الأمم المتحدة تفتتح مكتب برنامج مكافحة الإرهاب بالرباط و الخوف من تصنيف جبهة البوليساريو حركة إرهابية
في خطوة غير مبررة عمدت الأمم المتحدة التي لا تزال تبحث عن مبعوث أممي لملف الصحراء، إلى استفزاز مشاعر الشعب الصحراوي و افتتاح مكتب محاربة الإرهاب و التدريب الإفريقي في الرباط، و ذلك بتزكية من قوى عالمية في مقدمتها أمريكا و بريطانيا و فرنسا و الصين…، و من المنتظر أن يتخصص المكتب في التنسيق العملياتي و الإستخباراتي و التدريب لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله سواء الحركات المتطرفة أو الكارتيلات التي تستثمر في عدم الاستقرار و تحاول زرع الرعب
اختيار الرباط لإنشاء هذا المكتب الإفريقي لم يكن اختيارا عشوائيا أو محاولة لتوزيع الأدوار، بل جاء بانتقاء، خصوصا و أن المحتل المغربي (و هذه شهادة يجب الاعتراف بها) قد نجح في تفكيك خلايا التنظيمات المتطرف خارج حدوده، و شارك في تأمين بلدان أوروبية من بينها إسبانيا التي أوقف كل أشكال التعاون الأمني معها بعد أزمة “بن بطوش” و فرنسا و هولاندا و تمكن من اختراق الجيش الأمريكي و تفكيك خلية بداخله، و هذا يؤكد قدرات الرباط الإستخباراتية و التي تشكل واحدة من الهواجس الكبرى للبيت الأصفر و قصر المرادية.
غير أن الإشكال ليس في تفكيك الخلايا و دور المكتب في تدريب القوات الإفريقية على مجابهة مخاطر حركات مثل “بوكو حرام” و “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي و المد “الداعشي”…، بل الأمر يهددنا كصحراويين بشكل مباشر، خصوصا و أن إعلان القيادة الصحراوية عودة الكفاح المسلح يوشك أن يجعلنا في أزمة و يتحول إلى حل مهلك للقضية الوطنية، و يضعنا أمام خيارين؛ إما التراجع عن الكفاح المسلح أو تصنيفنا كحركة إرهابية، و من السهل على الرباط تحقيق الوضع الثاني في ظل المتغيرات الدولية التي تخدم مصالحه.
و الدليل أن القضية الصحراوية تقف وجها لوجه أمام تحدي الإرهاب، عطفا على ما جاء في خطاب قائد أركان الجيش الجزائري “شنقريحة” بموسكو في مؤتمر الأمن و السلم، بقوله: “أن منطقة الساحل و الصحراء أمام خطر ظهور الجماعات المسلحة غير الحكومية”، و هذه زلة دبلوماسية – عسكرية يصعب غفرانها و إذا ما انتبه إليها العالم، مع حتمية فهم أن منطق القادة الجزائريين في تصنيف الإرهاب يختلف عن منطق باقي العالم، و أن القوى العظمى تعرف بأن النظام الجزائري يرعي جماعات مسلحة و تعتبرها جماعات إرهابية حكومية و تخشى الجماعات غير الحكومية، و أن الاجتهاد قد يقودنا لفهم أن تنظيمنا السياسي قد يعتبره النظام الجزائري حركة مسلحة نظامية ترعاها الحكومة الجزائرية، و بالتالي فلا أحد يستبعد إدانة تلك التصريحات و اعتمادها لتصنيف الجبهة حركة مارقة.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك