Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

فرار الجنرال “ناصر الجن” ينذر بعشرية سوداء جديدة …. و حديث عن لجوءه إلى العدو المغربي عبر الصحراء الغربية

بـقـلـم : بن بطوش

      من طرائف ما يُحكى أن صاحب سيرك مات له فيل و ظل يبكي عليه طوال النهار بحرقة، فاجتمع حوله أصدقاءه ليواسوه في مصابه، و يهونوا عليه فقدانه للفيل الذي كان يحبه، لكنهم صدموا عندما شرح لهم أسباب حزنه؛ إذ قال لهم بأن بكاءه ليس بسبب موت الفيل ، بل   بسبب تفكيره في الحفرة الكبيرة التي يجب عليه حفرها ليدفن فيها الفيل و كم ستكلفه من المال و الجهد و الوقت؟؟؟ …. و أظن حال “شنقريحة” في  هذه الأيام يشبه تماما حال صاحب السيرك الذي مات له الفيل، بعد فرار الجنرال القوي داخل الجيش الجزائري، “ناصر الجن“…

      لكن قبل مواصلة نقاش موضوع الفرار الغامض لـ “الجن”، دعوني أعرج على تفاصيل بعض الأحداث التي لها ارتباط بما يقع للنظام الجزائري؛ ذلك أنه عندما خاطب  مؤخرا “عمار بن جامع”، السفير الجزائري بالأمم المتحدة، دول العالم تحت قبة مجلس الأمن، و هو يقول أنه يريد تقديم الاعتذار من سكان غزة عن فشل النظام الجزائري و الأنظمة العربية و معها المنظومة الدولية في إيقاف الإبادة التي توشك أن تنهي العرق الغزّاوي…، تساءل المواطن الجزائري عبر الحسابات بخيبة أمل قائلا : باسم من يريد “عمار بن جامع” الاعتذار؟… هل باسم العرب جميعا؟… ، أم باسم “النيف الجزائري” الذي اشتم رغبة “نتنياهو” في توسيع دائرة الحرب باستهدافه القافلة البحرية في تونس…؟ أم باسم الرئيس “عبد المجيد تبون”؟…، الذي ادعى يوما أنه يتابع القضية الفلسطينية بشكل شخصي، و أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، و إن كنا نراها دوما مظلومة و نتمنى أن نراها و لو لمرة واحدة ظالمة…، و تذكرت و أنا أعاين هذه التساؤلات و أحاول الإجابة عليها، ما كان يقوله الرئيس “تبون”، بأن الجزائر لن تتخلى عن الصحراويين و عن حقهم في تقرير المصير، و أظن أن “عمار بن جامع” سيكون عليه في أكتوبر القادم أن يعتذر مرة أخرى لكن هذه المرة للشعب الصحراوي… !!

      نترك حسرة “بن جامع” في مجلس الأمن و اعتذاره للغزاويين عن ما نكث به الرئيس “تبون” من وعود عنترية…، و نفتح ملف الحرب الإعلامية القذرة بين المحتل المغربي و الحليف الجزائري، و التي نحن الشعب الصحراوي و قضيتنا جزء منها و من أهوالها، و لا أبالغ إن قلت أنها حرب مرعبة و غير أخلاقية، و توظف فيها كل الأساليب دون رحمة، لدرجة أن الحليف عند تأسيسه لحساب “جبروت”،استهدف بسلاح الإشاعات كبير الأمنيين المغاربة، و كان يظن أن مجرد القيام بتسريبات على التطبيق الروسي تيليغرام و نشر أخبار مجهولة المصدر و الاعتماد على  مغاربة معارضين  بالخارج للترويج لها  و محاولة تأكيدها…، ستُدمر  سمعة رجل  عرف كيف يصنع لبلاده تاريخا أمنيا تتسابق دول الصف الأمامي لاستلهام أساليبه، و ستُؤلب عليه الرأي العام في بلاده.

      لكن كل هذه المناورات نسفها “عبد اللطيف حموشي”  بخطوة واحدة عندما ظهر داخل ملعب كرة قدم يعج بعشرات الآلاف الجماهير، و نحن نعلم  أن جمهور كرة القدم  يصعب التكهن بردات فعله و لا يُثنيه شيء عن كيل الشتائم وترديد الشعارات لإرسال البرقيات إلى المسؤولين من المدرجات …، حضوره للملعب كان بمثابة استفتاء حول مصداقيته الأمنية، حيث تعالت أصوات الجماهير بالهتاف باسمه و تدافع من كانوا قريبين منه لمصافحته و تحيته…، بينما هو يتجول دون حراسة و دون أن يضطر للباس واقي للرصاص كما يفعل القادة في دولة الحليف عند اتصالهم بالشعب الجزائري أو خلال الاجتماعات الأمنية المغلقة…. فكان الإحباط عظيما لدى القيادة الجزائرية التي حركت كل شيء و جيشت بلدا بأكمله لتدمير سمعة رجل واحد، لكنها عجزت عن ذلك، ليقرر النظام الجزائري تغيير البوصلة نحو مفتش المنطقة الجنوبية للجيش المغربي و قائد الجيش، “محمد بريظ”، حيث بدأ الإعلام و الصفحات و الحسابات في الترويج على كل المنصات بأن  هذا الأخير متورط مع القيادات الإماراتية ضد مصالح بلده، و أنه قد فر إلى الإمارات بعد انكشاف أمره…. ليتفاجأ الجميع بمشاهدته في الإعلام المغربي و على الصفحات الرسمية للجيش المغربي، و هو يقوم بتكريم أسر قدماء الجنود.

      و كان الإحباط مرة أخرى هو مصير الخطة الإعلامية للأجهزة السرية في دولة الحليف، و لن أقول بأنها غبية لأنها جزء من الحرب الإعلامية و إن فشلت، لكن الخطير هو أن الإعلام في فرنسا و عدد من المعارضين الجزائريين، قالوا بأن الجنرال القوي داخل الجيش الجزائري “ناصر الجن” و الذي أقيل قبل أسابيع و وضع رهن الإقامة الإجبارية من طرف قائد الجيش “سعيد شنقريحة”، قد فر إلى وجهة لا يعلمها أحد… و ليس كما قالت الحسابات المغربية بأنه فر إلى إسبانيا عبر “البوطي” في قارب غير شرعي، لأن “ناصر الجن” ليس بهذا الغباء ليهرب تحت انظار البحرية الجزائرية، و يكون هدفا للدوريات البحرية للدولة الاحتلال المغربي و إسبانيا.

      و بينما الجميع منشغل بقصة الهروب الهوليودي للجنرال “ناصر الجن”، أعلنت حسابات موريتانية أن الجيش المغربي قام بإنزال كبير لقواته خلف الجدار، و أن المنقبين و الرعاة الموريتانيين شاهدوا مروحيتين عملاقتين من طراز Boeing CH-47 Chinook و هما يُنزلان عددا كبيرا من القوات الخاصة commandos ، و تم تغطيتهم بحزام ناري كثيف حجب رؤية تفاصيل العملية، التي نقلت صفحات موريتانية على أن العملية كانت نوعية، و رجحت فرضية  اعتقال مهربين و تجار مخدرات، و أنه  قد يكون خلالها  جرى أسر عدد من المقاتلين الصحراويين، و  قد يكون بينهم ضباط جزائريون… و هنا بدأ الأحجية تتفكك.

      المعطيات تقول – حسب الإعلام الفرنسي-  بأن “ناصر الجن” لم يصل إلى أوروبا و لا أثر له في إسبانيا، و أن قصر المرادية يتمنى وصوله إلى إسبانيا ليُفعِّل اتفاقية تبادل المطلوبين للعدالة، كما فُعِل في ملف الدركي “محمد عبد الله”، و الجنرال الهارب أذكى من أن يستخدم قوارب الهجرة السرية كما فعل سابقوه، لأن تكرار  هذا الاسلوب في فرار العديد من القيادات العسكرية الجزائرية جعل الأجهزة السرية الجزائرية تزرع عملاء لها بين شبكات الهجرة و البحارة،…. و الجنرال “ناصر الجن” أحد مبدعي فكرة زرع العملاء لتجنيد الشبكات عند الضغط على إسبانيا…، و أن الذين تكلفوا بهروبه لن يتجرؤوا كذلك على أخذه إلى الحدود الليبية بسبب التواجد الكبير للقوات الجزائرية التي تتوقع الغدر من”خليفة حفتر”، و لا يمكنه الفرار  كذلك عبر الحدود التونسية حيث نشرت الأجهزة الأمنية صور الجنرال و تطالب به حيا أو ميتا،  و تونس “قيس سعيد” ستكون في غاية السعادة لو تمكنت من القبض عليه لتعويض النظام الجزائري عن ما حصل في أزمة تهريب “أميرة بوراوي” من تونس إلى فرنسا،… و لا يمكن له الهروب عبر مالي و النيجر، حيث تراقب القوات الجزائرية كل التفاصيل بسبب تواجد مرتزقة “الفاغنر” و رغبة مالي في الانتقام من التجاوزات الجزائرية،… و أن الحل الوحيد لهروبه هو عبر التراب الموريتاني أو الصحراء الغربية.

      الرواية الأقرب أن الجنرال الهارب من النظام الجزائري استعان بمهربي المخدرات و عدد من الصحراويين العارفين بخارطة الجنوب الغربي للجزائر و بطرق الصحراء الغربية، و تم التخطيط للمغامرة بنقله عبر الأراضي المحرمة، مستعينين بتمويه صحراوي يصعب رصده من طرف المُسيِّرات،… لكن الحقيقة أن الجنرال الهارب متزوج من مغربية و قد يكون قد خطط لهروبه بتنسيق مع مخابرات الرباط …، فلو أن الرواية الموريتانية صحيحة و أن العملية العسكرية كانت من أجل اعتقال مهربي المخدرات، لكانت الرباط اعتمدت على المُسيرات و أحرقت القافلة ببضع صواريخAGM-114 Hellfire غير المكلفة، دون المغامرة بإخراج قوات خاصة مع احتمال حصول اشتباك عسكري، لكن وجود صيد ثمين داخل القافلة التي كانت تعبر الأراضي المحرمة، هو ما دفع بالجيش المغربي للخروج في عملية عسكرية كبيرة من أجل اعتقال هدف يستحق المغامرة أو تسلم هدية  ثمينة لا تقدر بثمن… و إن كان فعلا “ناصر الجن” قد التحق بالرباط سيضطر النظام الجزائري إلى إنفاق الكثير من المال و الوقت و الجهد لتغيير استراتيجياته الاستخباراتية و التضحية بعملاءه…  !!.

 

        

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

        

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد