غريب أمر الإنتفاضة بالسمارة المحتلة والغريب هو تبني سياسة الهروب إلى الأمام المنتهجة من طرف مقاولي النضال بهذا الموقع الصامد، فبدل طرح الأسئلة العميقة وتشخيص واقع الحال المتأزم لمعرفة أسباب الفشل الذريع الذي أصبح سمة كل وقفة أو مظاهرة بالشارع ، إختار هؤلاء تبادل التهم و اتهام البعض بالعمالة و عدم الانضباط.
أين نحن من “النقد والنقد الذاتي” و “التحليل العلمي” و “طرح المشاكل بموضوعية” التي هي ثلاثة من مبادئ الثورة الستة عشر، التي يتضمنها “الكتاب الأحمر”…. أين نحن من النقد الذاتي لهذا الواقع والتحليل الموضوعي في أفق تجاوز هذا الوضع ؟ فالأمر يبدو مستحيلا لأن فاقد الشئ لا يعطيه في ظل تواجد مجموعة من المرتزقة والفاسدين والسكيرين والمنحرفين والساقطات وممن لفظهم مجتمعنا الصحراوي،الذين يبسطون سيطرتهم على ساحة النضال.
فهم مجموعة من الحالات السيكوباتية التي وجدت في النضال مجالا لتصريف عقدها النفسية عبر محاولات إثبات الذات من خلال تحكمهم في أمور النضال بالسمارة المحتلة … حالات قابلة للتحليل النفسي و الاجتماعي في ظل تواري الكثير من المثقفين و المناضلين الشرفاء الذين فضلوا الانسحاب في صمت إلى الخلف و الاكتفاء بالمتابعة مطبقا بذلك “لا تناضل بجانب منحرف حتى لا يخلط المحتل بينكما”.
فكيف لأشخاص فاشلون في تربية أبناءهم تربية حسنة، كـ “أبي المعيز فكو لبيهي” أن يحظى بثقة القيادة، وكيف لشخص لا تهمه سوى مصالحه الشخصية ويرى في كل الصحراويات مجرد وعاء للمتعة الجنسية كـ “حمادي الناصري” الذي يحاول أن يخدع نفسه وشباب الإنتفاضة من خلال رهانه على تسيير الإنتفاضة عن طريق الرموت كنترول على بعد أكثر من 1000 كلم عن السمارة.
كيف لقمار مثل “الكوخو “و لقوادة مثل “فكة بداد” ولحشاشين ومخمورين على طول أن يقودوا انتفاضة الاستقلال بالسمارة المحتلة…. نعم إنها حالات لمشهد عبثي نتمنى الا يكون صورة مصغرة للقيادة الوطنية التي تبدو عاجزة و مكثوفة الأيدي أمام سياسات غراب كناريا الغبية .
كتائب سيدي أحمد حنيني.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
[email protected]