في الوقت الذي تتعالي فيه أصوات الحكومات العربية و الدول الإسلامية دفاعا عن مقدسات الأمة، بعد أن أجازت دولة السويد لبعض المتطرفين رخصة حرق المصحف الكريم على مرآى و مسمع من الإعلام الدولي، و بينما تواصل الدول الإسلامية سحب سفرائها من السويد و الاحتجاج على هذا السلوك المرفوض و المتطرف الذي يزيد من تزكية مشاعر الكره بين شعوب العالم، فقد فضل الأخ القائد “إبراهيم غالي” عدم التفاعل مع الحدث و اكتفى بمشاركة الشعب الصحراوي إحياء شعيرة العيد الأضحى المبارك دون أن يُبدي أي اهتمام للحدث المستفز لمشاعرنا كأمة إسلامية.
فقد أدى “إبراهيم غالي” صلاة العيد بين جموع اللاجئين، و ظهر ببزته العسكرية يتقدم القيادات التي اختفى جزئها الأكبر و لم يظهر لهم أثر خلال يوم العيد، بعدما غادر معظمهم باتجاه المدن الجزائرية هربا من لهيب الجو بـ “لحمادة” و تدهور الأوضاع الأمنية و المعيشية في الآونة الأخيرة، و استباقا منهم لأزمة الماء التي تعانيها المخيمات منذ زمن، خصوصا و أن الأمم المتحدة دقت أجراس الخطر، بعد تصنيفها منطقة اللجوء في تندوف ضمن حزام العطش الذي سيضرب بقوة عما قريب داخل المخيمات، خصوصا و أن الدولة الصحراوية و باقي مسؤولي البيت الأصفر المفجوع لم يظهروا أي تفاعل مع هذا الخطر، و لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب نتائجه الكارثية على اللاجئين الصحراويين.
ظهور الأخ القائد ببزته العسكرية و هو يحاول أن يجعلنا نعيش ظروف الحرب التي تدفع القيادة تكاليفها من أرواح المقاتلين، و محاولته اليائسة وسط المصلين لمواساة الثكلى و الأرامل و اليتامى، و كل من فقد حبيبا في هذه الحرب التي تورطت فيها قيادتنا، لم تخدم أهدافه و لم تحقق المسعى، خصوصا و أن الحسابات الصحراوية تجاهلت ظهوره باللباس العسكري، و عاتبته على عدم اتخاذ موقف مشرف ينتصر للإسلام ضد السلوك المتطرف لدولة السويد، التي تحاول اختبار مشاعر المسلمين قبيل عيد الأضحى، و تستفزهم بترخيص حرق القرآن الكريم أمام العالم.
و علقت الحسابات الصحراوية بأن الأخ القائد أضعف من أن يتخذ موقف ضد دولة السويد خوفا من ردة فعل هذا البلد، الذي قد يحرم البيت الأصفر من عطاءات الجمعيات الداعمة للمثلية و التي تجد في المخيمات مساحة لتصريف أمراضها المجتمعية و مشاريعها المدمرة للأسرة.
نفس الحسابات تفاعلت مع موقف الرباط التي نختلف معها جملة و تفصيلا، لكن يحسب لها موقفها بسحب سفيرها و استدعاء القائم بأعمال سفارة السويد في الرباط، و إبلاغه احتجاجها و رفضها هذا السلوك الذي وصفته الرباط بالهمجي… لكن بالمقابل لم تقدم الجزائر على التفاعل بنفس الحدة و اكتفت بالاحتجاج، فيما خطت الإمارات العربية نفس خطوات الرباط، و استدعت سفيرها و احتجت بلغة شديدة على الحكومة السويدية، مما يعطي الانطباع على أن الرباط و الإمارات العربية و باقي دول مجلس التعاون يمتلكون قوة و استقلالا في اتخاذ القرارات، و لهم غيرة كبيرة على مقدسات الأمة الإسلامية، و أن غيرتهم لم تتأثر بعد التطبيع مع إسرائيل، فيما يبدو أن الجزائر لا تزال تحت تأثير الغضب الأوروبي و تخشى من ردة فعله و ترفض إغضاب السويد، رغم قوة الشعارات في الإعلام الرسمي للحليف، و هذا يشرح أيضا سبب عدم تفاعل الدولة الصحراوية مع هذا الحدث الذي أوجع مشاعر الأمة الإسلامية.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”