خلال مؤتمر رقمي و من دون سابق إنذار، صدر عن “جون بولتون”، أحد الوجوه الأمريكية الداعمة لقضيتنا الوطنية، و الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لمدة قصيرة في عهد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، تصريح خطير و مفاجئ ، يؤكد بأن الإدارة الأمريكية الحالية “لن تعمد إلى سحب اعترافها بمغربية الصحراء، و أنها ماضية في تزكية الوضع القائم و ستدعم كل المخططات التي تقترحها الرباط و في مقدمتها الحكم الذاتي”.
هذا التصريح لم يفاجئنا كطاقم إعلامي لأننا نتعامل مع الأحداث بواقعية مهما كانت مؤلمة، لكنه نزل كقطعة ثلج على القيادة بالرابوني، لسببين؛ أولهما أنه كشف عن الكذب الذي كانت تروج له بكون الإعلان الأمريكي مجرد تغريدة لرئيس غادر منصبه بعد أسابيع قليلة، و ثانيهما أن خروج مثل هذا الكلام من فم “جون بولتون” يعني أن كل المحاولات باءت بالفشل، على اعتبار أن هذا الأخير أحد أبرز الداعمين من صقور البيت الأبيض للشعب الصحراوي في كفاحه ضد الاحتلال، و كان من الأوائل الذين عبروا عن تنديدهم بهذا القرار الأمريكي.
لذلك فهذه الخرجة الإعلامية هي أشبه بدعوة جميع الأطراف للقبول بالواقع الذي أصبحت عليه القضية الصحراوية، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب” بأنها جزء من تراب المحتل المغربي، و توزيع توصيات في نفس الموضوع على جميع المكونات الدبلوماسية الأمريكية العاملة بمختلف بقاع العالم، و تعميم القرار الأمريكي على أعضاء الأمم المتحدة و مجلس الأمن.
هذه التصريحات لم ترد القيادة الصحراوية ولا الجزائرية، ولم يخرج منهما أي تعليق حول الموضوع، لكنها تسببت في حالة من الاضطراب داخل البيت الأصفر، إذ بعثر “جون بولتون” كل أوراق القيادة التي راهنت عليه منذ وصول الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب” إلى الرئاسة بواشنطن، مما يؤكد أن القوة الأولى في العالم لا تفكر أبدا في خيار الحياد الإيجابي أو السلبي، بل تنزل بكل قوتها الدبلوماسية و السياسية و العسكرية لترجح كفة الرباط في ملف الصحراء الغربية.
و يعتبر “بولتون” أحد أهم الوجوه التي تدافع عن القضية الصحراوية و دعمت المواقف المؤيدة لها، و هو يعتبر رأس اللوبي الجزائري في أمريكا، و بعد تعيينه من طرف الرئيس الأمريكي “ترامب” كمستشار للأمن القومي الأمريكي، استبشرنا جميعا قيادة و شعبا و دبلوماسية داخل المخيمات و بالأراضي المحتلة من تواجده قرب الرئيس الأمريكي، إلا أنه سرعان ما تم إقالته من طرف الرئيس الأمريكي الأسبق و إبعاده عن البيت الأبيض، و باقي الأحداث الجميع يعلمها و يعلم كيف جرى الاعتراف الأمريكي الذي أدخلنا في مرحلة الشك الكبرى، ليعلق أحد المدونين الصحراويين على التصريح بالنكسة الكبرى و ضياع أموال الشعب الصحراوي التي أنفقت في غير محلها.
عن طاقم “الصحراء ويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك