Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

القضية الصحراوية تدفع ثمن غباء النظام الجزائري في تدبير توازن علاقاته الدولية مع واشنطن و موسكو

بـقـلـم : بن بطوش

         لقد انتهت حلول الأرض…، الأمر متروك للحظ أو الصدفة أو لمعجزة و إن كان زمن المعجزات قد انتهى؛ فمسودة  التوصيات التي تسربت عن حامل القلم (الولايات المتحدة الأمريكية) بمجلس الأمن، لن نناقش تفاصيلها المرعبة إلى أن تُعرَض للتصويت و يُفتي فيها “أهل الفيتو” الخمسة، و أتمنى أن تتم بعض التغييرات حتى لا تتحقق مخاوفنا، لأننا لن نرحم أحدا كان سببا في هذه النتيجة وسنستل أقلامنا لجلد القيادة و محاكمتها إعلاميا عن ما فرطت فيه، لكننا في هذا المقال سنناقش أخبارا تسربت من مصادر فرنسية، لا تقل رعبا عن ما تحتويه المسودة الأمريكية، و تتعلق بخطوة قرر تنفيذها النظام الجزائري الذي يبدو أنه عازم على إحراق سفن العودة في علاقاته مع موسكو.

         ذلك أن الأخبار المسربة تقول بأن النظام الجزائري أرسل  – في سرية تامة- فريقا دبلوماسيا إلى واشنطن، ليعرض على مستشاري الرئيس “ترامب” صفقة تطبيع مع الكيان العبري من نوع خاص و مختلفة عن الاتفاقات الإبراهيمية التي عقدتها الدول العربية الأخرى، و تتضمن الصفقة وعدا جزائريا بتوقيع اتفاق سلام مع تل أبيب، بتاريخ معين، أي قبيل أسابيع من نهاية الفترة الرئاسية للرئيس “عبد المجيد تبون”،  و تقضي الخطة بأن ينتقل هذا الأخير، بعد نهاية عهدته، للعيش في أمريكا  كلاجئ تحت حماية الأجهزة السرية الأمريكية، و أن يتم التطبيع بشكل تدريجي، و عبر مراحل تمتد لأربع سنوات دون فتح تمثيليات دبلوماسية بين الجزائر و إسرائيل، و الاكتفاء في البدايات  بلقاءات دبلوماسية فوق تراب بلد محايد كهولاندا أو بلجيكا، و يتضمن الاتفاق تفاهمات اقتصادية تخص الطاقة و إصلاح للعلاقات مع الجار المغربي، مقابل أن تسمح إسرائيل بمشاركة القوات الجزائرية في بعثة حفظ السلام و مراقبة وقف إطلاق النار بغزة، و أن تسحب واشنطن مسودة القرار الذي سيخرج القضية الصحراوية من “اللجنة الرابعة” للامم المتحدة  و يحوله إلى ملف من الاختصاصات الحصرية لمجلس الأمن، يناقش حلا واحدا هو تنزيل مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه الرباط.

         هذا التسريب هو زلزال دبلوماسي عنيف جدا و يصعب تبريره عبر ربطه – جزائريا – بالقضية الصحراوية، لكن تركيز المقترح على الأسابيع الأخيرة من العهدة الثانية للرئيس الجزائري كتوقيت لخروجه للعلن، يؤكد أن الدولة العميقة في الجزائر فكرت في تقديم الرئيس الجزائري كعرّاب وحيد لهذا التطبيع لتبرئ القضية الصحراوية و مؤسسة الجيش و المجتمع المدني و السياسيين و الأحزاب الجزائرية…،  و بأنه قرار السيد الرئيس المنتهية ولايته و لا يمثل الإدارة الجزائرية و يرتبط بشخص “عبد المجيد تبون”، و أن النظام الجزائري مُجبر على تنفيذه حتى لا يتعرض لعقوبات دولية.

     الإدارة الأمريكية ردت على المقترح الجزائري بشكل رسمي و علني، عبر “مسعود بولس” مستشار الرئيس الأمريكي، الذي عقد لقاءا صحفيا بطلب من البيت الأبيض لشرح توجه الإدارة الأمريكية بعيدا عن الصفقات، حيث تعمّد  قول “الصحراء المغربية” للرد على الصحفية التي سألته عن الصحراء الغربية، و أضاف أن واشنطن ستفتتح قريبا قنصلية لها في إحدى مدن الصحراء، و قال أيضا أن الرئيس الجزائري يريد الصلح مع الرباط و وصف مبادرات ملك المغرب بالنبيلة…، في إشارة منه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تخلط بين ملف الصحراء الغربية و ملف فلسطين، و أن على الجزائر أن تناقش مشكل الصحراء الغربية مع الرباط، و ليس مع واشنطن، بعيدا عن أي صفقة سلام مشبوهة و غير واضحة المعالم و الأهداف.

        الرد الأمريكي كان طبيعيا و متوقعا، لكن الوضع الذي توجد فيه الجزائر هو الشيء غير الطبيعي، لكون  النظام الجزائري فقد لتوه تحالفه و بشكل شبه نهائي مع روسيا، و الأكثر أنه بدأ يحرض ضد موسكو و يسلح الأزواد لاستهداف القوات الروسية كما جاء في تقرير تلفزي للتلفزيون المالي، و الأخطر أن الرئيس الجزائري أعلن مقاطعته لقمة الطاقة في موسكو و طلب من الدول الحليفة له كفنزويلا و تونس و نصف ليبيا، أن يرفضوا الدعوة للمشاركة في تلك القمة، كما أرسل الرئيس الجزائري وفدا من رجال الأعمال و الخبراء العسكريين إلى كييف، يحملون مقترحا جزائريا لنقل المصانع العسكرية الأوكرانية التي تستهدفها المسيرات الروسية و توطينها في الجزائر، مع تمويل جزائري يصل إلى 100 %، بسبب مشاكل التمويل للدولة الأوكرانية…. في حين سافر “شنقريحة” إلى كوريا الشمالية لمحاولة عقد صفقات تسليح.

         على الجانب المقابل، لم يترك الكريملن هذا الاستفزاز الجزائري يمر دون أن يرد عليه، ليقرر الدبلوماسي الأول في روسيا، “سيرغي لافروف”، المعروف بخطاباته الاستفزازية للجزائر…، التعجيل باللجنة المشتركة الثامنة بين الرباط و موسكو، و خلال الندوة الصحفية المشتركة بينه و نظيره المغربي “ناصر بوريطة”، شاهدنا كيف كان “لافروف” فرحا و منتشيا بالمشروع الأطلسي، و كيف أنه يرى في وصول دول الساحل، التي أصبحت دولا حليفة إستراتيجيا لموسكو، و مصدر مهم للمعادن الناذرة التي تحتاجها روسيا في صناعاتها العسكرية نجاحا لدبلوماسيته، بعد أن قطعت أوروبا و أمريكا سلاسل التوريد عن المصانع الروسية من تلك المعادن الناذرة، و التي تصل إلى المصانع الروسية عبر مراحل شحن جد معقدة و مكلفة للاقتصاد الروسي…. و بعد حصول دول الساحل على منفذ بحري أطلسي، أصبحت روسيا تشعر بأنها كسرت الحصار الذي يطوق تلك المصادر.

         فرحة “لافروف” بدت ظاهرة في كلامه، و فرحة “بوريطة” بالموقف الروسي من قضية الصحراء الغربية لا يمكن تجاهلها، و كل ما بقي أمام الرباط لحسم ملف  احتلالها للصحراء الغربية، هو التصويت؛ لأن الصين هي الأخرى لم يسبق لها أو ورطت الفيتو الخاص بها في عملية التصويت مع أو ضد توصيات مجلس الأمن في ملف الصحراء الغربية، بل و ترى في الرباط أكثر من مجرد شريك و أنه مصدر حلول ملهمة، لأن الصين التي تتعرض لعقوبات و تضييقات أمريكية بسبب التعريفات الجمركية المرتفعة، التي فرضها الرئيس “ترامب” على بكين،…. و هذه هدية أمريكية للرباط لم تكن لتحلم بها، إذ تفاوض الصين النظام المغربي لنقل جزء كبير من صناعاتها إلى المغرب  من أجل التحايل على القيود الجمركية الأمريكية، بعد أن يحمل المنتج النهائي وسم “MADE IN MOROCCO“،… لهذا فالصين يستحيل أن تقوم بأي تصرف يعكر صفو المفاوضات بين الدولتين على الفوائد الاقتصادية.   

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد