الصحيفة الألمانية ”تاغس شبيغل” تكشف علاقة إيران بالقضية الصحراوية و الدور الذي لعبه ”حزب الله” اللبناني
بقلم : القطامي
“من أعمالكم سُلِّط عليكم” …. مقولة شهيرة من خواطر العالم الجليل “ابن الجوزي” ؛ ذلك أنه يوما بعد يوم نتأكد كشعب صحراوي أن ما أصاب قضيتنا من ضرر بسبب القرار الظالم الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بخصوص اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، هو في نهاية المطاف نتيجة منطقية للأخطاء التي راكمتها قيادتنا الهرمة في السنوات الأخيرة بتنسيق مع نظام الحليف الجزائري، يبقى أبرزها التقارب مع دولة إيران.
فقد نشرت الصحيفة الألمانية “تاغس شبيغل”، مقالا تحليليا حول علاقة النظام الإيراني بالقيادة الصحراوية، و قالت بأن نظام طهران زود الجيش الشعبي الصحراوي بصواريخ أرض-جو، و دفع بقيادات عسكرية من “حزب الله” اللبناني التابع لها، للإشراف على تدريب المقاتلين الصحراويين، موضحة بأن إيران مستمرة في التوسع في إفريقيا، خصوصا في إفريقيا الوسطى والكاميرون وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، و حذت من هذه الإستراتجية التوسعية التي من شأنها الإضرار بمصالح الدول الغربية، وقالت إن قضية الصحراء الغربية هي مجرد مؤشر آخر للمجتمع الدولي من أجل التحرك لاستئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي.
مقال الجريدة الألمانية حمل في طياته الإجابة الأكثر منطقية للقرار الأمريكي المفاجئ بخصوص الصحراء الغربية، حيث سبق للمسؤول الإسرائيلي، “دوري غولد”، وهو رئيس “المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية”، ومدير عام وزارة الخارجية وسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة سابقا، أن كشف لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أسباب الاعتراف الأمريكي للرباط بالسيادة على الصحراء الغربية، و علاقته بمسألة التطبيع، حيث قال بأن المغرب عرض في سنة 2018 وثائق إيرانية رسمية، تثبت قيام طهران بتسليح وتدريب البوليساريو بمساعدة حزب الله، وضمن أمور أخرى، تلقى عناصر البوليساريو صواريخ كتف ضد الطائرات، مثل “سام9″ و”سام 1”.
وتابع المسؤول الإسرائيلي قوله بأنه نتيجة لذلك قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران، و أن هذه الأخيرة استخدمت سفاراتها في الجزائر لتوثيق العلاقات مع جبهة البوليساريو، و أن نفس الخطة اتبعتها طهران للتسلل داخل القارة السمراء عبر تقديم الدعم العسكري لحلفاء محتملين، موضحا بأنه في النصف الثاني من سنة2019 ، توصلت الأمم المتحدة بصور سلاح قيد الاستخدام من طرف جيش “خليفة حفتر” في ليبيا، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات أنتجت – حسب الخبراء- في إيران، كما عملت إيران تشيع السنة الأفارقة و اختتم المسؤول الإسرائيلي تصريحاته بأن التقارب بين إيران و جبهة البوليساريو هو ما أنضج فكرة اعتراف “ترامب” بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، و أن القرار اتخذ على أعلى المستويات داخل الدولة العميقة للولايات المتحدة، أي البانتاغون و اللوبيات المتحكمة في التوجهات الخارجية.
لذلك يتبين من خلال سبق بأن ما حاولت القيادة الصحراوية الترويج له على كون الاعتراف الأمريكي مجرد صفقة تطبيع مع إسرائيل، هو ادعاء غير دقيق للأمور يحكم على الظاهر و يتناسى الباطن؛ لأن العلاقة بين المحتل المغربي و إسرائيل لم تنقطع يوما و كانت دائما مستمرة و متواصلة على الأقل من خلال اليهود المغاربة بإسرائيل، لأن السبب للقرار هو الخطأ الاستراتيجي القاتل الذي وقعت فيه الجزائر و معها القيادة الصحراوية من خلال قبولهما التحالف مع إيران ….. أكبر عدو لأمريكا منذ الثورة الإيرانية.
إبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك