Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لعنة ”بن بطوش” تعصف بوزيرة الخارجية الإسبانية ”لايا”، و ”سانشيز” يسارع الزمن لرأب الصدع مع الرباط.. !!

بـقـلـم : بن بطوش

         جميعنا نتذكر تلك الندوة الصحفية التي جمعت بين الوزيرة الإسبانية “غونزاليس لايا” و الوزير الجزائري “صبري بوقادوم”، و التي تسبب في إغضاب الرأي العام الجزائري حين قال “بوقادوم” و هو ينظر إلى “لايا” بحب دبلوماسي غريب و يده في جيبه: “ليس لدي ما أضيفه، بإمكان الوزيرة لايا الحديث باسم الجزائر”، و هي الندوة التي ترفعنا عن الخوض فيها نظرا لحساسية الكلام الصادر عن الوزير، الذي لا يمكنه أن يغبط الجزائريين أو يجعلهم يفتخرون به…. و بعد إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية، التي توقعنا جميعا التضحية بها بتوصية من الإتحاد الأوروبي، و بتوصية من سفير إسبانيا لدى الجمهورية الفرنسية و بتوصية من كبار السياسيين الإسبان…، لإرضاء الرباط و التخفيف من غضب الولايات المتحدة الأمريكية…، بعد كل هذا يمكننا أن نحكم اليوم  و نقول بأن الجزائر فقدت أهم وزيرة خارجية أوروبية داعمة لقضاياها و قضايانا، و تكون الدبلوماسية الجزائرية قد فقدت معها سياسية تجيد المقامرة داخل حكومة “سانشيز”.

          نحتاج إلى تقييم أولي لحجم الخسائر و الأرباح في عملية الإقالات المتزامنة، و التي لا يمكن أن تحدث بشكل متطابق دون أن نفهم أهدافها الآنية و المستقبلية، لأن الوزيران ورطا دولتيهما في قضية منحت الرباط كل قواسم التفوق و نقاط السيطرة الجيوسياسية، و كشف نقاط قوة جديدة للمحتل المغربي، غير أن الوزيرة الإسبانية – و بالرغم من كل ما ينسب إليها من طرف السياسيين و الإعلام الإسباني- إلا أنه لا يمكن تقزيم إنجازاتها، إذ نجحت في منح مدريد صفقة غاز شبه مجانية مع الجزائر مقابل خدمة صحية لـ “بن بطوش”، و جعلت إسبانيا تتعرف بشكل أوضح على المستوى الذي بلغته قوة الرباط و التطور الذي كان يحدث في  العمق و ظهر في قصة بيانات الأقصاف و حرب الدرونات التي شنها جيش الاحتلال ضد مقاتلينا، و كشفت للإسبان قدرات الرباط الإستخباراتية، خصوصا بعد أن تمكنت الأجهزة السرية المغربية من الوصول إلى الأرشيف السري و العميق للأجهزة الأمنية الإسبانية و استخراج وثيقة تؤكد أن الأخ “إبراهيم غالي” كان عميلا سريا  زمن الاحتلال الإسباني قبل أن يعلن توبته النصوح و يلتحق بالثورة الصحراوية.

 

         إقالة” لايا غونزاليس” تختلف من ناحية الشكل و المضمون عن إقالة “صبري بوقادوم”، غير أن تزامن الإقالتين منحنا كشعب صحراوي، و منح السياسيين بالبيت الأبيض إحساسا بالخيبة، خصوصا و أننا نعيش في المخيمات على وقع الإحباط و النكسة، بعد فشل الحرب على المحتل و ارتفاع تكلفتها البشرية و المادية…، و فقداننا للكركرات و  أجزاء أخرى من الأراضي المحررة، و فشل تعيين مبعوث أممي، و توتر العلاقات بين البيت الأصفر و نواكشوط من جهة و بين البيت الأصفر و عديد الدول الإفريقية، التي حجت إلى الرباط و قدمت برلماناتها صكوك التوبة للمحتل، و مع تواتر أخبار عن إمكانية سحب 15 دولة إفريقيا من نادي أصدقاء القضية لاعترافها، كي تنال حصة مجانية من اللقاحات التي أطلقت الرباط مشروع تصنيعها بملايين الدولارات.

         الإقالة ليست كما يراها المواطن البسيط تغيير للأسماء و استمرار لنفس السياسات، بل هي بطعم التضحية لتحويل المسار برمته، و “بيدرو سانشييز” – تقول الصحافة الإسبانية-  أنه في لقاء له مع رئيس الحكومة الأسبق “ثاباطيرو”، طلب النصيحة في الأزمة مع الرباط، فأفتى عليه الأخير بأنه مطالب بتقديم تنازلات إذ لا مستقبل لإسبانيا بعيدا عن الجار الجنوبي، و كذلك الحال بالرباط و أن القدر جعل البلدين متجاورين، و أن الجزائر لا يمكنها أن تكون بديلا للمغرب عند الإسبان، و أضاف – حسب المصادر التي سربت الموضوع- أنه طالبه بتقوية الروابط مع الرباط بدعم الحكم الذاتي، و بالمقابل طلبْ دعم الرباط دبلوماسيا في قضية كطلانيا، و ختم قوله أن الرباط ترى الوزيرة “لايا” كخصم، و وجودها في الخارجية يزيد من تأزيم الوضع.

         هذه الورقة الاستشارية التي قدمها “ثاباطيرو” لرئيس الوزراء الإسباني، و التي كررها على وسائل الإعلام كثيرا، يبدو أنها لقيت صدى لدى “سانشيز”، الذي عين سفير إسبانيا على رأس الدبلوماسية الإسبانية، و هذا التعيين له قراءته الخاصة أيضا، و لكم أن تتخيلوا رجلا دبلوماسيا كان يلعب دور الوساطة بين مدريد و باريس لإقناع باريس بالتوسط لدى الرباط لحلحلة أزمة “بن بطوش” و إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي، و هو متأثر بالمدرسة الفرنسية في المجال الدبلوماسي، و تقول كل المصادر أنه مقرب جدا من الرباط و يعرف جيدا العلاقة التي تربط بين باريس و الرباط و كيف تحافظ عليها فرنسا، و يعرف أنه أمام مهمة صعبة لإصلاح العيوب التي خلفتها “لايا غونزاليس”.

        الوزير الجديد يعرف أن مهمته ليست بالسهلة، و أن المستقبل سيكون جدا مربك لوزارته، خصوصا و أن الرباط غيرت جدريا من لهجتها مع مدريد و لا يمكنها أن تقدم تنازلات في المدى المنظور و قررت أن تفتح ملفا شاملا، يحدد مسؤوليات مدريد التاريخية في المنطقة و ما تراه الرباط إرثا استعماريا في الصحراء الغربية، و ملف الصراع مع الدولة الصحراوية و الجزائر، و هو أمام تحدي الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الجزائر التي قررت أيضا تغيير وزير خارجيتها، و هنا نفتح قوس أن تغيير وزير الخارجية يعني دائما تغيير الإستراتيجية الدبلوماسية، و الدليل أنه خلال الندوة التي عقدها “رمطان لعمامرة” لنقل السلط و تسلم المهام مع “صبري بوقادوم”، قال أنه جاء من أجل إصلاح الوضع في المنطقة… و هذا اعتراف بأن الوضع المحيط بالجزائر متوتر للغاية و كل محاولات “بوقادوم” فشلت في احتوائه، و أضاف أنه سيعمل لإنجاح التكتل المغاربي و لم الشمل، و هذه لغة جديدة لم يسبق لـ “بوقادوم” أن تحدث بها.

        لكن الواقع يقول بأن “لعمامرة” أمام مهمة صعبة جدا، و ملفات أخرى لم يكشفها في تلك الندوة، و أن قضية الصحراء الغربية قد لا تكون أولوية له،  في المدى القريب، حيث يجد “لعمامرة” نفس في مواجهة مباشرة مع ملف الأنبوب النيجيري المغربي، و الحرب التي تخوضها الجزائر ضد هذا المشروع بدعم روسي، و ترى الجزائر في وصول الأنبوب إلى أوروبا إنهاء لعصرها البترولي الذي بدأ يخفت مع تراجع الاحتياطات، و الصفقات شبه المجانية التي عقدتها مع ألمانيا و إسبانيا، و هو أمام مهمة عربية مستحيلة لإقناع العرب بمساندة الجزائر في صراعها مع الرباط.

        و نحن بدورنا كشعب  صحراوي مغبون في قضيته، لا يمكننا أن نرى في تغيير وزراء الخارجية لدى إسبانيا و الجزائر، و بقاء “ناصر بوريطة” على رأس الدبلوماسية المغربية غير نكسة انطلقت فصولها من الكركرات، و هي الآن تستمر مع تعيين سفير إسبانيا في فرنسا على رأس دبلوماسية مدريد، ليتأكد لنا مرة أخرى أن مصيرنا ليس بين أيدينا و أن قرارات الدولة الصحراوية التي كانت تؤخذ في قصر المرادية سابقا، أصبحت اليوم مفرقة بين مدريد و برلين.  

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد