الإعلام الجزائري يتهم الكوميدي”جمال الدبوز” بإقصاء المنتخب الجزائري، و ”الأوبيك” تمول الأنبوب النيجيري-المغربي
بـقـلـم : بن بطوش
لا تزال قضية إقصاء المنتخب الجزائري على يد المنتخب الكاميروني تثير جدلا على المستوى الإعلامي، و تسبب وجعا للشعب الجزائري الذي ورطه الإعلام الرسمي في أمنية إعادة المباراة و قصة الفرصة الثانية أمام الكاميرونيين، الذين خطفوا بطاقة العبور و رُفع علمهم في الدوحة، ذلك أن اللاعب الدولي الجزائري السابق “بلال خزروني” عندما حل ضيفا على برنامج رياضي على قناة “البلاد” الجزائرية، قال:”أن الكوميدي الفرنسي من أصول مغربية جمال الدبوز، كان الوسيط في عملية ارشاء الحكم الغامبي باكاري غاساما، لأنه مسؤول عن تنظيم مهرجان مراكش للضحك، و مقرب من دوائر الحكم في الرباط و من رئيس الاتحادية المغربية لقجع…، و له علاقات مع الحكم الغامبي الذي أدار واقعة ملعب تشاكير”.
هنا تكون المصيبة قد تحولت من قضية رياضية إلى أزمة طاحنة بين الإعلام الجزائري و رابطة الكوميديين المغاربة في المهجر، و الذي تعد إطارا قويا جدا و مؤثرا و له سمعته و وزنه…، لدرجة أن رؤساء فرنسا يعتمدون عليه في حملاتهم الانتخابية بسبب قوته التأثيرية، و يكفي أن نذكر اسم “جاد المالح” كناشط كوميدي ضمن هذه الرابطة، ليعلم الجميع أن عدد متابعيه في العالم يتجاوز المليار محب…، و بهذا يكون الدولي “بلال خزروني” قد أهدى الكوميديين المغاربة موضوعا للسخرية في أعمالهم القادمة، و الذي سينفذونه أمام مئات الآلاف من المشاهدين، و سيجعل من الجزائر و من اتحاد رياضة كرة القدم نكتة و مستملحة تروى على موائد الأكل و في السهرات و للأطفال في المدارس…
من أشار على الدولي الجزائري”بلال خزروني” باتهام الكوميدي المغربي دون دليل، و دون أن يفكر مرتين في عواقب الاتهام، قد ارتكب زلة زجت بوحش في الصراع، و اليوم سيدخل هذا الكوميدي “الدبوز” المشهور دائرة الرد على الاتهامات أمام الجماهير العالمية، دفاعا عن نفسه، و سيتعاطف معه فنانو وطنه و نجوم هوليود، و نجوم السينما و المسرح الأوروبي…، و ستتحول قضية إعادة المقابلة إلى سبة تلازم الجزائريين لسنوات…
و كان على الإعلاميين و الرياضيين و السياسيين و موظفي الاتحادية في الجزائر، إيقاف المهازل الإعلامية في قضية المقابلة و ترك الفتوى للإتحاد الدولي للعبة، و عدم التورط في الملاسنات التي جرت عليهم ويلات التدوينات لنجم الكرة الكاميرونية “صامويل إيطو”، فالرجل لا يفوت الفرص لإهانة الجزائريين و السخرية منهم، مع عدم إغفال ما تسببت فيه تدوينات نجم المنتخب الفرنسي السابق “تيرام” من إحراج للكرة الجزائرية و لسمعة البلاد ككل، و اليوم الإعلام الرياضي الجزائري يجر مشاهير الفن المسرحي إلى الصراع حتى تتحول القضية من كرة القدم و تدخل عالم الفن و الكوميديا الموجعة…، على الجزائريين الآن تحمل ردة فعل “جمال الدبوز” و من يواليه حين يعتلي المنصات العالمية في المحافل الكبرى، لأنه و كبداية حتى الآن أصبحت جميع الصحف العالمية تعالج الخبر باستهزاء كبير من الكرة الجزائرية.
نترك عالم الكرة و الفن و نبدأ نقاش مشروع القرن، و حديث الأنبوب الفرعوني الذي سيربط دولة نيجيريا بكل دول الساحل و الصحراء، و صولا إلى أوروبا و مرورا على أراضي الصحراء الغربية و المغرب، حيث أعلنت قيادتنا أنها راسلت الشركة الأسترالية التي تم تكليفها من طرف المشرفين على المشروع، من أجل إنجاز الشق الثاني من دراسة الأثر البيئي، حيث هددت قيادتنا هذه الشركة بعبارات صريحة، و أخبرتها أنها منطقة حرب و أن على الشركة تحمل تبعات ما تعمد إلى القيام به، و نست قيادتنا أن تلك الشركة مرتبطة مع “أبوجا” بعقد طويل الأمد، و أن الذي وجب التعاطي معه ليس الشركة الأسترالية بل دولة نيجيريا حيث حقول الغاز التي يطمح الشركاء في المشروع إلى توريده للأوروبيين، و خلق سوق إفريقية للطاقة.
غير أنه من الواضح أن الحليف الجزائري و معه البيت الأصفر بالرابوني عاجزان عن مخاطبة الرئيس “بخاري”، رغم أن قيادتنا و قصر المرادية لا ينفكان عن تقديمه كحليف للقضية الصحراوية، و كزعيم ثوري داعم لحقوق الشعوب المستضعفة بالمنطقة، و لكن ما لا يمكن تغطيته أن قضيتنا إذا ما تمكنت من عرقلة المشروع الفرعوني لدولتي نيجريا و المغرب، فسنجد أبوجا هي أول من يحاربنا داخل الإتحاد الإفريقي، و الواقع يقول أن موقف نيجيريا أصبح يستمد منطقه من الوضع الدولي، بمعنى أن مواقف الدول الكبرى التي اصطفت إلى جانب الرباط، و دعمت ما يسمى “الحكم الذاتي” مرجعا في العلاقات الجيو-إستراتيجية بالمنطقة، و تفرضه كخيار أوحد على الدول الصديقة لقضيتنا رغم كل ما يقدمه الحليف، و رغم كل تصريحات قيادتنا.
الأمر لا يقتصر على موقف أبوجا و مصالحها الإستراتيجية التي ستتضرر في حال إن قامت قيادتنا بعرقلة عمل الشركة الأسترالية، بل مصالح دول منظمة “الأوبيك” التي تقودها العربية السعودية، و التي تسارع الزمن لإخراج هذا المشروع إلى أرض الواقع، و خصص له “صندوق أوبيك للتنمية الدولية”، تمويلا ضخما فقط من اجل تسريع الجزء الثاني من الدراسة الخاصة بالأثر البيئي و البدء في إنجاز أشغال هندسة الممر…، مع العلم أن كل صناديق هذه المنظمة تشارك فيها الدولة الجزائرية، مما يعطي الإحساس بالغبن لنا كشعب صحراوي من جهة، و للنظام الجزائري الذي لا يتحكم في القرار، و سيشارك مكرها في تنفيذ المشروع الذي يهدد الاقتصاد الجزائري و سيوصل الغاز النيجيري إلى عمق أوروبا و بكميات هائلة، و سيصبح منافسا قويا للغاز الجزائري.
أحزاننا لم توقف هنا، بل يتجاوز الأمر إلى أن ثمة أخبار عن اهتمام روسي بالمشروع، و عن احتمالية دخول رأسمال الروسي لتسريع وثيرة إنجازه، حسب تصريحات وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية “تيمبير سيلفا” الذي قال “أن الروس أبدوا اهتماما بمشروع خط أنبوب الغاز المشترك بين نيجيريا و المغرب المطروح منذ سنة 2016″، ثم أضاف خلال التصريح الصحفي : “كان الروس معي في مكتبي الأسبوع الماضي، إنهم يرغبون بشدة في الاستثمار في هذا المشروع و أن هناك أصدقاء آخرين يرغبون في الاستثمار بشدة في المشروع”، و هذا التصريح الرسمي النيجيري يفيد أننا كدولة صحراوية، استوحت عقيدتها الإيديولوجية و العسكرية من مشروع “لينين” و “ماركس”…، قد فقدنا أكبر حليف و داعم لنا، و لم يبقى أمامنا غير سؤال، هل يستطيع البيت الأصفر تهديد الكريملن كي ينسحب من المشروع كما فعل مع الشركة الأسترالية… ؟!! …صعب جدا بل مستحيل.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك