Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

و ترجل حكيم الثورة الصحراوية وضميرها … ”سيدي أحمد رحال”

بقلم : الغضنفر

     ترجل حكيم الثورة “سيدي أحمد رحال”عن صهوة جواده، يوم الأحد الماضي (2021.07.04) بإحدى المصحات بمراكش، بعد معاناة طويلة مع المرض،  ونعاه الجميع، بما فيهم وزارة الأرض المحتلة و الجاليات، التي تنكرت له لسنوات طويلة،… نعاه  العدو و الصديق ….الكبير و الصغير مستذكرين مآثره و نضالاته وصفاءه ونقائه وأصالته وحرصه على الوحدة الوطنية الصحراوية،  كيف لا و هو الرجل الذي لا يمكن إلا أن تحترمه  مهما اختلفت معه في مقارباته النضالية، … كيف لا و هو آخر شهود ميلاد الثورة الصحراوية،  التي جسدتها “المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء” على يد رفيقه و صديقه الشهيد “سيدي ابراهيم بصيري”، مفجر انتفاضة الزملة التاريخية في 17  يونيو 1970.  

      هذا الرجل الأسطورة الذي  خبر سجون الاستعمار الإسباني و الاحتلال المغربي سكن القلوب والوجدان واحتل العقول بأدائه وبحكمته وعطاءه، هذا الحكيم الذي جعل  من الابتسامة و التواضع فلسفة يكسر بها احتلال الوطن و فتح نوافذ أخرى أكثر سلمية للمطالبة بالوطن، ليصبح ظاهرة نضالية وكفاحية في زمن  العهر السياسي  و سيطرة المنحرفين و العاهرات على الفروع الثورية بالأرض المحتلة،  لم تغره الجوائز الحقوقية التي تحصل عليها روبيضات النضال، لم يجري وراء المادة…. عاش عفيفا و مات فقيرا، ظل عنيدا متمسكا بالثوابت ومعلم في الأخلاقيات النضالية أعطى دروس للأجيال  التي استوعبت فكره في نضال السهل الممتنع لإرباك سلطات الاحتلال.

      “سيدي أحمد رحال”  …. الحكيم في كل سجاياه ومزاياه وتجاربه الإنسانية والثورية والنضالية والكفاحية، هو مدرسة بحد ذاته ، هو مرجع كبير في تاريخ قضيتنا الوطنية،…  و بموته فقدنا خزانة كتب كانت تمشي على قدمين،… هو ظاهرة بالضرورة أن يعكف على دراستها كل الثوريين والمناضلين عبر العالم، فهو ملهم و رمز من طراز خاص، جمع بين فكر “المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء” و “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب”،، وآمن أن لا تعارض بين التعاطي مع الاحتلال في ما يخدم مصالح الضحايا و بين الدفاع عن الوطن السليب، وكان قانعاً ومؤمناً بأن خدمة القضية الوطنية يبدأ من تأطير الإنسان الصحراوي و دفعه إلى التحصيل العلمي لتشكيل نخبة قادرة على مستقبلا على فهم المتغيرات  و التحرك وفق ذلك، و لطالما عبر عن معارضته  لفكرة الدفع بالأطفال لمقارعة سلطات الاحتلال بالمدن المحتلة…. وبترجل حكيم الثورة وضميرها ، يكون آخر عمالقة الرعيل النضالي الصحراوي الأول ، قد رحل في وقت الساحة الوطنية  فيه أحوج ما تكون إلى مثل هؤلاء العقلاء الكرام.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد