”بن سديرة”: من ”طَحَّان” في مجزرة ”بوطلحة” إلى مرتزق إعلامي يعبث بالحراك و المؤسسات الجزائرية و القضية الصحراوية… !!
بـقـلـم : بن بطوش
سنة 1979 أطلقت مجلة عالمية لقب “أذكى رجل في العالم على الفيزيائي “ريتشارد فاينمان”، و عندما اطلعت والدته على الخبر قالت لمن كان معها :”إذا كان هذا أذكى رجل في العالم فأنقذنا يا رب”… و اليوم و نحن على شفى الإفلاس النضالي لقضيتنا الوطنية بعد أن استنفذت قيادتنا كل أوراق اللعب بعقول الشعب و ما بقي لها غير إعلان فقدان الأمل، توصلنا على هذا الموقع بمراسلات تخبرنا أن رجلا خارقا من الحليفة الجزائر قرر الدخول إلى معترك الصراع الصحراوي ضد الإحتلال المغربي، و أن هذا الخارق الذي جاء ليرجح الكفة الصحراوية و يجعلها تميل كل لصالح استقلال الوطن، هو العميل السري الجزائري الأكثر شهرة “سعيد بن سديرة”… !!!
و بعد اتصالات تأكدنا من صدق الخبر، و أبلغتنا بعض المصادر الموثوقة من وزارة الأرض المحتلة و الجاليات أن الرجل انخرط بالفعل في العمل النضالي بالأرض المحتلة و أصبح أحد الدعائم الإعلامية للفروع الثورية و الفعاليات الحقوقية العلنية و السرية الصحراوية، و أن الترويج له قد بدأ بين صفوف المناضلين بالمدن المحتلة عبر وصفه أنه شديد الاختراق و التأثير مثل أشعة “غاما”، و يستطيع اختراق الجدران و النفاذ إلى الأماكن الأكثر سرية….
لكن بعد الإطلاع على سيرة الرجل و مساره الدراسي و المهني و كمية الأماني المعلقة عليه من البيت الأصفر المفلس…، تضرعنا إلى المولى عز وجل بأن ينقذنا منه و من خرجاته… !!!؛ فنحن على هذا الموقع الحر لا نضيع الجهد في جلد الرعاع و لا في مطاردة الساحرات، بل نحمل على كاهلنا الصحفي ثقل حركة إصلاحية – تصحيحية لمسار قضية شارفت على النصف قرن من سلك الدروب الخاطئة و الانحراف، حتى أصبحت الأهداف خلف ظهر أهلها و كل ما نستطيعه هو تحاشي الجدران حتى لا ننهي حلم شعب في ارتطام مجنون و غير أخلاقي مع التغيرات الدولية…
لكن مع وصول جيل جديد من المناضلين – المرتزقة من أجل تبني قضيتنا، أصبحنا ملزمين بأن نصحح للمواطن و نشير بالرأي على القيادة بالرابوني و ننبه الحليف إلى خطورة الأمر الذي يوشك أن يتحول إلى مصيبة عظيمة، بأن نضال الارتزاق يرفع عن قضيتنا المصداقية و يزيد من شرخ الصف الداخلي الصحراوي؛ فبالأمس القريب، كانت الاستعانة بنجم هوليود الفاجر “خافيير بارديم”، فقلنا لعل صيت الرجل الفني و شهرته العالمية تشفع له في أن ينال بعضا من قوتنا و مقدراتنا مقابل أن يعرف العالم عبر قضيتنا المنسية، أو كما يقول الإخوة المصريين “يالله… خلي العجلة تدور”، ثم بعدها استدعيت الجمعيات و المنظمات غير الحكومية من كل فج عميق، فقلنا هذا عصر حقوق الإنسان و زمن الحريات و لتكن حربا حقوقية مع المحتل المغربي للوصول إلى حقوقنا السياسية في الوطن، فحصلت تلك المنظمات على الحقائب و رحلت أو خف ضغطها و بقيت قضيتنا تراوح مكانها… خارج اهتمامات المنتظم الدولي..
و استعانت قيادتنا ببعض صقور مجلس الشيوخ الأمريكي، و بعد زيارات متكررة اكتشفنا أن كل ما جلبته الحليفة من ساسة أمريكا لقيادتنا كان مجرد عصافير نحيفة عصفت بها رياح العلاقات بين الرباط و واشنطن التي تهب كإعصار “كارولينا”…، فبقيت القيادة تحاول مع كبار العالم إلى أن نفذت حقائب الحليف و أفلس البيت الأصفر الذي قرر أخيرا التعاقد مع “سعيد بن سديرة”؛ الرجل الذي نبذه الشعب الجزائري و نبذته أسرته، و نبذه مناضلو الجزائر الموالين و المعارضين للنظام، بل حتى النظام نفسه أصدر في حقه مذكرة اعتقال دولية و حكمت عليه غيابيا بسنتين نافدتين.
لهذا أيها القارئ الكريم فإنني أشاطرك التساؤل الذي سأضعه للقيادة و أحملها وزر الإجابة عليه: “أليس بينكم عاقل يفتي بإبعاد هذا المنبوذ عن قضيتنا حتى لا يدنسها…؟، لأن سيرته تزكم المشاعر قبل الأنفاس، و يكفي ذكر اسمه في المجامع الجزائرية بأرض المهجر كي تنهي جلسة أخوية بين أبناء بلد الشهداء…
هذا الرجل المنبوذ و بعد البحث في سيرته علمنا أنه لم يكن يوما ضابط مخابرات و لم يكن يوما صحفيا كما يدعي…، و أن بداياته الأولى كانت كمرشد خلال العشرية السوداء، و كان يقود القوات الخاصة الجزائرية و يرشدهم إلى المنازل في القرى و المداشر التي تناصر أو تتعاطف مع “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” و “عباس مدني” التي فازت بأول و آخر انتخابات ديمقراطية في الجزائر، و كان يضع “بن سديرة” المرشد علامة حمراء على المنازل كي يتم اقتحامها و قتل من بداخلها من طرف القوات الخاصة التي كانت تجهل من يصدر إليها الأوامر…
و أكبر إبداعاته كانت في مجزرة “بن طلحة” التي لن ينساها الجزائريون، و بسبب ذلك الدور الخسيس طلب “بن سديرة” أن يكافئ ببطاقة الانخراط في “نادي الصنوبر”، فرفض حزب جبهة التحرير الوطني FLN منحه هذا الشرف، قبل أن يتم إقناع التجمع الوطني الديمقراطي RND بذلك، لتكون تلك البطاقة جوازه للولوج إلى عالم نادي حكام الجزائر.
بعدها… و لتفادي أي زلة للسانه و إبقائه منشغلا، عمد المشرفون على جهاز دائرة الاستعلام DRS إلى التخلص – بشكل تدريجي- من جميع المرشدين و العملاء و تم دمجهم في عدة مؤسسات لمراقبتها، فأرسل “بن سديرة” إلى جريدة “الشروق” حيث كان كبار المحررين و الكتاب الجزائريين و اشتغل بالجريدة لسنوات دون أن يخلف ورائه مقالا واحد يحسب له يحصل به على صفة صحفي، لكن الرجل – المرشد كتب مئات التقارير ضد الصحفيين و رئيس التحرير و ضيوف الجريدة..
و تضيف المصادر أنه خلال فترة عمله كانت الجريدة تعاني من نزيف حاد في الأطر، و حصلت بها أمور غريبة منها الاختفاءات و الاغتيالات التي طالت عدد من الصحفيين حتى الذين لا ينتمون للجريدة…. و مع التغييرات التي طالت مؤسسة الجيش و دخول الجزائر خلال عصر “بوتفليقة” مرحلة السلم و المصالحة الوطنية، بدأت الجزائر الجديدة تضيق حول طموحات “بن سديرة” خصوصا بعدما تعرضت زوجته للإهمال الطبي، خلال ولادة ابنته الأولى بسبب سمعته السيئة جدا، ليقرر الاستعانة بأصدقاء “نادي الصنوبر” من أجل الفرار إلى الخليج و هناك التقى بضابط بريطاني و عرض عليه خدمات التغلغل داخل المجتمع الخليجي و مده بالمعلومات، لكن سرعان ما تم طرده من الخليج ليفر من جديد إلى أوروبا.
و هناك بأوروبا أعاد ربط الاتصال بجهاز الاستعلامات الجزائري و عرض عليهم اختراق المعارضة الجزائرية مقابل استرجاع علاقاته مع هذا الجهاز و تمكينه من بطاقة صحفي، و بالفعل حصل على البطاقة و توغل بين المعارضين الجزائريين الذين سرعان ما تم تنبيههم من طرف ضابط المخابرات الجزائري اللاجئ بدولة اسكتلندا “كريم مولاي”، و الذي كان يستضيف زوجة “بن سديرة” و أولاده الذين تركوه لأسباب أخلاقية، و أخبروا “كريم مولاي” بكل أنشطة “بن سديرة” في أوروبا و بالاتفاق الذي جرى بينه و بين دائرة الاستعلام في الجزائر بقيادة الجنرال “طرطاق” الذي تخلى عنه بعدما كشفته المعارضة، و هنا عاد الخلاف بين جهاز الاستعلام الجزائري و المرشد “بن سديرة” إلى الواجهة.
تخيل أخي القارئ أن هذا الرجل الذي يخجل حتى الشيطان من صداقته، هو اليوم حصان المعارك الذي تعول عليه قيادتنا من أجل منازلة المحتل المغربي إعلاميا و نشر أخبار الحرب و القتال، و هنا سنذكر أنه هو نفس الرجل الذي استضافه الصحفي المنشق عن إعلام المحتل ” محمد راضي الليلي” يوم صرخ كالمجنون: “لقد دخلت قواتنا الصحراوية الباسلة مدينة السمارة المحتلة”…، و اليوم نحن من نصرخ بأن قيادتنا انتدبت لنا “حكواتي” من درجة “طحّان” كما يلقب في الجزائر بسبب جرائمه في العشرية السوداء… و من نقول أن على قضيتنا السلام.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك