Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

مجلس الأمن يتجاهل طابور الشهداء و بيانات الدك و الأقصاف و يتغزل في تعاون الرباط مع بعثة المينورصو

بـقـلـم : حـسـام الـصـحـراء

     يقول الرائع “جبران خليل جبران”، أننا جميعنا نمتلك نفس العين، لكننا لا نملك نفس النظرة…، هذه الحكمة تكاد تكون فتوى تخصنا و تخص حالنا، فيما تراه قيادتنا حربا من الأقصاف المركزة و دكا للحصون بالأراضي المحررة، بينما تراه الرباط مجرد عملية تنظيف لما تسميه المنطقة العازلة، تسميه المينورصو بالوضع العادي، و لا تذكر أن ثمة حربا أو مناوشات نحصي شهدائها من أهالينا، و مهما كانت المسميات التي تليق بما يجري، فقد خلفت لنا حتى الآن جيشا من الأرامل و الأيتام و المعطوبين، و الأهم في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أنها كشفت لنا نوايا قيادتنا، و كشفت الموقف الرسمي لكبار العالم في مجلس الأمن، و كيف يسعون لإرضاء المحتل المغربي.

      المصيبة ليست محصورة هذه المرة في النكسة التي نزلت على رقابنا بمجلس الأمن الذي لم يعر ما يجري أي اهتمام، و اعتبر الأحداث عادية و تقليدية جدا و لا جديد فيها، بل في محاولة القيادة جعل رسالة ممثل الدولة الصحراوية بالأمم المتحدة “سيدي محمد عمار” هي نفسها انتصارا، و الترويج على أن القيادة خاطبت الأمم المتحدة و رئيسها بلهجة القوي المتمكن و الصلب القادر، و أن مجلس الأمن سيدرس الرسالة خوفا و رهبة من قيادتنا التي تهدد بإشعال المنطقة و تحويلها سعيرا يأكل دولها و مصالح من اقترب منها، و أن الأمم المتحدة ستراضي القيادة و الشعب الصحراوي في الجلسة القادمة، حتى لا تنفذ قيادتنا تهديداتها… !!

       نحتاج إلى القسوة في النقد هذه المرة، لأنها قضيتنا جميعا و لا يمكنني أن أراها تنتهي بسبب أخطاء القيادة و أحلل بمنطق المطبل للنكسات، نحتاج اليوم للغة غليظة و لاذعة للبيت الأصفر، لأن أخطاء القيادة تعاظمت و بلغت مستوى القتل العمد للشعب الصحراوي بؤسا و ألما و يأسا…، و للقياس فقط نضع المقارنات و كيف أن القيادة احتاجت إلى شهور و ركام من جثامين المقاتلين و حملة على الفايسبوك و أخرى على القنوات الجزائرية، و كيف ابانت عن عقم في النضال و هي تضع كل البيض في سلة الفاسقة “سلطانة خيا”، و كيف فضحت أعراض الشهداء و شهّرت بهم، و كيف أنها استعانت بـ “مجموعة جنيف” التي تضم اكثر من 250 جمعية ورقية لتراسل “غوتيريس”، و كل تلك الرحلات التي قادها وزير خارجية الجزائر و الدولة الصحراوية في غياب تام للدبلوماسية الصحراوية المصابة بترهل الفكر، لم تفد بشيء في اجتماع مجلس الأمن، و لم تدفع البعثة الأممية في الصحراء الغربية لإنجاز تقرير فيه ذكر واحد للحرب.

      فيما رسالة واحدة من سفير دولة الاحتلال “عمر هلال” قبيل الاجتماع الأممي بمجلس الأمن، كانت كافية لتقلب المواقف رأسا على عقب و تنتزع الدعم الدولي لصالح الرباط، و تم اعتمادها في المناقشات، و جرى على ضوئها تم تحديد محاور الجلسة التي تناغمت مع التقرير المعد من طرف البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية، مما يفتح باب التأويل و الحكم بالقول أن رجلا دبلوماسيا واحدا استطاع أن يقوِّض خطة الحرب التي عكفت عليها قيادتنا لأشهر، و هي ترعاها ببيانات غريبة، و استطاع أن يحرج وزير خارجية الجزائر، و استطاع أن يدفع جيشنا الدبلوماسي الخارج من الخدمة منذ زمن إلى الصمت.

      لنفهم أكثر خطورة ما جرى في هذه الجلسة الأممية بمجلس الأمن على قيمة القضية الصحراوية و ملف النزاع، حتى نضع الأرضية لمناقشة تفاصيل ما دار داخل الجلسة المغلقة، بدأت أحداث الجلسة بقراءة تقرير البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية، و التي شكرت المحتل على تطعيم البعثة باللقاح ضد وباء كورونا، و أضافت أن هناك وضع غير مستقر و أن القيادة الصحراوية لا تبدي التعاون و تضع أعضاء هذه البعثة أمام الأخطار، و أضاف التقرير أن خرق وقف إطلاق النار تم من جانب واحد و المقصود به الجيش الشعبي الصحراوي، و طالبت بالانخراط و التعاون الجدي من القيادة الصحراوية في عملية السلام، و اعتبر التقرير الرباط متعاونة جدا مع البعثة.

      فيما أدان بشكل واضح رفض الدولة الصحراوية و الجزائر لتعيين الاسمين المقترحين من الأمين العام الأممي، في منصب مبعوثه الشخصي لقضية الصحراء، و هو المنصب الشاغر منذ ماي من سنة 2019، و تسبب فراغه في جمود تام للملف…، هذا المنحى الأممي بمجلس الأمن جعلنا نضع قراءة تنطلق من التساؤل عن سبب الفشل  القيادي في التأثير على مجلس الأمن و على الدول الكبرى المقررة داخله، خصوصا و أن المجلس لم يصدر أي بيان حتى الآن و أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ستقوم بصياغة الإعلان النهائي الصادر عن الجلسة، و نحن نعلم كمية الود التي تجري بين واشنطن و الرباط خصوصا إذا علمنا أن “جو بايدن” تدخل شخصيا لحذف تغريدة وضعتها الدبلوماسية البريطانية على تويتر تخص الاجتماع بمجلس الأمن.

      ما جرى يؤكد لنا نقطتين بغاية الأهمية، أن مغامرة قيادتنا الحربية التي ضحت خلالها بغرَّة المقاتلين و هي تدفع بهم إلى أم المهالك، أمام ترسانة المحتل الفتاك و تكنولوجيا القتل التي يمتلكها، من أجل أن تثير شفقة مجلس الأمن و تروج لنظرية العدوان على الشعب الصحراوي، فشلت بشكل مطلق، و السبب أن تواجد المينورصو في الأراضي المحررة و قربهم من الأحداث و سيطرت جيش الاحتلال ميدانيا، حرمنا الإنفراد بأخبار ما يجري، و منع المنظمات التي تقتات من هكذا خلافات و تتاجر بها من الاقتراب و التقرير عن هذه المناوشات و المعارك، و تسبب لنا كشعب صحراوي في إحباط جديد، و النقطة الثانية أننا فقدنا المزيد من الأصدقاء، و هذه المرة الهند و الصين أعلنوا رسميا  الانضمام إلى قائمة أصدقاء الرباط بعد سنوات من الحياد المبهم، و أن تزكيتهم للتقريرين الصادرين عن البعثة الأممية و رئاسة الأمم المتحدة، جعل طرح الدولة الصحراوية يبدو أمام الأعضاء الـ 15 لمجلس الأمن خارج السياق و بعيدا عن الواقع.

       و الغريب أن الرسالة التي وقعها ممثل الدولة الصحراوي بالأمم المتحدة “سيدي محمد عمار” جاء فيها بالفقرة الخامسة، أن “القيادة تبلغ المنتظم الدولي أنها ملتزمة بالتعاون مع جهود الإتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة بغية التوصل إلى حل سلمي و عادل”، مما يؤكد أم قيادتنا – أو على الأقل الذي صاغ هذه الرسالة- لا يفهم العلاقات الدولية بوضعها الحديث، و أنه  يتحدى بشكل صريح و دون تعقل المبدأ الذي قامت عليه الأمم المتحدة و الدول الـ 15 داخل مجلس الأمن، و يدعو لإشراك الإتحاد الإفريقي بسمعته المنهارة بعدما عجز عن وضع حل لأزمة السد بين إثيوبيا و دول مصب نهر النيل، و الحرب الدائرة في ليبيا و مالي و انقلاب تشاد و حركة “بوكو حرام” الإرهابية و صعوبة توفير اللقاح لشعوب “الماما أفريكا”…، ثم يختم الرسالة بطلب إنصاف الدولة الصحراوية من طرف مجلس الأمن و الأمم المتحدة.

      لا ضير في التذكر بأن هذه الأحداث الأممية بمجلس الأمن تقع و نحن نجهل مصير الأخ القائد الذي تسربت أنباء عن وضعه الصحي المزري و تواجده بإسبانيا، و التكتم الشديد عن وضعه إثر معاناته من وضع متقدم من سرطان المعدة، و ليس مرض كورونا كما يروج لذلك، مما يدفعنا لطرح السؤال الأكبر، من يدير دواليب الدولة الصحراوية، أم أن دولتنا تشبه طائرة حديثة، و تمتلك حاسوبا يستطيع يقود قضيتنا و أن يعوض الأمين العام للجبهة متى غاب، غير أن الملاحظ كون هذا الحاسوب تأثر بسلوك قادتنا و طموحهم و أصبح يكرر أخطائهم.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك            

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد