مقاتلون صحراويون يحاربون أوكرانيا أملا في الحصول على الجنسية الروسية، و الأخ “إبراهيم غالي” يأمر بوقف العمليات العسكرية… !!؟
بـقـلـم : بن بطوش
ثمة كم من الأخبار الدولية و الإقليمية و المحلية التي تؤثر أفقيا و عموديا على قضيتنا الصحراوية، لكننا لن نسرد منها غير تلك التي نراها ذات أولوية قصوى و يمكنها أن تكون جزءا من تشكيل صحفي يصور الواقع، و يمنحك أيها القارئ الكريم متسعا مريحا لرؤية الحقيقة دون تلوث صحفي و دون أن نتسبب لك في عسر معرفي…؛ ذلك أن البداية ستكون من العاصمة موسكو، حيث سرب بعض الصحراويين من المخيمات أخبارا تفيد بأن قيادات عسكرية في الجيش الجزائري، بثت خبرا بين صفوف مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي، بأن روسيا أصبحت تعاني من الشيخوخة المجتمعية، و أنها تستعد بشروط لمنح الجنسية الروسية لمواطني دول بعينها من إفريقيا من بينها الجزائر.
هذه الدعوة جعلت عددا من الشباب الصحراويين يسارعون للسفر إلى روسيا من أجل الاستفادة و الحصول على الجنسية الروسية، لكن عند وصولهم اتضح أنهم تعرضوا لخديعة بعد توقيعهم على أوراق باللغة الروسية اعتقدوا أنها جزء من إجراءات منح الجنسية، ليكتشفوا فجأة أنهم تم تجنيدهم و أصبحوا مرتزقة في حرب لا تخصهم، و تم منحهم البدلات العسكرية و تدريبهم تحت الإكراه على استعمال السلاح و من ثم توجيههم إلى الجبهة الأوكرانية للقتال في صفوف القوات الروسية، حيث عثروا على عدد من المخدوعين أمثالهم من السوريين و المصريين و العراقيين ممن يقاتلون في حرب لا تربطهم بها غير الطموح في الحصول على الجنسية الروسية.
الذي بث إلينا الخبر عبر غرف النقاش المغلقة، هو صحراوي يعيش في الديار السويدية، قال خلال مداخلته أن أصدقاء له من روسيا أخبروه بأن الأجهزة السرية الروسية و بتواطؤ من قيادات عسكرية جزائرية، تمكنت عبر التضليل من تجنيد عدد من حملة الجنسية الجزائرية بينهم صحراويين قدموا من مخيمات تندوف…، و لكن – و إلى حدود كتابة هذا المقال- لا يزال “الأقزام الهنتاتة”، لا يعلمون بأن المقاتلين الصحراويين عالقين في جبهة القتال الروسية – الأوكرانية، و لا تزال مؤسسة الجيش الشعبي الصحراوي لا تعرف أن مقاتليها تورطوا في حرب لا تخص الشعب الصحراوي و قضيته، و أن الإنسان الصحراوي أصبح يبحث عن جنسيات أخرى بعد أن يأس من الوطن نتيجة هزائم الأقزام و أخطائهم.
في ذات السياق و غير بعيد عن أخبار الحرب و التجنيد و تضليل “الهنتاتة” للصحراويين الأحرار…، فإن قيادات صحراوية عسكرية عممت عبر تطبيق التراسل الفوري whatsapp، خبرا يفيد بأن الأخ القائد “إبراهيم غالي”، باعتباره القائد الأعلى للجيش الصحراوي و رئيس الدولة، وجه أمرا إلى جميع الوحدات العملياتية العسكرية لوقف الهجمات التي كانت تستهدف نقاط الحراسة و تجمع جيش الاحتلال المغربي خلف جدار الذل و العار، و أن هذا التعليق هو لأجل غير مسمى، و لم يشرح في قراره الأسباب و طلب بالتطبيق الفوري للقرار.
و نحن نتتبع مصدر الخبر و نتيقن من صدقه، تبين لنا أن القرار صحيح و أن تعليق العمليات العسكرية انطلق قبل أسبوع من الآن… !!، لكن بعض القيادات العسكرية رفضت الاستجابة و كانت تخطط لعملية عسكرية نوعية، تكون عبارة عن توقيع عسكري بأثر مدمر، حتى لا يَعْتبر المحتل المغربي أنه انتصر أو أن تكون عملية تعليق الهجمات جاءت عن ضعف عسكري صحراوي، و عند تحرك القافلة العسكرية الضخمة – قبل أسبوع من اليوم- فوجئت باستهداف من المسيرات المغربية التي تسببت في خسائر كبيرة بين المقاتلين و المعدات، مما أثار غضب القيادة الصحراوية و الجزائرية اللتان كانتا قد منحتا الأمين العام الأممي و مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية، ضمانات لوقف العمليات العسكرية قبل الدخول في المفاوضات المباشرة مع الرباط.
سلوك القيادات العسكرية الصحراوية خارج القرار الرسمي الصحراوي للرابوني، دفع بالأخ القائد “إبراهيم غالي” كي يبعث بأمر كتابي بوزارة الدفاع و يوزع على قيادات النواحي العسكرية، بمفعول فوري، كما هدد الأخ القائد مدفوعا من القيادة العسكرية الجزائرية بإقالة القيادات العسكرية التي ستعارض القرار أو ستتصرف خارج هذه الأمر، و أنه في حال تكرار العصيان فسوف يخضع المسؤولون عن ذلك للمحاكمات العسكرية.
قرار الأخ القائد “إبراهيم غالي” بتوقيف العمليات العسكرية إلى أجل غير مسمى، و إن كان يتم الترويج له على انه تعليق مؤقت للعمليات العسكرية و ليس وقف نهائي للحرب، كما حدث عند نكسة الگرگرات عندما تم تبرير الانسحاب من المنطقة بأنه عملية لإعادة الانتشار، هو –في الحقيقة- قرار فرضته الضغوطات التي يمارسها المحتل المغربي و معه الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، لأجل جر القيادة الصحراوية إلى المفاوضات دون شروط و حتى تسقط الرباط ورقة الحرب خلال المفاوضات، و يصبح الملف الوحيد الموجود فوق المائدة هو ملف الحكم الذاتي و تفاصيله الدقيقة…
و الحليف الجزائري يبدو أنه موجوع جدا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية التي تضغط على قصر المرادية لفرض السلام بمنطق الرباط و بما يتماشى و مصالح المحتل المغربي، الذي يسعى ليضمن إنهاءا سريعا و بدون تكلفة عالية لملف بالحكم الذاتي، مقابل أن تحصل الجزائر على ضمانات أمريكية بعدم تدويل ملف لقبايل و عدم إدخال الصحراء الشرقية إلى لجان الأمم المتحدة، بعد أن أعدت الرباط ملفا حول الحدود الموروثة عن الاستعمار و التي تسببت في فوضى سياسية و جغرافية بالمنطقة كما قال وزير الخارجية الروسي في إحدى ندواته الصحفية و هو يجيب صحفية جزائرية استفزته.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك