بقلم: القطامي
“فلو يستطيع لتقتيره… تنفس من منخر واحد”، بهذا البيت الشعري وصف “إبن الرومي” الشاعر المعروف أحد البخلاء، و لم يتبق لقيادتنا العاجزة إلا أن تعمل بنصيحة ذاك البخيل و ذلك بأن تأمر أهالينا بالمخيمات بأن يتنفسوا من منخر واحد (أي فتحة واحدة من الأنف) !! أما من كانوا مصابين بالجيوب الأنفية و يتنفسون من خلال أفواههم فعليهم إغلاق أفواههم يومياً و لدقيقة حتى نوفّر الأكسجين للقيادة للمساهمة في مجهودها الحربي.
فقد نشرت “أمانة التنظيم السياسي”، يوم 05 يناير 2022، تحت عنوان : “الاقتصاد نصف النفقة”، وثيقة جديدة تحث المواطنين الصحراويين بمخيمات تندوف على ضرورة التقشف و اتباع بعض التعليمات للتخفيف من الأزمة الغذائية، الناتجة عن التذبذب و الندرة في إيجاد بعض المواد الغذائية بالمخيمات.
تأتي هذه الوثيقة لتكشف عن جانب من الأزمة التي يعيشها أهالينا بالمخيمات التي نتجت عن القرار المتسرع للقيادة في الدخول في حرب، في ظل واقع جزائري ينذر بإنفجار إجتماعي نتيجة إختفاء الكثير من المواد الأساسية كالزيت مثلا و قبله البطاطس و الحليب،… فالوضعية عموما بالمخيمات صعبة حيث تناقصت الحصة التموينية للفرد من المساعدات الدولية، و إختفاء بعض المواد الأساسية التي يوزعها “الهلال الأحمر الصحراوي”.
و على سبيل الأمثلة نذكر: الزيت؛ حيث أصبح لتر واحد للفرد، عوض لترين و أكثر في وقت سابق .… و السكر؛ فقد كان كل فرد يأخذ كيلوغرامين، أما مؤخرا فقد أصبح 0,75 كيلو للفرد من هذه المادة ، بعدما أصبح يتم تقسيم 38 كلغ من السكر لكل مجموعة من 50 شخص…، أما الدقيق فهو مفقود تماما؛ حيث لم يتسلم سكان المخيمات نصيبهم حتى الآن منذ ثلاثة أشهر… أما بخصوص الأرز، فقد أصبح كلغ واحد للفرد، بعدما كان 2كلغ للفرد، و توزيعه – هو الآخر فيه تذبذب- حيث يتم توزيعه مرة فقط من ثلاثة أو أربعة أشهر، و في آخر كمية تم توزيعها في شهر ديسمبر الماضي كانت بجودة رديئة جدا و لا يصلح للأكل.…العدس؛ أصبح 01 كلغ لكل فرد، و هذه المادة كانت توزع بالتناوب مع اللوبيا من 3 إلى 04 مرات في السنة لكن خلال سنة 2021 تم توزيعها مرتين فقط.
أما بخصوص الخضروات، فهي توزع مرة في الشهر و تقتصر غالبا على البطاطس و البصل و الجزر، حيث يتم كل أسبوع توزيع الخضر على مخيم واحد،… أما بخصوص المواد الأخرى كالعجائن و الصويا و “كوفيا” (مسحوق الذرة) و معلبات الأسماك فلم يتم توزيعها خلال سنة 2021، و هذه المواد كانت توزع مرة كل ستة أشهر و هي مواد لا تقدمها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” و إنما تقدمها الدول و الجمعيات المانحة، خاصة إسبانيا و يعود السبب في نقصها إلى ظروف جائحة كورونا و تراجع مساهمات الأوروبيين.
إلى جانب نقص المواد الغذائية، هناك معضلة أخرى من خلال تنامي ظاهرة بيع الأدوية، و إنعدام الأدوية الأساسية كالبراسيطامول (paracetamol) و هجرة جل الأطباء إلى الخارج، و تفشي ظاهرة خوصصة العيادات الصحية و الصيدليات، بالإضافة إلى إنعدام الأمن داخل المخيمات و إنتشار و تنامي ظواهر منذ إندلاع الحرب تقريبا، كالسرقة و السطو على المحلات و الاعتداء، بحيث المواطن أصبح يشكو من حالة تذمر غير مسبوق مع انسداد سبل العيش.
و بمناسبة وثيقة “التقشف” التي أصدرها الأخ “البشير مصطفى السيد”، نقول له ما دامت القيادة الصحراوية مع ترشيد الإنفاق فلماذا لا يبدأ القادة و الدبلوماسيون بأنفسهم، بدءاً من رواتبهم، مروراً بوقود سياراتهم وحوافزهم المالية؟! إن استقطاع جزء شهري لصالح سكان المخيمات من شأنه ان يخفف الأزمة، كما أن أولئك البرقوقيين بالمناطق المحتلة عليهم أن يساهموا في هذه المرحلة، بأن يتنازلوا عن نصيبهم من كعكة الدعم المالي التي تصلهم بشكل دوري من وزارة الأرض ال محتلة و الجاليات، فلا يعقل أن يعيش أهالينا الحاجة و الفاسقة “سلطانة خيا” تملك شقة بإسبانيا و افتتحت مؤخرا محلا تجاريا بشارع “اسكيكيمة” بمدينة العيون المحتلة؟ !!… “تقشفوا واعطسوا.. يرحمكم الله!!“

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك