Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الجيش المغربي يعزز ترسانته الجوية بمسيرات ”البيرقدار” التركية

بـقـلـم : حـسـام الـصـحـراء

         قال أحد الحكماء و هو ينصح القلوب المكلومة: “كن مؤدبًا في حزنك، حامدًا في دمعتك، أنيقًا في ألمك، فالحزن كما الفرح هدية من رب العباد سيمكث قليلاً ويعود إلى ربه حاملاً معه تفاصيل صبرك…”، فيما نقول نحن الذين اكتوينا في اللجوء بنار الصبر، لقد صبرنا كثيرا، و لعل هذا الصبر الذي أخذ من أعمارنا يكون شفيعا لنا عند رب العالمين، كشعب تحمل الاحتلال و اللجوء و الشتات، و صبر على قيادة لم تُحسن إلى حزنه و لم ترعى ضعفه و وجعه، قيادة فعلت بهذا الشعب الكريم أكثر مما فعله المحتل…، و وحدها تتحمل الوضع المأساوي الذي بلغته القضية، و هي من ورطنا في حرب مهينة مع عدو يمتلك كل أسرار التفوق، لهذا سيكون حزننا غير مؤدب مع من أهان هذا الشعب، و سيكون لألمنا صوت سَنُسْمِعه للقيادة عبر هذا الموقع الذي عود قراءه على الحقيقة و الوضوح.

         فقد نشر موقع africaintellegence الفرنسي بأسلوب التسريب، خبر تعاقد الرباط مع إسطنبول لتوريدها  13 مسيرات “البيرقدار” التركية النسخة القتالية ( و للرقم 13 دلالاته في هذه الصفقة)،  بالإضافة إلى أربع محطات تحكم أرضية و نظام تدريب كامل للمسيرة، في صفقة بلغت 70 مليون دولار أمريكي، و هي المسيرات الشهيرة التي حسمت المعارك في حرب القوقاز بين أذربيجان و أرمينيا لصالح الآذريين و عطلت الترسانة العسكرية للأرمينيين، و علق رئيس الوزراء الأرميني”نيكول باشينيان” على عدم فعالية التسليح الروسي أمام التسليح الأرميني بالقول: “أن السلاح الروسي الذي كان بحوزة الجيش الأرميني تحول فجأة إلى خردة، و أن صواريخ الإسكندر فخر الصناعة العسكرية الروسية لم تنفجر بعد إطلاقها و كانت بدون فعالية في الحرب”، لتنشر بعدها وكالة الأناضول التركية عن مقاطع مصورة لمسيرات “البيرقدار” و هي تصطاد الدفاعات الأرضية، و تدمر التحصينات العسكرية للجيش الأرميني.

         تسريب هذه الصفقة في الإعلام الفرنسي يحتاج لقراءة متأنية، حتى نصل إلى الفهم الحقيقي للأسباب التي جعلت الصفقة تثير الكثير من الجدل، و سنضطر للبحث عن التاريخ الحقيقي لعقدها و إذا ما كانت تلك الصفقة حديثة الحصول أم قديمة، و علاقة الأمر بعملية القصف الذي استشهد خلاله “الداه البندير” و عدد من القيادات و المقاتلين، و لماذا لم يمنحنا التسريب كل التفاصيل و اقتصر على بعض المعطيات العامة و التقليدية، و أخيرا السؤال الأهم الذي سيشرح لنا ما خفي في الصفقة هل الرباط في حاجة إلى مسيرة “البيرقدار” التركية و هي تمتلك فخر المسيرات الأمريكية و الإسرائيلية و الفرنسية… !!؟

         فموقع africaintellegence معروف بقربه من أجهزة الاستخبارات الفرنسية و هو متخصص في نشر التقارير الإستخباراتية، و تسريبه للصفقة في هذه الفترة يبدو مثيرا بعض الشيء، لأن العلاقات بين الرباط و باريس تمر بعصرها الوردي، بعد أن جنبت مخابرات الاحتلال دولة فرنسا حمام دم، و فتح الحزب الحاكم في فرنسا فرع له بمدينة الداخلة المحتلة، و يقابل هذا الوضع في الجهة الأخرى توتر بين باريس و الجزائر، على خلفية التصريحات المسيئة من وزير العمل الجزائري، و رفض فرنسا مساعدة الجزائر للسيطرة على الحراك و مطاردة المعارضين لنظام “تبون” فوق أراضيها…، بمعنى أن تسريب فرنسا للصفقة هو بمباركة من الرباط، لأن باريس لن تغامر بعلاقتها مع الرباط لأجل فضح صفقة لا تعني الدولة و الشعب الفرنسيين  في شيء، خصوصا و أن المحتل المغربي عودنا على إحاطة صفقات تسليحه بالسرية التامة.

         نعود قليلا إلى الوراء، و نذكر كيف أن المحتل المغربي قبل سنة من الآن وقبل عقده صفقة المروحيات الأمريكية “أباتشي” كان قد أوفد كبار خبرائه إلى تركيا لتجربة مروحيات هجومية تركية من نوع  “أتاك” بسبب سعرها المغري، لكنها لم تحز رضا خبراء سلاح الجو المغربي، الذين كشفوا جملة من العيوب في المروحية و فضلوا عليها “الأباتشي” الأمريكية، خلال تلك الفترة غيرت الرباط أهدافها، و عوضت صفقة “أتاك” بصفقة “البيرقدار” حتى يستمر التعاون العسكري بين تركيا و الرباط، رغم أن المحتل يمتلك جواهر الصناعات الأمريكية و الفرنسية و الإسرائيلية ضمن أسطوله من المسيرات و بتكنولوجيا متفوقة جدا، ليصبح السؤال ما سر هذه الصفقة التي تعاقد عليها المحتل مع تركيا و ما أهدافها…؟

         الصفقة تبدو سياسية أكثر منها عسكرية، و أن الكشف عنها في هذا التوقيت مرتبط بتقارير الظرفية و المخاطر التي تصدرها مراكز الدراسات الأمريكية و الأوروبية، و التي أكدت أكثر من مرة أن الجزائر تسعى لإشعال المنطقة و أن الحرب التي يخوضها الجيش الشعبي الصحراوي ضد الجيش المغربي لا تقنع قائد الجيش الجزائري “سعيد شنقريحة”، الذي يراها لا تخدم الأهداف الجيو – الإستراتيجية للجزائر، و أن المعارك لم تضعف الرباط و لم تؤثر على اقتصاده و لم تخلق حالة التوتر المطلوبة في المنطقة و لم تضع الرباط تحت الضغط الدولي المطلوب، و كأننا امام نملة تصارع فيلا، و في المقابل لا تزال الجزائر تعيش على وقع الانهيار الاقتصادي، حيث أعلنت وكالة بلومبورغ الأمريكية المتخصصة في المال و الأعمال بأن احتياطي الصرف الجزائري الحالي وصل إلى 12 مليار دولار فقط، و أن البلاد تحتاج لتتوازن أن يصل سعر البترول لـ157.2 دولار للبرميل، و في حالة لم تتحقق الموازنة فسينهار الاقتصاد الجزائري كليا و تفلس البلاد  تماما.

         نعود لربط الأمر بتسريب صفقة “البيرقدار”، لكي نستنتج أن هذه المسيرة فعلا تمكنت من حيازة إعجاب خبراء المجال العسكري الدولي، خصوصا و أنها أخمدت الدفاعات الجوية الأرمينية و المكونة من S.300  و البانيستر و السام -6 و السام 7، و أن سر تفوق هذه المسيرة يعود لاشتغال التقنيين الأتراك على جعلها متخفية، و عمدوا إلى تجريبها بنجاح على منظومة S.400، التي حصلت عليها أنقرة من موسكو في الصفقة الشهيرة التي أغضبت واشنطن، و بعد تحصل الأتراك على المنظومة الروسية S.400، و تعرفها على تكنولوجيا عملها، تمكنوا من جعل البصمة الرادارية للمسيرة غير مكشوفة على الرادارات الروسية، بعد تفكيك و الإطلاع على تكنولوجيا الرصد لدى S.400، ليتأكد تفوق هذه الدرون في المعارك على الدفاعات الروسية ميدانيا بسوريا و أرمينيا و العراق…

         قد لا تكون الرباط بحاجة إلى المسيرة التركية مقارنة مع ما تمتلكه من مسيرات ذات تكنولوجيا متفوقة، لكن الإعلان عن الصفقة و كشفها يعتبر رسالة للجزائر و القيادة الصحراوية بأن جميع دفاعاتها التي تعتمد على الصناعة العسكرية الروسية، تعتبر بالنسبة للرباط أهداف سهلة و مفتوحة، و قد تكون الرباط خلال الصفقة – تقول الأخبار- قد طلبت العشرات  من المسيرات التركية و ليس ما تم الكشف عنه في الموقع الفرنسي، قد اشترطت لإتمامها على الأتراك عدم حصول الجزائر و الجيش الصحراوي على هذه المسيرة، و الدليل أن وكالة الأناضول أصبحت تنشر خارطة المملكة المغربية و ضمنها الصحراء الغربية، مما يؤكد أن الصفقة أضخم من المعلن عنه و أنها أغرت الأتراك و جعلت مواقفهم متناغم مع الرباط، و في أول ردة فعل جزائرية رسمية على الصفقة نشرت قناة Dzaïr TV على حسابها تدوينة تقول: “أن المحتل عقد صفقة مع تركيا لشراء درونات البيرقدار الفاشلة”، و في تدوينة ثانية هاجمت القناة دولة تركيا و اتهمتها بدعم “حركة رشاد” لزعزعة استقرار الجزائر، و هذا يؤكد أن الجزائر ممتعضة و غاضبة من التقارب التركي مع المغرب في المجال العسكري.

 

 

 

   

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

 

 

 

       

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد