اهتزت مدينة السمارة المحتلة ليلة الأحد 07 فبراير 2016، على وقع جريمة قتل بشعة بواسطة السلاح الأبيض، راح ضحيتها الشاب “المحجوب محمد سالم البشير احمدة”، البالغ من العمر رحمه الله حوالي 15 سنة، بعد تلقيه لطعنات قاتلة من شاب صحراوي آخر يكبره بقليل على خلفية مشاداة كلامية تافهة.
و أمام هذه الفاجعة فلا يسعنا نحن “كتائب سيدي احمد حنيني” إلا أن نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان… وإنا لله و إنا إليه راجعون.
هذه الواقعة الخطيرة هي في العمق نتيجة طبيعية لحالة الضياع و التشرد و اللاانتماء السياسي والفراغ الروحي و الإيديولوجي الذي يعاني منه جل الشباب و المراهقين الصحراويين،الذين يتم تجنيدهم في سن صغيرة دون وجه حق و دون مراعاة لأبسط حقوق الطفل و لا لحالتهم النفسية من طرف مرتزقة النضال بالسمارة الحبيبة، والزج بهم في مواجهات مع قوات القمع الغربية، دون تأطير سياسي .
فبحكم صغر سنهم يسهل على ذئاب الارتزاق توظيفهم كحطب لانتفاضة الاستقلال، ليس خدمة للقضية الوطنية و لكن لقضاء مأرب شخصية إلى درجة أنهم أصبحوا مثل “كمبارس”، جاهز للاستغلال، وينعتون محليا ب”تركة لا بديل”، لأنهم لا يجيدون سوى ترديد شعار ” لا بديل لا بديل عن تقرير المصير”، و رشق شرطة الاحتلال بالحجارة مقابل بعض الدريهمات، يصرفها أغلبهم في شراء السجائر لتدخينها خلسة عن أهاليهم، أو لاقتناء المخدرات وماء الحياة بالنسبة لأولئك الأكبر سنا.
كثير من شبابنا وفتياننا الذين يجدون في الأمر لعبا وتسلية، أكثر منه حراك ميداني من أجل القضية الوطنية، لا يعلمون أن دخولهم في مواجهات غير متكافئة مع قوات الاحتلال، يخلف انعكاسات سيكولوجية خطيرة على نفسيتهم غالبا ما تؤدي بهم إلى الهذر و الفشل المدرسيين و بالتالي دخول عالم السرقة والمخدرات الذي هو غريب عن عادات و التقاليد الصحراوية.
إننا أصبحنا اليوم أمام جيل كامل من الشباب الصحراوي يتخبط في الجهل و غياب التربية الأسرية وغارق في كل مظاهر الانحراف و الجريمة في الوقت الذي تبقى فيه القضية الوطنية في حاجة ماسة بالدرجة الأولى لأجيال متعلمة و متكونة وسوية نفسيا.
ولا غرابة في ذلك إذا كان المسؤولون الحقيقيون على مثل هذه الجرائم هم من أراذل القوم و الجهلة و المرتزقة و القمارين و السكيرين، الذين وضعوا اليد على ساحة النضال من أمثال “لعبادة ولد ماه”، المسؤول الأول و الأخير عن الفشل و الهدر المدرسيين لأغلب التلاميذ الصحراويين الذين مروا من مقاولته التي يسميها “الحركة التلاميذية” و القمار “الكوخو” و السكير “لمهابة” و الفاسقة الفاشلة اسريا و اجتماعيا “نكية بوخريص” و ابي المعيز “فكو” وزير النساء “الناصري”….وغيرهم كثيرون.
هؤلاء الذين أجرموا عن قصد أو غير قصد في حق قضيتنا الوطنية ويجرمون اليوم في حق شبابنا وأطفالنا من خلال الزج بهم – دون تأطير سياسي – في الميدان، لتلميع صورتهم لدى القيادة وللرفع من أسهمهم في بورصة الارتزاق السياسي، ينتجون جيلا يؤمن بالعنف الجسدي واللغوي وتائها بين أحضان الانحراف والفشل المدرسي.
” كتائب سيدي احمد حنيني”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم