Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

عملية استهداف القيادي العسكري ”الداه البندير” تعصف بكل الخطابات عن جاهزية الجيش الشعبي الصحراوي

بـقـلـم : حـسـام الـصـحـراء

         في أول رد رسمي أمريكي على الغارة الجوية التي استهدفت قائد الدرك الصحراوي داخل المخيمات “الداه البندير” بسلاح “يعني”، نشرت جريدة “التايمز” الأمريكية المقربة من البيت الأبيض نقلا عن مسؤول أمريكي كبير، “أن واشنطن تدعم المغرب في أي تحرك عسكري ما وراء الجدار الأمني في الصحراء المغربية و أن ذلك يعد دفاعا شرعيا”…، هذا الخبر المقدمة…، نهديه لقيادتنا التي تنتقص من الأحداث الكبرى التي جثمت على قلوبنا كشعب ينظر إلى مشروعه الوطني ينهار بقهر، و تهون علينا بقولها أن الاعتراف الأمريكي هو مجرد تغريدة للرئيس السابق “دونالد ترامب”، على جدار حسابه بتويتر، و أن تلك التغريدة لا أثر لها قانونيا و سياسيا و دبلوماسيا…، اليوم نشهد كرأي عام صحراوي و كصوت حر أن قيادتنا أخطأت التقدير و أن الرئيس الحالي “جو بايدن” ماض في نفس التوجه و يؤكد ما جاء في التغريدة  – الاعتراف.   

         أجدني مرة أخرى مضطرا لفتح جرح استشهاد “الداه البندير” الذي لا يزال صداه يهز قلوبنا، لأن قضية هلاك الفيلق الذي كان ضمنه قائد الدرك الصحراوي، جعلت المعارك تنتقل من ساحة الحرب في نقاط الاشتباك مع المحتل إلى قلب “الشهيد الحافظ”، و جعلت الوضع داخل المخيمات  يعيش على وقع الإثارة، و توشك أن تقلب أرض اللجوء رأسا على عقب، و تدق إسفين التشرذم بين البيت الأصفر و كبار القادة العسكريين و ستزيد حتما الشرخ بين البيت الأصفر و المقاتلين، هذه الفوضى الموشكة لن تسمح للبيت الأصفر برتق الهوة مع الشعب الصحراوي الذي قدر له أن يعيش التيه و الشتات و اللجوء المذل، و أن يدفن غرة أبنائه بعيدا عن الوطن في شعاب و خلاء اللجوء الموحش، و بدل أن يكون صراعنا على الاستقلال أصبحنا نصارع لإثبات أن ثمة حرب و أن ما حصل من هزائم لم يكن عن قصد… لقد أبعدتنا هذه الحرب عن أهدافنا و أضافت هما جديدا إلى همومنا.

         فآثار هذه الحرب بدأت ترتد إلينا، و يؤكد هذا الأمر تلك المراسلات التي توصل بها هذا الموقع الحر، من جنود مرابطين شاركوا في معارك سابقة ضد جيش الاحتلال و نجوا بأعجوبة من نيران مدفعيتهم، و نقلوا لنا رواية فضيعة عن المعارك التي تدار من جانب الجيش الصحراوي بعتاد سبق و وصفناه في بـ “العتاد الأعمى”، بسبب بدائيته، و آخرون رووا لنا تفاصيل ما جرى في القصف الذي استهدف فيلق “الداه البندير” و تسبب في استشهاد نخبة الجيش الصحراوي، تلك الروايات المأساوية تحكي كيف تدفع القيادة بخيرة الشباب إلى أم المهالك و هي تعلم أن فرص عودتهم من جبهة القتال ضئيلة، حيث المحتل استبق الأحداث و مدد جداره العسكري و أدخل كل المناطق المحررة في مدى نيران مدفعيته، و أصبح لا يبعد عن الحدود الجزائرية إلا بثلاثة كيلومترات، و يمكن مشاهدة جنوده و ترسانته بمنظار من داخل المخيمات.

         و يؤكد المقاتلون في روايتهم أن القيادة أصبحت تجد صعوبة بالغة في إقناع المقاتلين بالتوجه إلى الأراضي المحررة، بعد استهداف المسيرة لفيلق “الداه البندير” و صمت القيادة عن الشهداء و عدم مطالبتها بالأسرى الذين اقترب عددهم من الـ 100، و أضافوا أن الجيش الصحراوي تنتابه حالة من الخوف و الشك، و أصبح المقاتلون يرفضون المرور من المناطق العازلة، و أصبح المقاتلون يشترطون المرور عبر الأراضي الموريتانية، لكن نواكشط هي الأخرى كانت قد قررت إغلاق شمالها، و تحويل جميع المناطق الحدودية مع الجزائر و الصحراء الغربية، إلى مناطق عسكرية مغلقة و محرمة على عناصر جيشنا الشعبي…، و كأن هذه الحرب التي ورطت قيادتنا الجيش الصحراوي في آتونها تحولت إلى مصيدة عظيمة للجي الشعبي الصحراوي، و تكاد تصطاد المقاتلين الصحراويين في صمت رهيب دون أن يعرف العالم أن ثمة معارك.

         نحن الآن لم يعد يهمنا تفاصيل ما جرى، و إذا ما كانت تلك العملية التي أدت إلى استشهاد قائد الدرك الصحراوي مجرد حادثة حرب ناتجة عن ضعف البصيرة و سوء التخطيط و رداءة العتاد، أم فعلا القيادة ضحت بنخبة الجيش الصحراوي لتتحكم في الكاريزمات القيادية، و لكي تخيف من بقي داخل البيت الأصفر، خصوصا و أن الحديث أصبح يخرج إلى العلن عن خلاف بين الأخ القائد “إبراهيم غالي” الذي اختفى عن الأنظار منذ حادث استشهاد “الداه البندير”، و “محمد لمين ولد البوهالي” الذي رفض مرافقة القافلة إلى تيفاريتي و أن الخلاف تحول إلى مشادات كلامية…، و أن الهجوم المأسوي الذي تعرضت له القافلة العسكرية زاد من حدة الخلاف الذي تحول إلى تبادل اتهامات بين القادة.

         لكن ما يهمنا نحن هو التأثير النفسي الذي خلفته الحادة المأساوية الخاصة بفيلق “الداه البندير”، على الجنود بالجيش الشعبي الصحراوي، و حتى على الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة و بالمخيمات، و كيف يمكن للقيادة الصحراوية أن تعيد إقناع المقاتلين بحمل السلاح و التوجه إلى النقاط الملتهبة بالقرب من الجدار العسكري لجيش الاحتلال، هنا نفتح قوس النقاش عن المقاطع المصورة تنشرها القيادة الصحراوية على الحسابات التابعة للبيت الأصفر و تعممها على الهواتف…، كان آخره مقطع لمقاتل صحراوي يخبر الشعب الصحراوي قبل إطلاقه لصاروخ من نوع “كراد” المتخلى عنه في الجيوش الحديثة، بأنه سيطلقه لأجل سواد عيون مناضلة الستريبيزم “سلطانة خيا” في مدينة بوجدور المحتلة، صورة الصاروخ و طريقة إعداده للإطلاق و حتى لحظة إطلاقه بإستخدام خيط كهربائي موصول بالشاحنة تظهر مدى بدائية جيشنا، و عدم انضباطه و تخلف ترسانته، و ضعف تكوين عناصره.

         القيادة في عملية ترويجها لهذا المقاطع و تعميمها إعلاميا، تكون قد أضافت إلى الشعب الصحراوي مأساة نفسية تدعم ما سبق من مآسي و أوجاع، لأن المواطن الصحراوي يكفيه اليوم النقر على هاتفه الذكي كي يحصل على المقارنات، و يتعرف على وضعية الجيوش و يميز المتفوق من المندحر…، و برؤيته لترسانة الجيش الشعبي الصحراوي المتأخرة و أسلوب المقاتلين المثير للسخرية و غير المحترف في تعاملهم مع تلك الترسانة، و كأننا مليشيات متمردة أو مرتزقة في حرب لا تعنينا و لسنا جيشا نظاميا، مقارنة مع ما يكشف عنه المحتل في المناورات و التمارين العسكرية التي كان أخرها ما نشر عن مناورات “مصافحة البرق” مع الجيش الأمريكي، و الذي ليس غير الجزء المكشوف من الجبل الجليدي، فإن القيادة تمنح بذلك للمحتل فرصة ذهبية للتعرف على ضعف ترسانتنا العسكرية و الإمعان في إذلالنا.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد