Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل فعلا انتقلت الجزائر في خلافها مع الرباط من مرحلة التصعيد إلى البحث عن افتعال مواجهة عسكرية؟ !!

بـقـلم:بن بطوش

         أيعقل أن يحدث كل هذا التطور في الأحداث الدولية؟… فقط لأن رجلا يدعى “دونالد ترامب” أجمع الأمريكيون على إدخاله البيت الأبيض، حيث يتقرر المصير السياسي للعالم كل صباح،….  هل يعقل أن دولة قطر، بمجرد كشف “ترامب” عن اسم وزير خارجيته “مارك روبيو”الذي سيدبر القضايا الشرق أوسطية، قررت الانسحاب من الوساطة بين “حماس” و تل أبيب، و أبلغت قادة الحركة الفلسطينية أن عليهم إخلاء التراب القطري و منحتهم مهلة 78 ساعة لذلك؟!!! و نشرت  في ذات السياق، القناة الدولية الجزائرية AL24 ، نقلا عن مسؤول جزائري رفيع، أن الجزائر لن تكون الملجئ و تعتذر للقيادات الحمساوية، و بأنها لن تمنحهم حق اللجوء فوق الأراضي الجزائرية… بل  و حتى يثبت قصر المرادية نواياه الطيبة للبيت الأبيض، قرر فتح جلسة محاكمة لأربعة  مواطنين جزائريين كان الرئيس الجزائري قد تسلمهم من السلطات المصرية، حين حل ضيفا على “عبد الفتاح السيسي”، و التهم الموجهة إليهم هي محاولة التسلل ضمن قافلة المساعدات الإنسانية بغزة، للالتحاق بالأراضي الفلسطينية و المشاركة في القتال إلى جانب الكتائب الحمساوية.

         و بينما حلف الممانعة بقيادة الجزائر يسعى إلى طي صفحة الماضي مع إسرائيل و أمريكا، و إصلاح أعطابه الدبلوماسية، خصوصا و أن قصر المرادية سبق له أن تجاوز كل الخطوط الحمراء حين عمد الرئيس “عبد المجيد تبون” إلى المساس برمز قوة واشنطن (الدولار) خنوعا و تذللا لموسكو، حيث أطلق الإعلام الجزائري حملة لتبرئة قصر المرادية و قيادة الجيش من العداء للأمريكيين، و سلط كامل اهتمامه على السفيرة الأمريكية التي استدعيت لتدشين وحدة تربية أبقار خاصة بإنتاج الحليب…

     و سط هذا الجهد قرر ” أحمد عطاف“، و هو يقرأ رسالة “تبون” للقمة الاسثتنائية العربية ، أن يفسد مشروع المراضاة و هو يطلب في القمة بالرياض تطبيق العقوبات على إسرائيل و من يدعمها باستخدام سلاح الغاز و البترول، في إشارة إلى إعلان الحرب الاقتصادية ضد أمريكا.

         ما قام به “عطاف” قهر مشاعر القيادة الجزائرية التي سارعت إلى نشر صور المشاركة السرية للجيش الجزائري في التمرين phoenix express 24، المُقام في دولة تونس، و قالت القيادة العسكرية الجزائرية أنها تفخر بتدرب جنودها على يد الخبراء الأمريكيين، و أن التمرين جعل الجنود الجزائريين يكتشفون الأسلحة الأمريكية القوية و المتميزة…، لكن المحاولة الجزائرية يبدو أنها لم تنل إعجاب صقور البيت الأبيض الجدد، حيث نشرت السفيرة الأمريكية في الجزائر صورة لها مع مجسم لبقرة و تحمل في يدها اليمنى كأس حليب مبتسمة بكل استهزاء، مما جعل المدونين الجزائريين يرون في الصورة محاولة لإهانة الشعب الجزائري، و رسالة أمريكية إلى الدولة الجزائرية  تُذكِّرها بعجزها عن توفير الحليب للشعب الجزائري في حين أنها تتبجح بنواياها محاربة و معاقبة قوة مثل أمريكا.

         مشاكل الجزائر لم تتوقف هنا، حيث خرج وزير الخارجية المغربي ” ناصر بوريطة” أمام برلمان بلاده، و قال أن الرباط سجلت تجاوزات جزائرية تحمل إشارات الرغبة في  افتعال مواجهة عسكرية مباشرة، و أن الجزائر تريد رفع التوتر إلى المستوى الذي يُشعل المواجهة العسكرية، و هو ما جعل الجزائر تؤكد الأمر بإطلاقها مادة إعلامية تصف فيها المغاربة الذين شاركوا في الزحف الغادر نحو أراضينا سنة 1975 أو ما يطلق عليه بـ “المسيرة الخضراء”، بأقبح النعوت و هي تصفهم بالحفاة و العراة و الجوعى و المرتزقة…، و هذا التطور يحدث بعد خطاب ملك المغرب الذي – و للمرة الأولى- يتحدث بخطاب جاف مع الحليف الجزائري و أشار إلى نظام قصر المرادية بـ “هؤلاء” و “الأطراف التي تعيش في أوهام الماضي” و “العالم المتجمد”،  وأخبره بأنه لا يعارض رغبة الجزائر في الوصول إلى المحيط الأطلسي، و أن الرباط تقدمت بمبادرة منح دول الساحل و الصحراء وصولا إلى الأطلسي، و أن “هؤلاء” (الجزائر) معنيون بالمبادرة، و أن عليهم فقط الالتزام بضوابط و شروط الرباط، بمعنى أن الرباط تشترط ضمنيا على الجزائر فتح قنصلية في الصحراء الغربية مقابل حصولها على منفذ  على الأطلسي، و هذه إهانة للنظام الجزائري و تحدٍ له.

         الأحداث تزداد تعقيدا بتحول الخطاب الدبلوماسي للنظام المخزني في الأمم المتحدة إلى خطاب عنيف، يهاجم المصالح الجزائرية بقوة و يحاصر الدبلوماسيين الجزائريين، مما ورط ممثلي الحليف أكثر من مرة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة و مجلس الأمن، و أصبحت الرباط تضغط على جراح الحليف في “ملف لقبايل”، خصوصا و أن الوكالة الإعلامية القبايلية “سيوال” نقلت عن مصادر من حكومة “كابيليا المؤقتة” أن مجموعة من المسؤولين في هذه الحكومة سيقومون خلال السنة المقبلة بزيارة رسمية إلى الرباط، و أن هناك تحولات جدية بوساطة (ربما تكون فرنسية) لإقناع الرباط استقبال ممثلي حكومة المنفى القبايلية و التحضير للزيارة…، مما يؤكد أن الرباط قررت رفع سقف التصعيد مع الحليف الجزائري و عدم الإكثرات للنتائج، عطفا على المعطيات العسكرية المتوفرة و التي تقول بأن الرباط تحصلت على الضوء الأخضر من القوى الدولية الكبرى للرد على أي محاولة عسكرية جزائرية، و أن الرباط هدفها فقط ردع الحليف الجزائري، و تأجيل الصدام العسكري إلى ما بعد سنة 2030، و قد يكون العالم على موعد مع حرب في شمال افر يقيا  قد تغير الخارطة السياسية العالمية من جديد.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد