Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الجزائر تذبح الفلسطينيين في مجلس الأمن و تصوت لطرد “حماس” و جعل غزة تحت إدارة لجنة دولية يرأسها “ترامب”

بـقـلـم :بن بطوش

         يقول الشيخ “عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس”، الفقيه و الشاعر الصوفي في قصيدته التي تلامس المدامع و الجوارح : “لا تلتفت لترى الرماة فربما .. فجع الفؤاد لرؤية الرامين..، فلربما أبصرت خلا خادعا.. قد بات يرمي في الخفاء سنين..، و لربما أبصرت قوما صنتهم.. باتوا مع الرامين و المؤذين… !! ….هذه الأبيات هي الأكثر انتشارا على الحسابات الفلسطينية بعد تصويت الجزائر على القرار الأخير لمجلس الأمن، و تحول صوت الجزائر إلى خنجر يطعن بعنف فلسطينيي غزة.

         و هناك من الحسابات الفلسطينية من اختار عبارة: “ترامب” قالهم دوروا… أو داروا”، في تعبير قوي عن الغضب الفلسطيني من دعم الجزائر للقرار الذي يفرض نزع سلاح حركة الفصائل المنتمية إلى “حماس” مع حل الحركة و طرد كل قادتها و نفيهم إلى تركيا و قطر…، و جعل غزة تحت الإدارة الدولية بقيادة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”؛ إذ يشعر الفلسطينيون بغصة عظيمة في قلوبهم بسبب التصويت الجزائري الغادر و غير المتوقع على القرار، بعد ما كانت الفصائل الفلسطينية قد راسلت قصر المرادية و السفير الجزائري في لدى الأمم المتحدة، “عمار بن جامع”، لأجل التحرك أفقيا و عموديا بمجلس الأمن و إقناع أحد الدول الحاملة لـ “الفيتو” كي تمنع مرور القرار و عدم فرضه على الغزاويين.

         لكن النظام الجزائري كان له منطق غير الذي أراده الفلسطينيون، و صوّت سفيره الدائم بالأمم المتحدة “عمار بن جامع“، لصالح القرار الذي يدين “حماس” و يمنح الشرعية للجرائم التي ارتكبتها قوات الكيان العبري، و لم يُدين تلك المجازر بل لم تنتقد السياسات الدولية الداعمة لحكومة “نتنياهو”، و الأخطر أن قصر المرادية خرج يبرر التصويت لصالح تنظيف القطاع من حركة “حماس” و فصائلها و نزع سلاحها و تدويل تدبيرها، و هو في ذلك يدافع عن نظام متحوِّر من الاحتلال يذكرنا أو يعيدنا إلى زمن الإمبريالية الغربية في صيغة لطيفة و أكثر حداثة…، ليصبح وضع القطاع كوضع مدينة طنجة  المغربية قبل 70 سنة، حين اختلفت إسبانيا و ألمانيا و فرنسا على من سيتحكم بالمدينة و يحتلها، و تم الاتفاق على تدويل تدبيرها و جعلها منطقة دولية.

         و اليوم الجزائر توافق و تصوت على الاحتلال الدولي للقطاع، و هذا منتهى التهور الدبلوماسي و منتهى العبث السياسي… ستقول أيها القارئ الكريم أن الجزائر مجرد صوت ضمن 15 صوت مكون لمجلس الأمن، و أنه حتى في حال عدم تصويتها أو تصويتها بالرفض، لن تغير من واقع القرار أي شيء و سيتم تمريره في جميع الأحوال، و هنا أجيب بأن ما أوجع الفلسطينيين هو تصويت الجزائر و عدم تحركها في الكواليس لأنها تمثل الصوت العربي، و أنهم طالبوا من قصر المرادية التحرك لدى موسكو و بكين لأجل إقناعهم باستخدام حق النقض، لكن الجزائر وعدت الفلسطينيين و بالخصوص قيادة “حماس” أنها ستقنع الخمس الكبار لأجل تعديل المحاور و تغيير تلك القرارات من تفكيك “حماس” و طرد قادتها إلى منح  الحركة و فتح الإدارة المشتركة لقطاع غزة، مع إقناع الأمم المتحدة بالاكتفاء بمراقبة الوضع و التقرير عنه، و تقديم الدعم المالي لإعادة إعمار هذا الجزء المنكوب.

          لكن الوعود الجزائرية كانت كلها تضليلية و لم تتمكن من إحداث أي تغيير في القرارات، و الأكثر أنها صوتت لصالح تمريرها، و حسب ما تسرب صباح الأربعاء 19 نوفمبر 2025 في الإعلام الدولي و بالخصوص في الإعلام التركي، أن الجزائر فاوضت الولايات المتحدة الأمريكية و اقترحت مقايضة التصويت على القرار مقابل أن تمنع أمريكا دخول ملف لقبايل إلى اللجنة الرابعة كما تخطط لذلك قيادات حكومة المنفى من باريس بدعم من الإليزيه، و أن الأمريكيين طلبوا من الجزائر التصويت أولا ثم التفاوض لاحقا على ملف لقبايل و قصة اللجنة الرابعة، و وعدوهم بالنظر في تفاصيل ما يجري بباريس، لكنهم لم يقدموا للجزائريين وعودا للضغط على باريس.

          و دائما حسب الإعلام الدولي، فإن الجزائر تريد إظهار حسن النية للولايات المتحدة الأمريكية، و تحاول الفوز بصداقة “ترامب” أو على الأقل تجنب الصدام معه، بعد أن أثبتت التحقيقات الأمريكية للمكتب المركزي الفدرالي FBI، تورط دبلوماسيين جزائريين في ملف التسريب الخاص بالسيناتور “بولتون”، مما يجعل قصر المرادية يستثمر الملف الفلسطيني عبر التضحية بغزة لإرضاء الإدارة الأمريكية، كما يرى النظام الجزائري أن لا أمل في القضية الفلسطينية و أن “حماس” هالكة لا محالة؛ سواء تم التصويت أم لم يتم…، و هذا المنطق الدبلوماسي يتنافى قطعا مع ما يسوقه النظام الجزائري من شعارات عن مواقف دعم للفلسطينيين… كما أن الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” هو صاحب شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، اليوم بتصويته على تمرير القرار الذي يجرم “حماس” و ينزع سلاح فصائلها، يكون قد ذبح المقاومة الفلسطينية، و وضع حدا لشعاره التقليدي هذا، و قدم قضية لقبايل على القضية الفلسطينية.

         و حسب الملاحظين فما قام به النظام الجزائري سيكون مآله – ما قلناه في مقالاتنا السابقة- هو أن الدولة العميقة ستعتبر قرار التصويت مجهودا فرديا للرئيس الجزائري و يعبر عن موقفه، و سيتم التضحية -لا محالة – بالرئيس الجزائري، لأن الدولة العميقة في الجزائر تريد مصالحة فرنسا التي تدير ملف لقبايل من خلف الستار، و تريد أن تعيد للجزائر سمعتها النضالية و دفاعها عن القضايا التحررية في العالم، و التي أصبح هذا النظام يتصرف خارج صندوقها، خصوصا و أن عملية إطلاق الكاتب ” بوعلام صنصال” بعفو رئاسي ألماني، حرك القلوب في الجزائر ضد الرئيس الجزائري، و جعل الرأي العام الجزائري يتهم قصر المرادية بتوريط البلاد في صراعات مجانية تنتهي بإراقة ماء وجه الجزائريين.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد