Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

اختفاء الرئيس الجزائري يفتح باب التأويل عن مصيره، و إتهامات للتيار الفرنسي “أبناء الشهداء” بمحاولة اغتيال الرئيس

بـقـلـم:بن بطوش

      لقد إستهلكنا عمرا و نحن نطارد ما لا يمكن أن نمسك به، حتى بلغنا من اليقين بأن الثورة لا تبني دولة و أن الطائفية لا تبني دولة، و أن القبلية لا تبني دولة و العشيرة لا تبني دولة، و أن بيانات الأقصاف لا تبني دولة، و الكذب و التهنتيت و العنتريات لا تنتمي للسياسة و لا للدبلوماسية و لا يمكنها أن تبني دولة…، و أنه في عصرنا هذا بناء الدولة من العدم أصبح شيء مستحيلا إذا كان خصمك و عدوك و محتلك يعرف كيف يخوض حربا ضدك بمسيرة واحدة…، بينما يدخر كل جهد لبناء نفسه…. !!، لهذا نحن مجبرون على قبول ما سيحدث و سنفرح به و كأننا من خطط له، و حين نشر “البشير مصطفى السيد” رسالته الموقعة باسم (قيادي غيور على القيادة الصحراوية)، التي يتهم فيها القيادة بعقد صفقة سرية خائنة مع الرباط و الأمريكيين، و التنكر لروح الثورة و الشهداء، فهو لم يكن يقصد أنه يعارض الاتفاق…، بل كان غاضبا من عدم إشراكه في هذا القرار التاريخي، فالرجل شعر بأنه ليس جزءا من مصير هذه القضية و هذا الشعب، و أنه مثل الجميع توصل ببعض التفاصيل من الذين يرفضون الاتفاق و تفاصيله، أو لنقل أن الرجل عبر عن رأي الغاضبين المدعومين من التيار السري الذي حاول إغتيال الرئيس “تبون” في الجزائر، هذا التيار الذي يطلق على نفسه إسم “أبناء الشهداء”.

      لن نستعين في هذا المقال بتصورات لغوية بلاغية كبيرة و سنكتفي بخطاب تحليلي مباشر، حتى نمنحك أيها القارء الكريم مساحة للفهم السريع و بناء مشهد صحفي يدخلك إلى الواقع الذي يشكل الواقع… !!، فالرئيس الجزائري لمن لا يعرف أين هو و ما مصيره نبلغه أنه يتواجد في مدينةMAINZ الألمانية، و التي تبعد عن العاصمة برلين بحوالي 570 كلم، و هو يتواجد فيها للعلاج من أثار محاولة إغتيال و ليست إنقلابا، و سبق و قلنا في مقالاتنا السابقة أن “تبون”و قائد الجيش “شنقريحة” هما هدفان للتيار الفرنسي القوي جدا داخل الجزائر، و أن هذا التيار الفرنسي متفرع إلى تشكيلات سياسية و عسكرية و دبلوماسية و رجال أعمال…، و أن الجناح العسكري لهذا التيار و الذي يطلق على نفسه إسم “أبناء الشهداء”، قد دعا إلى محاسبة الرئيس الجزائري بسبب فشل نظامه إلى جانب قائد الجيش في إحداث توازن بالبلاد، و إنقاذ الوضع الاجتماعي الذي بلغ مستوى غير مسبوق من التدني.

      ذريعة هذا التيار تنطلق من إعلان البنك المركزي الجزائري أن إحتياطي العملة الصعبة أصبح دون الـ 24 مليار دولار، مما يعني أن الدولة الجزائرية بعد بضعة أشهر لن تجد أموالا لتغطية وارداتها، و إتهامه للنظام الجزائري بعقد صفقة خاسرة مع البيت الأبيض و خسارة الحلفاء التقليديين للجزائر مثل روسيا و فرنسا و دول الساحل…، مما جعل البلاد دون سند دولي، و يقيّمون مرحلة حكم الرئيس “تبون” بأنها أكثر المراحل في التاريخ الجزائري سوءا منذ الإستقلال، و أن الجزائر تمر من عشرية سوداء جديد لا رصاص فيها و يتم قتل المواطن بالحافلات المهترئة و الإذلال و تقديم الوعود المستحيلة، و أن الذي يتجول في البلاد سيظن أن الجزائر تمر من فترة مجاعة، حيث جميع الشعب موزعون على الطوابير بين الماء و الحليب و السميد و الحبوب و القطاني…، و يقول هذا التيار أن النظام الجزائري الحالي أهان الشعب الجزائري في عيد الأضحى و ترك في صدور الرجال غصة و حقد سيظهرونه مع أول خروج للشارع.

      “أبناء الشهداء” يعتبرون أن الرئيس “عبد المجيد تبون” لم يكن رجلا سياسيا، و أن تعيينه لقيادة البلاد كان قرارا خاطئا، و أن الرئيس الراحل “بوتفليقة” استشعر فيه ضعفا أمام جنرالات الجيش و قابلية للترويض، و أقاله بعد بضع أسابيع من تعيينه على رأس الحكومة الجزائرية، كما يتهمونه بأنه كان وراء هندسة صفقة المعادن النادرة مع أمريكا، و أنه لم يحصل بالمقابل على أي تنازل أمريكي أو أي مصلحة من واشنطن، فقط تحصل على وعد بعدم إدراج القيادة الصحراوية في قوائم الإرهاب، و وعد أخير بإمكانية منح الجزائر بعض الصفقات العسكرية التي لا تؤثر على التوازن العسكري في شمال إفريقيا، فيما تحصل الرباط على تنازلات أمريكية بحجم الجبال.

      التيار الفرنسي الذي يريد إنهاء حكم الرئيس “تبون” يتهم قيادة الجيش و الرئيس الجزائري بالفشل في إدارة ملفات حافظ عليها القادة الجزائريين لـ 60 سنة، و يتعلق الأمر بملف الصحراء الغربية، و ملف لقبايل الذي أصبح رعبا حقيقيا للنظام الجزائري، و ملف الصحراء الشرقية و منجم غار الجبيلات الذي كان مسكوتا عنه، و ملف تمويل الحركات الإسلامية في العمق الإفريقي و تغذيتها و الحفاظ على ولائها للنظام الجزائري، الذي أخرجته التحقيقات الروسية و الفرنسية إلى الوجود و سيدخل قريبا غرف النقاش الأممية، و ملف التسليح الاستراتيجي السري مع موسكو، و ملف العلاقات السرية و الولاءات داخل الإتحاد الإفريقي…، هذا التيار يتهم الرئيس “تبون” بالإجهاز على إرث الجزائريين الذي راكمه القادة لعقود.

      ما حدث أن هذا التيار حرك بضعة من جنوده داخل الحرس الرئاسي الجزائري و لا أحد يعرف الطريقة التي تمت بها محاولة الإغتيال، و إذا ما كان الرئيس الجزائري تعرض لإطلاق نار بسلاح مجهز بكاتم للصوت، لأنه لم يسمع أي طلاقات، أم أن محاولة الاغتيال تمت بسلاح أبيض، و المعلوم أنه نجا من الموت بأعجوبة و نقل على وجه السرعة إلى ألمانيا حيث يتلقى العلاج، و أن حالته غير مستقرة، و تم تحديد يوم الخميس المقبل لإعلان عودته إلى الجزائر أو إعلان وفاته، لأنه و حسب الأخبار المتداولة، فالرئيس الجزائري بسبب فقدانه للدماء دخل مرحلة الغيبوبة الطويلة.

      و بالبحث في التاريخ الرئاسي الجزائري، يتضح أنه لا يوجد رئيس جزائري أنهى فترة حكمه بشكل طبيعي، حتى في عصر الاحتلال العثماني، جميع البايات كانوا يتعرضون للمؤامرات و الغدر، و تنتهي فترات حكمهم بشكل تراجيدي، و قد لا يخرج الرئيس الجزائري عن القاعدة و يشكل الإستثناء.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد