الصورة ليست من قصف ليلي روسي لإحدى قرى أوكرانيا، بل هي من المخيمات التي عادت لتهتزّ مرة أخرى على وقع أعمال تخريب و مواجهات دامية استمرت طيلة يوم 05 ماي 2022 بمخيم العيون، و ظل لظاها متقدا إلى غاية فجر صبيحة يوم 06 ماي 2022، وسط أخبار عن سقوط جرحى و و إطلاق رصاص و تخريب عدد من الممتلكات من بينها إحراق سيارتين، و ذلك بسبب مواجهات بين عصابتين للاتجار في المخدرات، يتزعم إحداها المسمى “هدي ولد أبا ولد لحزام ولد هندود”.
فقد نشرت عدة حسابات صحراوية داخل المخيمات و من إسبانيا مشاهد جد مروعة و مخيفة لنيران أضرمت في المساكن و السيارات و مؤسسات و تجهيزات الدولة الصحراوية…، و خلفت حالة من الدمار و الرعب في النفوس، في غياب تام لأجهزة الأمن، خصوصا عناصر الشرطة الذين تخلفوا عن القيام بالمهمة المنوطة بهم في مثل هذه الأحداث، بسبب أنهم كانوا في إضراب منذ 30 أبريل 2022 احتجاجا على عدم توصلهم برواتبهم للاشهر الثلاثة الماضية.
و ذكر النشطاء صحراويون على حساباتهم، ممن عايشوا الوضع الرهيب لهذا الإنفلات الأمني ، أن الأمور أصبحت مخيفة جدا و مثيرة للهلع داخل المخيمات التي كانت إلى الأمس مصدر الفخر و العزة، و هي اليوم مصدر الخوف و القلق و الأحزان، في غياب تام للسلطات الأمنية و لجهاز الشرطة الذي خرج من الخدمة منذ حوالي الشهر، بسبب عدم توصل أفراده بمستحقاتهم المادية، و أن الجيش أيضا خارج الخدمة بسبب الغضب من قرار الحرب و إرسال الجنود إلى أم المهالك دون غطاء، و إهمال المصابين و أسر الشهداء و عدم قدرة الدولة الصحراوية على استرجاع جثامين من سقطوا في أرض الشرف بالأراضي المحرمة، و أيضا بسبب تجاهل البيت الأبيض للأسرى الذي سقطوا بين أيدي الجيش المغربي، فيما تفضل قيادتنا إنفاق الأموال على أبناء القيادة في أوروبا، و نفخ أرصدة مناضلي الأراضي المحتلة الناعمين برغد الحياة في كنف المحتل، أو الإغداق بكل كرم على نضال العاهرات اللائي يحصلن في كل رفع فوق الأسطح للعلم الطاهر بأيديهن النثنة، على حوالة في حسابات سرية بإسبانية بقيمة 5000 دولار، حسب رواية مناضلين غاضبين من القيادة.
و أضاف النشطاء في تدويناتهم المستهجنة للوضع، أن ما يحدث هو نتيجة حكم الأوليغارشية الفاسدة، التي تبدد كل سنة ما يعادل الميزانية السنوية للدولة الموريتانية، دون أن تحقق التوازن المؤسساتي المطلوب، و قالوا أن تلك الأحداث كان فيها ثلاثة أطراف، و هم عصابات المخدرات، و بلطجية النظام، و البعض من العناصر الأمنية التي لم تحصل على مرتباتها، و أن الدافع المحرك لكل هذا هو المقال الذي نشره وزير الواتساب، “البشير مصطفى السيد”، و الذي قال فيه أن “بيدرو سانشيز” و “إبراهيم غالي”، كلاهما ينفردان بالقرارات المصيرية لبلديهما، و أنهما نموذجا هذه الأيام للتجرؤ على الصديق و إسقاط الرفيق من الحساب و لكن الانبطاح أمام الخصم والهروب من محاربته واستبدالها بالمناوشات والمراوغات الداخلية هو ديدنهما.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك