بمجرد وصول بعثة منتخب “ثعالب الصحراء” إلى مطار “هواري بومدين”، و بث التلفزيون الرسمي الجزائري لتفاصيل الاستقبال الذي خصص للبعثة التي أحضرت معها الكأس العربية الغالية (قطر 2021)، انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاليق الغاضبة، واصفة الاستقبال بالغريب و المهين، و اتهمت الحسابات مسؤولي البلاد بإعادة الوطن الجزائري إلى عصر الرئيس الراحل “بن بلة”، حيث جاء في جل التعاليق أن المنتخب الجزائري فاز بالكأس العربية سنة 2021 و أن الاستقبال الذي خصصه لهم الإتحاد الكروي الجزائري تعود طقوسه إلى سنة 1962، مذكرين بالمهزلة التي حصلت في استقبال أبطال الجزائر من ذوي الهمم خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد مشاركتهم في الألعاب البرالمبية.
و قد وضع النشطاء مقارنات تظهر الفوارق الرهيبة بين دولة قطر و الدولة الجزائرية في نسختها الحديثة في عهد الرئيس “تبون”، حيث نشروا صورا و مقاطع توثق بمشاهدها اللحظات القوية من النزلات التي خاضها الخضر ضد خصوم من الوزن الثقيل، و جرى مقارنة تلك المشاهد بصور الاستقبال الرديئة، التي سجلت خلال عودة “الثعالب” إلى الوطن الجزائري من أجل الاحتفال، ذلك أن مشاهد و صور البطولة في قطر تبدو باهرة و لا يعيبها شيء، فيما حصل نقيض ذلك في الصور التي بثها التلفزيون الجزائري بدءا وقوف الطائرة على مدرج مطار “الهواري بومدين”، و الاستقبال ببهو الضيافة داخل المطار، و صولا إلى التصريحات التي أدلى بها اللاعبون و الطاقم التقني، حيث بدا الأمر أشبه بتغطيه إعلامية بدائية، إذ يقول المدونون أن كل شيء يوحي بأن الجزائر لم تغادر بعد ستينيات القرن الماضي، و أن الزمن لا يتحرك في هذا البلد، بدءا من صور التلفزيون ذات الألوان الرديئة و تجهيزات المطار و أثاث بهو الاستقبال، التي شبهها المدونون بتلك الباحات التي تصورها أفلام هوليود كباحات استقبال طرقية منسية في صحراء نيفادا، حيث تحصل الجرائم البشعة لقاتل متسلسل يقود شاحنة عملاقة…، في الوقت التي يتغنى فيه كل العرب بجودة النقل التلفزي القطري التي أدخلت تقنية 8k، و الهندسة الرائعة للملاعب و الفنادق و الطرقات و المطارات…
الانتقادات لم تقف عند حد الاستقبال السيئ للمنتخب الجزائري بالمطار بل تزايدت مع تنظيم استقبال رسمي للبعثة بقصر المرادية من طرف الرئيس “تبون، حيث استهجن المتابعون حضور قائد الجيش ، “سعيد شنقريحة”، و إصراره على الظهور في الصورة الجماعية، و التي تكرس صورة النظام العسكري المستبد و المتحكم في كل مفاصل الدولة، و تسيء عالميا إلى الرياضيين بالجزائر .
و بالموازاة مع الضجة الجزائرية التي أحدثها الاستقبال الباهث للخضر، على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عدد من النشطاء العرب هشتاغ “#تبرعوا_بأموال_البطولة_لفلسطين، و هي الدعوة التي وجهها المؤثرون العرب لثعالب الصحراء بعد حصولهم على الكأس الذهبية، و جائزة قيمتها 5 ملايين دولار أمريكي، حيث قالت تلك الحسابات أن دعم الشعب الفلسطيني لا يكفي بحمل علم الدولة الفلسطينية خلال المباريات، بل بالتبرع العيني لصالح أطفال فلسطين بتلك الأموال، على اعتبار أن الشعب الفلسطيني يعي جيدا ما يعنيه التخلي عن جائزة البطولة لصالح أطفال هذا البلد…، و أن سلوك مثل هذا سيزيد من حب الفلسطينيين لمكة الثوار.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك