حملة شرسة شنتها وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية، من بينها وكالة الأنباء الجزائرية، على نائب رئيس البنك المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “فريد بلحاج”، و اتهمته بفبركة تقرير مغاير و منافي للحقيقة و لا يعكس الأداء الاقتصادي الفعلي للجزائر، من أجل الإضرار بالمصالح العليا للبلاد، و تأكيدها على تأثر التقرير بالصراع الإقليمي بين الرباط و الجزائر….. كما نشرت وسائل الإعلام في الجزائر أيضا معطيات تظهر “فريد بلحاج”، الخبير المالي التونسي، كمقرب من النظام المغربي و يخدم الأجندات التي تسطر له في الخفاء، و أضافت وسائل الإعلام الجزائرية أن التقرير يتغاضى عن النواقص و العيوب الاقتصادية للبلاد الجارة للجزائر من جهة الغرب، و أن البنك يتعامل بودٍّ غريب مع الأزمة في المغرب و يخفض عينه عما يعانيه شعبها من مشاكل يومية في صراعه مع متطلبات العيش.
من جانبه البنك الدولي اضطر لنشر بيان على موقعه الرسمي يرد فيه على الحملة الإعلامية الجزائرية، حيث جاء فيه بأن المعلومات التي جاءت في العديد من المقالات الإخبارية للجزائر خلال الأيام الأخيرة، ردا على التقرير الذي أصدره البنك الدولي، تفتقر إلى الدقة وغير واقعية واعتمدت لغة غير مقبولة ولن يتم الرد عليها، حيث “اعتبر أنها لا تقوم على أية حجة ولا تشكل عنصر نقاش”، و أضف البنك الدولي في بلاغه بشأن الاقتصادي الجزائري: “أن التقرير تم إعداده بمنتهى الدقة من طرف مؤلفيه، وهم فريق من الاقتصاديين يعملون بمنطقة المغرب العربي”، مشيرا إلى “أن التقرير خضع لدراسة معمقة للجودة قبل نشره، إضافة إلى أنه اعتمد حصريا على البيانات العمومية، التي تظهر في قائمة المراجع التي اعتمدت عليها الوثيقة، أو على البيانات المقدمة من قبل سلطات الدول الأعضاء”.
و ختم البيان بأن “استنتاجات التقرير هي متناسقة مع البيانات الرسمية المتاحة حتى تاريخ إنهاء معطيات التقرير في 1 نونبر 2021″، وذكَّر أن “مجموعة البنك الدولي هي مؤسسة دولية للتنمية تتشكل من البلدان الأعضاء، ولها هدفان مزدوجان؛ هما القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك” في إشارة إلى الوضع الذي أصبح عليه المواطن الجزائري الذي يعاني من كثر الطوابير على المواد الأولية و نتيجة نذرتها.
و تجدر الإشارة إلى أن التقرير تسبب في أزمة ثقة بين الجزائر و شركائها الأوروبيين، و من نتائجه أن الصين أخذت بنصيحة خبرائها العاملين بالبنك الدولي و قررت تأجيل مشاريعها التي كانت تعتزم إنشائها في الجزائر، بما فيها استغلال مناجم “غار اجبيلات” لاستخراج الحديد، و كذا قامت بتغيير مسار خط طريق الحرير و إسقاط موانئ الجزائر من مساره، و تعويضها بالموانئ الأوروبية شمال المتوسط.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك