Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

القيادة الصحراوية و النظام الجزائري يحاولان الاستخفاف بالقرار الأممي 2797 من خلال قراءات سفسطائية لمضامينه

بـقـلـم:بن بطوش

         و مثلما نقول دوما…، يصعب علينا كتابة مقالة جامعة مانعة في حضرة اليأس، لكننا سنحاول بعزم الرجال أن نضل على ثباتنا و أن نحافظ على توازننا الصحفي لكي نمدك أيها القارئ الكريم بما يمكننا من التحاليل و الحقائق و المستجدات التي تتطابق مع الواقع و المنطق و ليس مع فكر “الهنتاتة” الأقزام…، ذلك أنه عندما فقدنا المعبر الملعون (الگرگرات) في حادث الثقة بالنفس لقيادتنا الهرمة…، قلنا حينها بأننا في حاجة فقط إلى بضع شهور و أسابيع كي نتعافى من تلك الخيبة و أن ذلك الجرح و إن شفي سيترك لنا ندبة ستذكرنا بوجعه العظيم…، أما الآن و بعد مرور يومين على صدور التوصية الكارثة (2797) بمجلس الأمن، أشعر بأننا لن نشفى أبدا و لو بعد عشرة أجيال، لأننا لم نفقد معبر أو هضبة أو وادي…، لقد فقدت قضيتنا الشرعية و فقدنا معها كرامتنا و حقوقنا في الحصول على وطن مستقل؛ لقد أفسد علينا الأقزام بخيبتهم  و غبائهم و  طمعهم متعة الحياة و أريحية الموت، و بات العالم ينظر إلى أهالينا اللاجئون كمرتزقة  و متمردين و صعاليك مارقين.

         على سلم  الشعور بالخيبة، يمكننا كصحراويين أن ننقسم إلى ثلاثة فئات؛ فئة تعيش في المدن المحتلة حياة طبيعية، و تُنَظِّرُ للنضال و التضحيات من هواتفها و هم مضطجعون أمام صحن الفواكه و تلفحهم نسمات المكيفات، و يتباكون على حساباتهم عملا بنصيحة الممثل الهوليودي”جيسون ستاتام” الذي قال: “بأن المال فعلا لا يشتري لك السعادة، لكنني أفضل أن أبكي داخل سيارة فيراري على أن أبكي تحت ضل قنطرة بجانب الوادي كمشرد… !!“، ثم الفئة الثانية هم “الهنتاتة” الأقزام و صقور البيت الأصفر و سدنة “الشهيد الحافظ” و المتمسكون بالكراسي في جمهوريتنا و لصوص الكزوار…، و هؤلاء هم أغنياء القضية و أثرياء الحرب و تجار المآسي الصحراوية؛ ممتلكاتهم و ثرواتهم موزعة بين إسبانيا و بنما و نواكشوط و الجزائر و فرنسا…، قطبهم الروحي و أحد علماء زاويتهم هو العارف بالخزائن،”أبي بشرايا البشير” أو لص المليون دولار، و هم يستطيعون الحصول على أي جنسية فوق كوكب الأرض بشرائها و دفع تكاليفها الباهظة، و أبنائهم يعيشون الحياة المخملية في العواصم الأوروبية و يعتبرون أنفسهم غير معنيين بالقضية و بالنضال و مصيرهم غير متصل بمصير الشعب الصحراوي، و هم خط الدفاع الأول ضد أي مشروع تسوية للقضية …، ثم الفئة الأخيرة و هي فئة الشعب الصحراوي، أو وقود و حطب السياسات الصحراوية الفاشلة و ضحاياها…!

         القيادة لا تتوقف عن استغلال هاته الفئة الأخيرة، حتى عندما كان “أبو إيفانكا” يقهر “النيف الجزائري” في مجلس الأمن و يدفع نحو حسم الملف لصالح الحكم الذاتي، كان الأقزام “الهنتاتة” يجوبون الأزقة التربة بالمخيمات، و ينادون في الشعب الصحراوي للخروج و حمل الراية و الهتاف من أجل إخافة أمريكا، صدقوني القيادة كانت تريد إخافة واشنطن بأصوات “الطافيلات” و  “التّرْكة” و العجزة و هم يلوحون بالإعلام و يدعون على  على “ترامب” و المحتل المغربي، و بعد التصويت المخيب للآمال و المدمر للكرامة…، عادوا لإخراج الأطفال و تصويرهم في مقاطع تم مشاركتهم على الحسابات و هم يبكون لعل و عسى دموع البراءة توقظ الضمير العالمي…، و هذه المرة كان الهدف هو استعطاف”إيفانكا”، الناشطة الإنسانية ظنا منهم أنها قد تحن عليهم و تضغط على والدها، و تُحْدِثُ المعجزة، مع علم الأقزام “الهنتاتة” أن آخر عطلة  لـ”إيفانكا ترامب” و زوجها “جريد كوشنر”، قضياها في مدينة الداخلة المحتلة، و نشرا بعد الزيارة على حسابهما بأنستغرام صورهما و هما “يَتْسَدْرُو” فوق الرمال تحت عنوان: “نحن في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية”.

         نعود إلى فئة الشعب الصحراوي ممن عايشوا النكبة العظيمة من داخل مدن الصحراء الغربية، لأنهم الوحيدون الذين أظهروا بعض الكياسة في تقبل الهزيمة و تبريرها بضعف  سياسة “إبراهيم غالي” و غباء النظام الجزائري، و  استوعبوا خطاب ملك المغرب و قالوا عنه  بأنه كان خطابا  حصيفا و حكيما و غير مستفز للمشاعر الصحراوية، رغم أن الإعلام في دولة الحليف الجزائري رأى بأن فيه الكثير من التعالي بعد أن مد يده للرئيس “عبد المجيد تبون”، لكن هذه المرة – حسب الجزائريين- لم تكن للمصافحة و للمجاملة، بل لانتشال قصر المرادية من الغرق بمستنقع الإذلال،… و ملك المغاربة لا يوجه خطابا في قضية إلا بعد أن يحقق نصره الكبير، كما فعل في ملف كأس العالم لسنة 2030، حين خرج الناطق باسم القصر ليعلن أن ملف الترشح المغربي – الإسباني – البرتغالي هو من فاز بشرف التنظيم للنسخة، و لم نسمع في لشبونة أو مدريد همسا، بل صفق الإعلام للخطوة… عكس النظام الجزائري الذي يملأ الدنيا ضجيجا  قبل تحقيق غايته و لطالما كان يفشل في تطلعاته، كما حصل له في قضية الانضمام غلى “البريكس”.

         “الهنتاتة” على عكس صحراويي الأراضي المحتلة، هم الآن في مهمة مستحيلة لإقناع الشعب الصحراوي بأن المعركة الدبلوماسية لا تزال لم تحسم، و أن مجرد إعلان مجلس الأمن بأن تمديد مهمة “المينورسو” لسنة كاملة، معناه أن خيار الاستفتاء لم يسقط، لأنهم يلا زالولوا يعتقدون بأن  للبعثة الاممية مهمتين ؛ الأولى مراقبة وقف إطلاق النار، و الثانية تنظيم الاستفتاء، و استمرار وجودها يعني أن  خيار الاستفتاء لا يزال قائما، لكن الأقزام لم يصارحوا الشعب الصحراوي بأن “المينورسو” لم تعد معنية بمراقبة وقف إطلاق النار و لا بتنظيم الاستفتاء، بقدر ما أنها معنية بمراقبة الوضع الميداني و رفع التقارير فقط، و أن أمريكا أكبر مانحة مالية للبعثة قد امتنعت عن دفع حصتها، و ترى أن لا جدوى من وجودها، و أن البعثة قد أعلنت أنها ستتخلى عن طائرة حوامة و نصف أسطول السيارات و ستلغي عقود نصف العاملين لديها و ستقلص عدد التمثيليات في الصحراء الغربية و المخيمات إلى النصف…، لهذا فمهمة “الهنتاتة” الأقزام بإقناع الشعب الصحراوي أن ثمة أمل دبلوماسي أساسه عمل البعثة، تبدو مستحيلة.

         المصيبة الكبيرة ليست هنا فقط، بل في موقف الجزائر الرسمي من القضية الصحراوية، حيث خرجت الأصوات التي تعتبر ناطقة باسم قصر المرادية، لتقول في خطاباتها بغرف النقاش أن صناع القرار في الجزائر يرون بأن على القيادة الصحراوية أن تتحمل نتائج ما يقع و أن تتعايش مع الوضع الجديد، لأن الجزائر رهنت خيراتها و ثرواتها لدى الشركات الأمريكية مقابل أن لا تنفذ واشنطن وعدها بتصنيف تنظيمنا السياسي كتنظيم إرهابي، و أن القيادة  الصحراوية فشلت في إكمال الجزء الثاني من المهمة و منع الرباط من فرض الحكم الذاتي كحل نهائي في مجلس الأمن، و يضيفون أن الجزائر في حال مواصلة احتضانها للاجئين صحراويين على أراضيها فستتسبب لنفسها في التمزيق، لأن القوى الكبرى تتهم الجزائر بعرقلة الاستقرار في هذا القطر من العالم، و تفكر واشنطن بجدية في إدخال قضية لقبايل إلى مجلس الأمن إذا لم تدفع الجائر بالشعب الصحراوي للقبول بمخرجات مجلس الأمن في القرار 2797.

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

        

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد