تناقل النشطاء داخل الجزائر و خارجها مقاطع مصورة لعدد من المواطنين، و هم في حالة غضب و غليان بسبب ندرة مياه الشرب، و انقطاعها المتكرر عن الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية في العاصمة و ضواحيها، لفترات طويلة تجاوزت اليومين، حيث علقت مواطنة جزائرية في مقطع حصد ملايين المشاهدات بمنصتي اليوتوب و فايسبوك، أن الأسر الجزائرية في العاصمة لا تجد المياه للاستحمام و للاستخدام في دورات المياه، و أنها تعيش وضعا غير طبيعي بتاتا و يشبه الأوضاع التي كنا نتابعها بدول إفريقيا خلال تسعينيات القرن الماضي، و أن المياه المتوفرة بالكاد تكفي للشرب و ذات جودة رديئة جدا، و أن الأمر قد يؤثر على مستوى النظافة و قد يزيد الوضع الوبائي تأزما في البلاد.
و ظهرت مقاطع مصورة أخرى لمواطنين و هم يحملون حاويات و قنينات بلاستيكية فارغة، يقفون في طوابير طويلة أمام ساقيات مياه عمومية بمدن جزائرية كبيرة يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة، و آخرون يخوضون مسافات طويلة و شاقة بحثا عن أعين جارية، فيما بدأ نشطاء في الدعوة إلى مسيرة مليونية باتجاه قصر المرادية للتعبير عن الغضب من عجز نظام “تبون” عن تحقيق الوعود الانتخابية، و منح المواطن حياة الرخاء التي يستحقها، بل أن الوضع حسب مدونين ازداد تفاقما بسبب الغلاء الذي أصبح يضرب الأسواق الجزائرية و ندرة المواد الأولية و ضعف السيولة…، و الآن تنضاف إلى تلك الأزمات مصيبة جفاف المياه، و عدم قدرة المواطن على الصبر عليها.
و في ردود محتشمة من السلطة الجزائرية و إدارات تدبير الأحواض المائية، التي عزت ندرة المياه إلى نظرية المؤامرة في تدعيم للحجج التي يقدمها الرئيس الجزائري، خلال الجلسات الصحفية، إذ جرى الترويج إلى أن أيادي تخريبية، خارجية، تقوم برمي جثث القطط و الكلاب في الخزانات المائية لتلويثها و أن سبب الانقطاع يرجع إلى قرار السلطات الصحية وقف تزويد المواطنين إلى حين تنظيف المياه و إعادة تطهيرها من الملوثات، و هي الإشاعات التي رد عليها المواطنون الجزائريون بتصوير عدد من سدود البلاد و قد تراجعت حقينتها إلى أقل من 5%، و اضطرار سلطات البلاد إلى وضع مضخات لدفع المياه إلى الأنابيب بعدما تعذر شفط تلك المياه عبر الأنفاق المخصص لتوليد الطاقة لاختلاطها مع مادة الطمي الطينية…، كما غرد عدد من جزائريي المهجر باتهام السلطات بتفويت المنابع و الفرشات المائية إلى مجمع “سفيتال” لرجل الأعمال “ربراب” إلى جانب عدد من المستثمرين الذين يمثلون اللوبي الفرنسي في الجزائر، ثم التوقف عن إنشاء السدود و تحويل ميزانياتها إلى الجيش.
هذا الوضع يجعلنا في المخيمات نعيش على حافة الهلع، على اعتبار أن مياه مدينة تندوف هي الأخرى أصابها شح شديد و بالكاد تكفي الساكنة الجزائرية و الثكنات المحيطة بها، و أن معظم الآبار و الحفر و مصادر المياه المتواجدة بالقرب من المخيمات لا تستطيع تلبية كل طلبات الساكنة في ظل تغيرات مناخية وصفها الخبراء بالحادة، و التي تعد بصيف حارق، قد يعجل بكارثة بيئية و صحية بسبب تفشي الوباء التاجي.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك