Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

قراءة في حصول موسكو على قاعدة بحرية عسكرية بالجزائر

بـقـلـم : حـسـام الـصـحـراء

      لقد أكتفينا حزنا، و الحرب التي أعلنتها قيادتنا على المحتل المغربي، التفت على أرواحنا و جعلت تحصد منها و تحول يومياتنا إلى نعي لا يتوقف، ذلك أنه بلغنا أن ثلاثة من المقاتلين في جبهات النار استشهدوا بعدما اصطادتهم مسيرة ملعونة، و وقع وزرهم على رقبة من أرسلهم إلى جبهات المهالك و هو يعلم أن جيش الاحتلال نصب لهم مصائد جوية لا تبقي و لا تذر…، وزرهم يقع على من أشعل شرارة الحرب و أفتى بها كحل،…. وزرهم على من أراد للقضية الصحراوية أن تكون مجرد ملف يزعج الاحتلال و حصى في قدمه، و أنزل سقف الأماني من الاستقلال إلى البحث عن مبعوث أممي و الجلوس على طاولة المفاوضات و السماح لنا بالتقاط السلفيات على الشاطئ الأطلسي…، و لم يشأ أن تكون قضية شعب تقود طموح أجياله إلى الوطن…، اليوم ننعي ثلاثة شهداء (“محمد لمين ابجيجة”، “محمد لمين سيدي سالم الصديق”، “سيدي أحمد أحمد العربي”)، قضوا في ساحة الشرف، بعد قصف لمسيرة ماكرة، غادرة، رحلوا  و تركوا خلفهم أرامل و أيتام…، و أضافوا إلى أوجاعنا الغائرة، حزنا جديدا.

      وسط حديث عن تطور الخلافات الدولية بين القوى العظمى و وصولها إلى حافة الحرب العالمية الثالثة، و متشائمون يقولون أن طلقتها الأولى لن تخرج عن البؤر الثلاثة الأكثر تشنجا بين تايوان (المدعومة أمريكيا) و الصين و بين أوكرانيا (المدعومة من الحلف الأطلسي) و روسيا أو في البحر الأبيض المتوسط بين الأتراك و اليونانيين المدعومين أوروبيا…، وسط هذا الوضع المحتقن دوليا كشفت ألمانيا عن تقريرها المخابراتي الذي يقول أن روسيا لديها أهداف لتعزيز تواجدها العسكري بستة دول إفريقية ضمنها الجزائر، و بعد أيام قليلة على نشر التقرير الألماني، يسرب موقع ALGERIEPART خبرا عن تفويت النظام الجزائري ميناء “المرسى الكبير” العسكري بالقرب من وهران، لصالح موسكو.

      هذا الخبر أثار توجس الإعلام الأوروبي الذي نقل عن خبراء عسكريين أن إنشاء قاعدة عسكرية روسية على الحدود الجنوبية لدول الإتحاد، يعد تحركا عسكريا روسيا غير طبيعي و يعزز القدرات الحربية في البحر الأبيض المتوسط لموسكو، التي تنوي رفع مستوى تواجدها في إفريقيا و بالخصوص بشمال القارة، غير أن القراءة الحقيقية ليست تلك التي يروج لها الإعلام الجزائري، و لا تتمثل في التوجس الأوروبي، بل في الوضع الاقتصادي المزري للجزائر التي أوشكت خزينتها على الإفلاس و لم يعد أمامها من احتياطي العملة الصعبة غير 12 مليار دولا أي ما يكفي لتغطية واردات البلاد لثلاثة أشهر فقط.

      هنا يحق للقارئ التساؤل و ما علاقة التواجد الروسي بتراجع احتياطي الصرف الإستراتيجي للبلاد في الجزائر؟، بل هناك من يحق له أن يضع قراءة أكثر عقلانية و يربط الأمر بمبدأ المعاملة بالمثل مع الرباط التي طبعت مع دولة إسرائيل، و تفاوض الأمريكيين على نقل القاعدة البحرية الأمريكية من “روتا” الإسبانية إلى قاعدة “القصر الكبير”، و شروع الرباط في مشاريع عسكرية ضخمة تتعلق بالبنية التحتية، كبناء قاعدة عسكرية ضخمة في الجهة الشرقية على مرمى كيلومترات قليلة من الحدود البرية الغربية للجزائر، ثم توسعتها غير المسبوقة للقاعدة الجوية المرجعية و الكبيرة في بنجرير، و إحداث مطار بها سيخصص -حسب التسريبات- لإنزال و إقلاع أسراب المسيرات التي أصبحت القوة الضاربة في سلاح الجو لدولة المحتل.

      و قبل تسريب أخبار الاتفاق الروسي الجزائري، و خلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت الجزائر دينامية في الزيارات العسكرية لقادة كبار من الجيش الروسي في توقيت كان فيه ميناء “المرسى الكبير” بوهران يخضع لأشغال التوسعة المتسارعة، و تم به إنشاء أرصفة محمية لإخفاء الغواصات، و أضيفت إليه أوراش صيانة القطع الحربية و الغواصات أيضا، مع تعميقه لاستقبال الفرقاطات و المدمرات الروسية، وسط هذا الاستعداد وقعت حادثة جبل طارق، بعدما تمكنت حاملة الطائرات الأمريكية التي شاركت في التمرين العسكري “مصافحة البرق” مع الاحتلال من كشف غواصة “الثقب الأسود” الشبحية الروسية بالقرب من مضيق جيل طارق…، الحادث يؤكد الاهتمام الروسي بالمنطقة و بداية العمل بالصفقة الجزائرية-الروسية.

      هذه المستجدات تؤكد أن الجزائر عقدت صفقة مقايضة مع دولة روسيا، بعدما تعذر عليها تغطية مصاريف صفقات التسليح التي عقدتها خلال السنة الماضية مع المصنع العسكري الروسي روسابورون إكسبورت، و التي تسلمت بموجبها الجزائر سرب من طائرات MIG.29MM-2،  و سرب ثاني من طائرات SU-30، إضافة إلى تحديث مجموعة من طائرات الأسطول الجوي الجزائري و تعزيزها بأنظمة إلكترونية حديثة، و صفقة أخرى تخص دبابات T.90 و مصفحات TERMINATOR، هذه الصفقة ليست الوحيدة التي عالجتها الدولة الجزائرية بالمقايضة، إذ سبق و أعلنت “منظمة الأغذية و الزراعة” أن الجزائر أصبحت تتعامل في تغطية وارداتها و تحقيق الاكتفاء الغذائي بمبدأ المقايضة، و أضافت “الفاو” أن الجزائر تعيش مرحلة تشبه تلك التي عاشتها دولة الصومال قبل المجاعة و التي كانت تؤدي أثمنة وارداتها بالمقايضة.

     ما يقوم به النظام الجزائري و الأسلوب الذي يدبر به الأزمتين الشعبية و الاقتصادية يؤجج غضب الشارع، خصوصا و أن قادة الحراك اعتبروا التواجد الروسي بالجزائر إنذار للثورة و للحراك الشعبي، و أن صفقة تسليم القاعدة البحرية لدولة روسيا قد تشمل أيضا ما رفضته فرنسا خلال زيارة قائد جيوشها “فرانسوا لكونترا”، و أن الروس قد يقبلون بتقديم يد المساعدة للنظام الجزائري، من أجل تطويق الحراك و المساهمة في إخماده، و هذا ما يرفع حجم الخوف لدى المفكرين الجزائريين و قادة الحراك، خصوصا و أن الوضع في الجزائر يوشك على الانفجار -حسب تدويناتهم-.

     من جهتنا كشعب صحراوي مجروح الكبرياء و مثقل بالهزائم بسبب العثرات العسكرية و الدبلوماسية الأخيرة، نرى في هذا التواجد الروسي فوق التراب الجزائري متنفس و طوق نجاة و يحق لنا الافتخار به، لكن الواقع يقول بأن التواجد الروسي بالقرب من السواحل الأوروبية الغاية منه ليس دعم الشعب الصحراوي، لأننا لا نمتلك مصالح نقايض بها، لأن الروس عقلانيين كجميع القوى العظمى، و يفضلون المصالح على العداء المجاني، و تربطهم مع دولة الاحتلال عديد المصالح في الأطلسي على الخصوص، لهذا لا يسعنا غير الدعاء للمقاتلين في جبهات النار بالنجاة حتى لا يقعوا في مصيدة المسيرات التي نصبها المحتل لجيشنا الشعبي.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد