بقلم : القطامي
كعادته و كلما أحس بأن القضية الصحراوية تمر بمنعطف خطير، روّج القيادي الصحراوي “البشير مصطفى السيد“، عضو الأمانة الوطنية ومستشار الرئيس “إبراهيم غالي”، لأفكاره التي يحاول من خلالها إعطاء قراءاته للوضع الذي تعيشه القضية و مآلاتها، حيث نشر يوم 17 أكتوبر 2025، ، عبر تطبيق واتساب، مباشرة بعد تسريب توصيات مسودة مجلس الأمن، مقالا تحت عنوان: “الخطوط الحمراء وصيغ مواجهة هجمة العدو”، هاجم فيه القيادة الصحراوية و حاول أن يشرح أساليب المحتل المغربي و مطامعه في إعادة أمجاد تاريخ السعديين و اقترح حلولا للخروج من هذه الوضعية عبر إصلاح أداء ثلاثة جبهات؛ و هي “الجبهة الإعلامية” و “جبهة الأرض المحتلة” و “الجبهة العسكرية”، حيث جاء في مقالته ما يلي:
خطة العدو في أكثر من عناصرها وأهدافها الاساسية في سنة الحسم و مرحلة ربح الماطش الطويل وخصوصا على الساحة الدولية وساحة الحرب النفسية و إيقاظ وتحريض كل عميل و جبان و مغفل لاستهداف بيته بالتخريب و علاقة شعبه بحليفه لتدميرها…هذه العناصر الإخبارية و المعلومات كانت معروفة منذ شهور و الغائب كان – وما زال- هو خطة القائد الأعلى و القيادة لمواجهتها و إفشالها.
للتطرق إلى ذلك المسكوت عنه من مسؤوليات القيادة لابد من ذكر ظروف مخففة لحالة الهروب من إحصاء المواقف المجيبة و موقف التسويف للإجابة عنها والتبرير بالمناسبات و الاستحقاقات التي أضيفت إليها حملات النظافة لتثقل موازينها…الظروف المخفّْفة في محاسبة القيادة بهذا الخصوص هي طبيعة وعظمة رهانات العدو ضمن استراتيجية تعميم التطبيع على شمال أفريقيا مع الشرق الأوسط ومنح الزعامة الإقليمية لإسرائيل في المشرق وللمغرب في شمال أفريقيا بالوكالة عن حلف الاستعمار والشر الذي تقوده الولايات المتحدة قبل تجسد و تمكن تعددية الاقطاب.
- ما هي العوامل التي حفزت و شجعت المحتل المغربي على حلم كبير عريض مثل هذا: تحقيق الحلم الإمبراطوري للمنصور الذهبي: من طنجة إلى الساحل و الصحراء؟
يجب التأكد وإعادة الاقتناع ان الصحراء الغربية هي العقدة الرئيسية و العنصر الحاسم في كل الروايات عن شمال أفريقيا و مآلات شعوبها و موازين قواها إن لم يكن في الماضي فهو ما أكده الحاضر بجلاء و ما يمر به كل الإقليم هذه الأيام و ما ينبئ به الغذ في استشرافه… الصحراء الغربية هي رمانة الميزان بين أطراف شمال أفريقيا في تجاذباتها و تفاعلاتها و تقديم أنفسها و تسويق قدراتها على التأثير و تغييرحجم ملئها للمكان واستحقاقها المكانة.
عوامل حفزت العدو على الحلم بتتويج مسلسل عدوانه التوسعي في هذا الوقت: العوامل الخارجية و هي دائما غير حاسمة مهما بلغت أهميتها ولن أطيل في سردها أو تحليلها لأنها معروفة و ظاهرة للعيان: الهدوء إلى شبه الاستقرار للاحتلال في المدن المحتلة و هو حال يتعاظم مع تلاشي آثار اكديم إيزيك وذهاب ريحه و خفوت جذوته.
تراجع موج التضامن مع قضيتنا وبداية مسلسل دكاكين الرشاوى الدبلوماسية وتجميد العلاقات مع دولتنا وتهافت المصالح الرأسمالية الكبرى والشركات الأوروبية و العالمية على المشاركة في نهب ثروات الصحراء الغربية والتورط في تمويل الحرب الإبادية التي يطورها المغرب ضد الشعب الصحراوي. ولكن العنصر المشجع للعدو و الحاسم في بلوغ هجمته قمتها وأطماعه مبلغها ورهانه منتهاه هو فشلنا حتى الساعة في حرب أعلناها منذ سنوات و نامت نواطيرنا عن خوضها قائداً اعلى و أركانا بعد أن فرطنا في المدن المحتلة و تركنا ساحتها للعدو.
- ما العمل؟
ثلاث جبهات معنية بالجواب و مواجهة الموقف المتحدي وربح الرهان المصيري في صد هجمة العدو ورد موجته الطافية و قطع طريق طوفانه:
١) “الجبهة الإعلامية”: بالتصريحات الصارخة وبتسطير الخطوط الحمراء والحدود التي لا تتجاوز :-لا حل توافقي ولا واقعي غير الاعتراف بالجمهورية الصحراوية غير الاستفتاء لتقرير المصير.-لا بعثة للأمم المتحدة إلا لغاية تنظيم الاستفتاء لتقرير المصير وان اسقط فقد تحولت البعثة إلى بعثة جواسيس و تحرير شهادات الزور وبالتالي ستنسحب او ستُسحب – لا حل غير الحل العادل و الدائم القائم على أساس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و بناء دولته الوطنية السيدة على كامل أراضيه… السكوت والغموض والتلعثم واللف لا يصلح مع أعداء لا يعرفون الرجال ولا يقيمون وزنا لغير المال والربح بالسرقات والصفقات…سكوت العروس عكس إرادتها لا تنفعها معه إلحاق خدوش بالعريس او التهرب من النوم في نفس الفراش… حللت اغتصابها.
٢) “جبهة المدن المحتلة” وروافدها من صحراويين في منطقة وادنون وغيرها وفي الجاليات: هذه الجبهة عليها مهمة إعلان الرفض للاحتلال وداعميه بكل لغة و أسلوب يقرأ ويسجل و يقاس ولا قبول لأي تبرير بالحصار والمراقبة وقطع الأرزاق والوحشية إلخ من كل ما يمكن ان يحصى من أساليب عدو يريد الأرض و الثروة بمحو بالقضاء على أهلها...المدن المحتلة تستحق قيادة غير المعينة لها تكون قادرة جسما و عقلا و ثقافة وتجربة ورصيدا.
٣)”الجبهة العسكرية”: تبخر شعار تصعيد القتال مع تنظيف قاعة المؤتمر من بقايا سجائر المعتمرين وأبواق مداخلات التملق المغالطة والفشل في قيادة المقاتلين لمواجهة التحديات بقوة الإيمان و علو المعنويات وجودة الحيل وفعالية الوسائل هو المسؤول الأول والأخير عن تضعضع الجبهات وتناقص اليقين وتزايد الشك والارتباك وكفلان الرأس والبحث في السراب عن الشراب.
لن أشمل بحديثي هذا الجبهة الداخلية بمكونها الاجتماعي فالشكوى من ماهي عليه وعدم الرضى عن أدائها والسخط على ما يميزها من فقدان الهيبة والسيطرة والانضباط ومن فساد هو على لسان كل مواطنة و مواطن. يبقى القول أن العدو يستثمر في كل ذلك لتقديمنا نموذجا لمشروع الدولة الفاشلة ولكن أخطر من ذلك يحرك العناصر المجرمة وذئابه المأجورة لاستهداف الثقة في العلاقة الجزائرية الصحراوية.
حتى نُرمِّم أو نعيد بناء هذه الجبهات في مؤتمر استثنائي أو ندوة و وطنية حول المآل المصيري لثورتنا التحريرية،علينا ان نصرخ ونصدح بمواقفنا وبخطوطنا الحمر. علينا ان لا نحضر أي اجتماع لم نساهم في التحضير لعقده ولم نبلغ بجدول أعماله والغايات منه وكل شكلياته. علينا ان نعلن رفضنا لأي اجتماع يحصر قاعدة نقاشه على أفكار العدو أو يستثني مقترحاتنا من إطار النقاش ورفض أي صيغ او شكليات في اجتماعات تجعل منا غير المعني الثنائي بمصير شعبنا و كفاحه مقابل المحتل المغربي.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك