رغم التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها مختلف مناطق الجزائر خلال ظهيرة الجمعة الأولى من شهر رمضان الكريم، و رغم الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، و تهديدات قوات الأمن عبر صفحات فيسبوكية مجهولة للمشاركين في الحراك بالسجن و الضرب و المتابعات، لثنيهم عن النزول إلى الشارع، إلا أن الشعب الجزائري حج بكثافة إلى النقاط المألوفة لديه و التي تعود على التجمهر بها بعد كل صلاة الجمعة من أجل الانطلاق في مسيرات تطالب بالإصلاح و إسقاط من يسميهم الحراك بـ “العصابة” بمختلف ولايات البلاد.
و قد ردد المشاركون شعارات و رفعوا لافتات تحتج على الصورة المذلة التي ظهر فيها قائد الجيش الجزائري، ” سعيد شنقريحة”، أثناء توقيعه على مجموعة من الاتفاقات مع قائد الجيوش الفرنسية “فرانسوا لكوانترا”، خلال زيارة هذا الأخير إلى الجزائر لأجل إقناع النظام بالمشاركة في الحملة العسكرية، التي تقودها فرنسا بكل من مالي و النيجر لإخماد التمرد و حماية مصالحها الاقتصادية بهذه الدول الإفريقية، فيما الجزائر، في شخص قائد الجيش ، وافقت على المشاركة عسكريا بإرسال 50 ألف جندي، دون تمرير القرار من مجلس الأمة الجزائري كما ينص على ذلك الدستور الجديد للبلاد.
و هاجم المشاركون في الحراك ذلك الاتفاق و نعتوا النظام بالعمالة و التآمر على الشعب الجزائري و طالبوا بإسقاط نظام “تبون” الذي يراه الحراك صورة نمطية لنظام “بوتفليقة”، و أنه قد يكون أشد ضررا من النظام المطاح به من طرف الحراك، و هتفت الجموع متوعدة النظام بالاستمرار في المسيرات حتى تنظيف قصر المرادية و إعادة السلطة للشعب الجزائري.
و تناقلت وكالة الإعلام الدولية هتافات الجموع في ساحة الشهداء بالعاصمة الجزائرية، “تحيا الجزاير …. تحيا الجزاير …. دولة مدنية ماشي عسكرية”، في إشارة إلى التأكيد على رفض الشعب الوصاية العسكرية للجيش الشعبي الجزائري، الذي يعتبره الحراك سبب كل الأزمات التي تمر منها البلاد، و خلال تصريحات قدمها عدد من المشاركين في الحراك لوسائل الإعلام الدولية أكدوا فيها على استمرار الحراك و رفع سقف المطالب إلى مستوى استقالة النظام الحالي، الذي يقوده تبون و يتهمه الحراك بالتسبب في إفلاس البلاد و عدم القدرة على إخراجها من الأزمة الاقتصادية، و أضافوا أيضا أن طوابير الحصول على المواد الأساسية في الجزائر ازدادت و أن المواطن لم يعش أزمة مثل التي يعيشها اليوم في ضل حكم النظام الحالي.
ملحوظة:
بهذا المقال الذي يحمل رقم 99 نختم سلسلة “الوضع الجزائري”، و قرر أعضاء طاقم الموقع مواصلة الكتابة عن مستجدات الساحة السياسية و العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية للحليف الجزائري، عبر مقالات بعناوين منفصلة، نظرا للتدعيات المحتملة لتلك الأحداث على القضية الصحراوية …. فتابعونا
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك