إلا أنهم يجوبون بكل حرية المخيمات، بل إن منهم من تم استدعاءه للمشاركة في مؤتمرات التنظيم السياسي، كحالة “محمد باني” الذي خصصت له القيادة مقعدا في الصف الأول خلال المؤتمرين الأخيرين، و هو ما ينم عن المكانة التي يحضى بها على الرغم من كونه لا صفة له في التنظيم السياسي.
ففي الوقت الذي كانت فيه المؤتمرون منكبون على إنجاح أشغال المؤتمرين الماضيين، كان المهرب “محمد باني” – الذي راكم ثروة طائلة- مشغولا أكثر باستدعاء البغايا إلى خيمته لقضاء ساعات من المرح و المجون، و على رأسهن “فاطمتو بارا” و “سليمة ليمام” و “مريم البورحيمي” و “رقية الحواصي” و “سليطينة خيا” .
الغريب في الأمر أن قضية المخدرات من الأوراق الإعلامية التي تشهرها القيادة الصحراوية في وجه سلطات الاحتلال عبر اتهامه بإغراق منطقة الساحل و الصحراء بمخدر الشيرا، غير أن الحقيقة المرة هو أن أبناء جلدتنا أصبحوا من أباطرتها في المخيمات و منطقة الساحل عموما.
و يبدو بأن القيادة الصحراوية مجبرة على التحالف مع الشيطان خدمة للقضية الوطنية عبر الإبقاء على شعرة معاوية مع مهربي المخدرات ، نظرا لسيطرة هؤلاء المهربين على مناطق بعينها و كذلك بسبب النفوذ القبلي و السياسي الذي يحضون به سواء بالمخيمات أو بموريتانيا، و هنا نذكر حالة “سيدي محمد ولد هيدالة” نجل الرئيس الموريتاني السابق،”سيدي محمد ولد هيدالة”، الذي قبع في السجون المغربية مدة لا تقل عن سبعة سنوات من أجل تجارة الكوكايين.
ذلك أن القيادة تذكر الجميل الذي أسداه الأب “محمد خونا ولد هيداله” للقضية الصحراوية في العديد من المراحل التي مرت بها قضيتنا أيام كان رئيسا لموريتانيا و امتد دعمه للقضية الصحراوية حتى بعدما تمت الإطاحة بحكمه سنة 1984، إلا أن رد الجميل في السنوات العشر الأخيرة أصبحت تفوح منه رائحة الفساد، بعد أن تمكن “سيدي محمد ولد هيدالة”، من استقطاب أصحاب القرار بالرابوني لتوسيع شبكته و فتحها على منطقة الجنوب الجزائري و شمال مالي، إضافة إلى أجزاء أخرى من الصحراء الكبرى.
و لتوضيح الصورة لقرائنا الأعزاء، فإن إعلامنا صور لنا عند اعتقال”سيدي محمد ولد هيدالة” بأنها مؤامرة حاكها العدو ضد نجل الرئيس الموريتاني السابق على مواقفه من قضيتنا العادلة، لكن بعد ذلك أكدت السلطات الموريتانية أن المحتل كان على حق بعدما استلمته منها سنة ،2014 ليقبع في السجون الموريتانية مرة أخرى بنفس التهمة.
لكن الغريب في الأمر، أن القيادة الصحراوية قامت بعد هذا التاريخ بتكثيف الزيارات لعائلة “هيدالة”، و ذلك على التراب الجزائري، حيث كان يتلقى “هيدالة” الأب و الابن العلاج بعد وعكة صحية ألمت بهما، ليحفر السؤال عميقا في أذهاننا حول سبب هذا الاهتمام الزائد الذي تكنه القيادة لهذا المهرب الخطير؟
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”.
و نترك لقرائنا الأفاضل بعض صور أعضاء قيادتنا مع “سيدي محمد ولد هيدالة” التي كانت في الموعد و حظرت بكل رموزها لتبلغه تضامنها معه.
“سيدي محمد ولد هيدالة” مع “ابراهيم غالي” أيام كان سفيرا بالجزائر
“سيدي محمد ولد هيدالة” رفقة اعضاء سفارتنا بالجزائر
“ولد هيدالة” في محادثات ثنائية مع الوزير الأول “عبد القادر الطالب عمر”