نحتاج إلى بعض الوقت لنصدق ما تقوم به الدبلوماسية الصحراوية في الربع ساعة الأخيرة، التي تسبق التصويت على القرار الأممي الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية على هوى الرباط و حلفائها؛ إذ – و بعد البيان- المخيب للآمال الذي قلنا في سابق مقالاتنا أنه صيغ في السفارة الجزائرية بنيويورك، و أنه كان صرخة لقصر المرادية بصوت القيادة الصحراوية،… اليوم تصدر قيادتنا الصحراوية، على لسان ممثلها بنيويورك و منسقها مع بعثة “المينورسو”، “سيدي محمد عمار”، التي توشك أن تتفكك بعد قرارات مجلس الأمن في الثلاثين من هذا الشهر، بيانا غريبا جاء في البيان و بصيغة الغضب، بأن الدولة الصحراوية تعتبر أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية مخالف للشرعية الدولية و خرق غير مسبوق للقانون الدولي.
و يسترسل البيان في تصحيح لغة الخطاب بإشراك عبارة الدولة الصحراوية، بعد أن أشرنا في مقالنا السابق إلى الأخطاء البروتوكولية التي ارتكبها ممثل الدولة الصحراوية و السفارة الجزائرية في بيان – الجواب الدبلوماسي، حيث نسب إلى تنظيمنا السياسي و أقصى خيارات الشعب الصحراوي، لكن هذه المرة حين أراد تهديد مجلس الأمن أراد توريط الدولة و الشعب الصحراويين؛ إذ أضاف ممثل الجبهة الصحراوية في بيانه أن الدولة الصحراوية لن تنخرط في أي مسلسل سلام إذا ما تم التصويت على القرار الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية، و أنها لن تعترف بأي خطة سلام تنص على مفاوضات مباشرة تسقط حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، و تفرض التفاوض على حل وحيد و أوحد و هو مخطط الحكم الذاتي.
“سيدي محمد عمار“، الذي راسل السفير الروسي، ربما هو لا يعلم بكل التفاصيل، و التي تقول بأن روسيا أعطت إلى جانب الصين الضوء الأخضر كي يتم تمرير القرار، و أن “الفيتو” الروسي لن يستخدم لمراجعته أو تعديله، و أن الإمارات العربية إلى جانب بريطانيا و أمريكا يجرون مشاورات مكوكية مع العواصم الدولية لتسريع التصويت و لفرض القرار، و رغبة هذه الدول أن ترفض البوليساريو الدخول في المفاوضات، و أن يتم الدفع باتجاه تصنيفها على قوائم الإرهاب و أن تنفذ الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا تهديداتهما للحليف الجزائري، و أن يتم تفكيك المخيمات أو منحها حكما ذاتيا فرق التراب الجزائري.
و الأخطر من كل هذا أن أعيان القبائل الصحراوية بدأت المشاورات في إطار ما يعرف بـ “أيت الأربعين” بعيدا عن مؤسسات الدولة الصحراوية، و أن جل القبائل عبرت عن رغبتها في القبول بإنهاء ملف التيه و الضياع الصحراوي في أرض اللجوء، و العيش تحت حكم الرباط، و آمنوا أن هذا قدر و ليس خيارا سياسيا أو قرارا دبلوماسيا، فيما لا يزال “الهنتاتة” في البيت الأصفر صامتون و لم يخرجوا بأي تعليق عما يجري من تطورات على الصعيد الدولي.
عن طاقم الصحراءويكيليكس

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك