Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل دفعت القضية الصحراوية بمجلس الأمن ثمن طائرة الشحن العسكرية التركية التي سقطت بأذربيجان؟

بـقـلـم:بن بطوش

       يقول الروائي المغربي “محمد شكري” في رده على منتقدي جرأته في السرد التشكيلي للواقع المسكوت عنه بمؤلفه “الخبز الحافي”: “لقد نمت في الشوارع بالعراء و أكلت من المزابل، فماذا تريدون مني أن أكتب…، عن الفراشات… !!؟”، نفس الجواب نسوقه لمن ينتقدون خطنا الواقعي و الحقيقي و المنطقي، ممن اعتبروا مقالاتنا عن نكبة مجلس الأمن بأنها مثبطة و محبطة و تنكأ بعنف دماميل القضية الصحراوية،… أولئك الذين تعودوا على نثر الألوان فوق الهزائم كي تبدو كوارث قيادتنا فاتنة و فائقة الجمال، الذين يريدون منا أن نمتهن الشعوذة الصحفية و التضليل الإعلامي، و أن نصف ما جرى بالهزيمة المشرفة التي تتفوق على النصر… !!، و أن نحجب عن القارئ الكريم مشاهد الهتك و الاغتصاب التي وقعت لـ “الهنتاتة الأقزام” في مجلس الأمن، حتى نحفظ لهم هيبتهم في المخيمات و تستمر لهم القداسة بين عموم المسحوقين..، هذا ما يريدونه منا و نحن جيل النكبة.

      فمصيبة “الأقزام” الذين ابتلينا بهم، أنهم لا يعلمون كون هزيمتهم تلك التي هيئونا لها منذ سنوات، أصبحت تقف بيننا و بين الوطن كخندق عظيم من النار و القيض اللافح، و أن بسببها دول العالم منذ الـ 31 أكتوبر  الماضي أصبحت ترانا كشعب خارج جغرافية الاوطان…، و من الحقائق التي تسربت عن مجلس الأمن أن مندوب الصين سأل “عمار بن جامع” عن سبب تسمية جبهة البوليساريو لنفسها، بـ “جبهة تحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب”، و أن في تسميتها لا توجد أي إشارة إلى الصحراء الغربية كوطن متميز عن المغرب، و هذا خطأ تاريخي  لم يتم تصحيحه و هو ما يعطي الانطباع بأن تنظيمنا السياسي لم تكن له نية استقلال وطن،  بل كانت مجرد حركة مقاومة هدفها طرد الإسبان… !!

     ملاحظة سفير الصين لدى الأمم المتحدة و التي أجاب عنها “عمار بن جامع” بارتجالية، كانت دقيقة و عكست ما دار من نقاش في الخفاء طيلة أسابيع بين القوى الخمسة، التي حددت و اتفقت بأن مصير الصحراء الغربية لن يكون خارج مقترح الحكم الذاتي، حتى موسكو حين حاول الحليف دفعها لاستخدام “الفيتو”، مستعينا بكل الإغراءات الممكنة، أجابت قصر المرادية بأن التوافقات الدولية حدثت، و أن استخدام حق النقض يكون خارج التوافقات في حال عدم حدوثها، و بعد مرور حوالي أسبوع على النكبة الصحراوية بمجلس الأمن…، أعلنت أنقرة أنها فقدت طائرة شحن عسكرية من طراز C-130 ذات أربع محركات، ليبقى السؤال ما العلاقة ما وقع بمجلس الامن لقضيتنا الصحراوية بسقوط طائرة الشحن التركية بعد إقلاعها بدقائق من أذربيجان و هي متوجهة إلى أنقرة؟

      الجواب غاية في التعقيد؛ لأن الطائرة التركية كانت تقل معدات و تجهيزات سرية تخص نقل تكنولوجيا نووية صينية، تم بيعها في صفقة سرية من طرف بكين و جرى شحنها بشكل مفكك و منتظم منذ سنة 2021 على متن طائرات رئاسية تركية، و أن موسكو و باريس و واشنطن كانوا يراقبون بخوف تطور عملية نقل تلك التكنولوجيا التي توسطت باكستان لشرائها و تمكين تركيا منها، و كانت الصين ترفض الاعتراف بأنها تنقل معدات شديد السرية إلى تركيا التي تسعى لإنتاج القنبلة النووية، لكن – و بعد التوافقات- تم استهداف الطائرة التركية التي كانت تقل أهم جزء في التكنولوجيا السرية، و جرى الاتفاق بين القوى الكبرى بأن لا يتم معاقبة الصين على بيع تلك التكنولوجيا عبر السوق السوداء، مقابل أن تخضع الصين لأمريكا في مجلس الأمن لتمرير أجنداتها كضرب فنزويلا و فرض الحكم الذاتي في الصحراء الغربية…

      و أمريكا وافقت بأن تكون روسيا هي منفذ الإسقاط حتى يحقق “بوتين” ثأرا قديما له مع “أردوغان”، الذي أسقط سنة 2015 طائرة حربية روسية من طراز SU24 في عملية استعراض للقوة، و العالم كله يعرف بأن روسيا أسقطت الطائرة العسكرية التركية، لكن لا أحد يستطيع إتهام موسكو مباشرة، حتى تركيا نفت أن تكون الطائرة التركية قد استهدفت بصاروخ مع العلم أن العدسات رصدت الطائرة المنكوبة و هي تقع تاركة ورائها دخان ناتج عن انفجار…

      و هكذا تكون أمريكا قد نجحت في وقف المشروع التركي و أخضعت روسيا و الصين لرغباتها في مجلس الأمن…. و عندما أطل وزير الخارجية الجزائري “أحمد عطاف”، عبر وسائل الإعلام الجزائرية، ليخبرنا بأن بلاده منعت مرورا بالقوة حاولت الرباط القيام به لفرض مقترح الحكم الذاتي كحل  أخير و وحيد لملف الصحراء الغربية؛ فالرجل كان يهذي أو بلغة اليوتوبر “بن سديرة” كان “يخرط” (يكذب)، لأن أمريكا فرضته دون أن يخضع لتعديلات جوهرية بقوة التوافقات كحل نهائي، و أن دبلوماسية المحتل المغربي  نجحت في استخدام القوة الأمريكية لصالح مقترحها.

      لهذا خرج الإعلام في ألمانيا و فرنسا و إسبانيا و أمريكا و بريطانيا بصوت واحد، أخبر العالم بأن ملف الصحراء الغربية انتهى و أن ما بقي منه مجرد تفاصيل، و في اليومين الاخيرين أعلنت سلطات دولة الاحتلال المغربي أن مستشاري القصر في الرباط قد بدأوا المشاورات مع القيادات الحزبية كي يتم التوافق على صيغة نهائية لمشروع الحكم الذاتي، أو لنقول بأن النظام المخزني قد أطلع الأحزاب على الصيغة التي أعدها بمعية خبراء محليين و دوليين للحكم الذاتي، و ينتظر ردود الأحزاب على المقترح و التعديلات الممكنة.

      ما لا يريده “الهنتاتة الأقزام” أن يطلع عليه الشعب الصحراوي، كون أن الرئيس الصحراوي، منذ تصويت مجلس الأمن على القرار 2797، لم يعد يمثل غير نفسه، و أن تنظيمنا السياسي استحال إلى مجرد حركة تحرر و كيان من ضمن مجموعة كيانات، و لم يعد الممثل الوحيد للشعب الصحراوي…، و الدليل أن دولة جنوب إفريقيا رفضت طلبا جزائريا باستقبال الرئيس الصحراوي و إذاعة تصريح رئاسي مشترك بين الرئيس الجنوب إفريقي و الرئيس الصحراوي يدين القرار الأممي الأخير الذي صدر بتاريخ 31 أكتوبر 2025 و يدعم الرجوع إلى حق تقرير المصير و الاستفتاء، و عللت رفضها بأن مجلس الأمن قد أصدر حكما نهائيا، و بأن أي تصريح يطعن في قرارات مجلس الأمن هو مخالف للشرعية الدولية، و أن “إبراهيم غالي” ليس برئيس دولة بعد القرار الأممي، و أن الدولة الصحراوية التي لم تعد موجودة بسبب قبول مجلس الأمن بالحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع…، و نفس الأمر ينطبق على موريتانيا التي رفضت استقبال الأخ القائد و حتى مبعوثيه الأقزام للوضع القانوني الذي أصبح عليه ملف النزاع بعد القرار 2797… لذلك تمت الاستعانة بأنغولا  لكي “إبراهيم غالي” في احتفالاتها بالذكرى الخمسين لاستقلالها… فعلا إنه انتصار دبلوماسي كبير في دولة  في دولة تعاني مشكلات اقتصادية مثل الفقر و الجوع و انتشار الكوليرا و  الامراض المدارية…. و إن لم تصدقوني إسألوا الذكاء الاصطناعي عن مشاكل انغولا.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

       

       

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد