بـقـلـم : بن بطوش
قد يكون عنوان المقال غريبا، لكن في العالم الذي نعيشه أصبح كل شيء ممكن و نظرية المؤامرة لا يمكن استبعادها حتى في الكوارث الطبيعية، و لطالما كررناها على هذا المنبر الحر، أنه في حضرة الفواجع العظيمة و في حضرة الموت…، يصعب كتابة نص كبير، ذلك أن ذهولنا عظيم و وجعنا على سوريا الأحبة أعظم و نحن نرى صور العائلات التي قضت تحت الركام…، لن أزيد في الوصف لأن في الصدور من الوجع ما يكفي لتعكير كل البحار، بل ثمة أمور مريبة تحصل في عالمنا تقودنا لنفهم أن ما حصل من ارتجاج للأرض في أقصى الشرق، و ما خلفه من حجم الدمار قد لا يكون مجرد قدر… !!!!
و اعلم أيها القارئ الكريم أنني أقدم لك المعطيات فقط التي توصلت إليها و ليس بإمكاني إعطاءك حكم على ما جرى لأنني كلما اقتربت من الوصول إلى استنتاج يقربك من الحقيقة ظهرت لي أمور أخرى تبعدني عنها، فبداية اللغز حدتث في يوم 03 فبراير 2023 عندما نشر العالم الفلكي الأسترالي FRANK HOOGERBEET، الذي يعيش بهولندا، تغريدة يتنبأ فيها بحصول هزة أرضية عنيفة بقوة 7.5 درجة على سلم الرصد، بكل من الأردن و سوريا و تركيا و لبنان، و المثير في تغريذته أنه تنبأ حتى بتوقيت حدوثه، و نشر بعد حصول الزلزال تغريدة أخرى يقول فيها أن زلزالا أكثر دمارا و بقوة 9 درجات سيعاود نفس المنطقة في الأيام القليلة المقبلة.
كلنا يعلم أنه يستحيل رصد الزلازل و الكوارث، و أن هذه الخصلة خص بها رب العباد الحيوانات الذين مكنهم من فطرة استشعار موجات الزلازل و اكن قبل حدوثه بدقائق و ليس بأيام، و يقول فقهاء التفسير أن الحيوانات يرون الملائكة الموكول لهم هز الأرض…، لكن هذه المرة ثمة ما يثير الشكوك لأن الأمور لا تخرج عن المنطق السليم، و أنه لأول مرة في تاريخ كوارث الزلازل تُتهم دولة بالتسبب فيه، ذلك أنه بعد حدوث الهزة المدمرة، نشرت صحيفة HURRIYET التركية ، و هي صحيفة رسمية ناطقة باسم النظام التركي، اتهامات صريحة لأمريكا بإحداث هذا الزلزال و التسبب فيه… !!!، و قالت أن المنطقة التي ضرب فيها الزلزال هي منطقة هادئة تكتونيا و لا تقع على حزام الزلازل.
و الصين بدورها لم تسلم من الاتهامات التركية و توجد هي الأخرى ضمن دائرة الشك، بعد قصة المنطاد الذي أسقطته واشنطن قبل 24 ساعة من حدوث الزلزال، و الذي قيل بأنه كان يحمل تجهيزات سرية و غريبة، و كان يصدر موجات – حسب مراكز الرصد الأمريكية- التي التقطت إشارته من نقطة علو تتجاوز 80 كلم في السماء…، يحدث هذا كله و العالم لم يجب بعد على سؤال الوباء التاجي إذا ما كان حربا عالمية ثالثة، أم تسرب بيولوجي من مختبر أم طفرة طبيعية… !!؟.
و ربط الخبراء بين هذه المواضيع التي يقال بأنها ضمن مسلسل انطلق منذ سنة 2021، حينما تحركت دولة إسرائيل لاتخاذ التدابير الوقائية لشعبها لأنها كانت تعلم بقرب حدوث زلزال مدمر بالمنطقة، و قامت السلطات في تل أبيب خلال تلك السنة بحملة توعية بين صفوف الشعب اليهودي للتعامل من الزلازل المدمرة ذات الارتدادات القوية جدا، و نشرت ثقافة الصمود تحت الأنقاض بين الشعب و التأقلم مع الحياة ما بعد الدمار… هذه الحملة تسببت في حالة من الشعور بالخوف و الهلع بين صفوف الشعب الإسرائيلي.
و حتى أرفع منسوب الشك في قلبك أيها القارئ الكريم بخصوص بخصوص زلزال تركيا و سوريا، فإن الجيش الإسرائيلي بعد الهزة مباشرة بدأ إجراءات التأهب لزلزال أقوى خلال الأيام القليلة القادمة، و الذي يتوقع أن تصل قوته التدميرية إلى الأراضي الفلسطينية، كما أن المختصين في المجال و بسبب الزلزال التركي – السوري جددوا النقاش حول مشروع الولايات المتحدة الأمريكية الذي أطلقته واشنطن منذ تسعينيات القرن الماضي، و قالوا أن امريكا كانت و لا تزال تشتغل بشكل سري على برنامج “هارب” (haarp)، و هو مشروع يجري تطويره داخل الجيش الأمريكي بمساعدة أكبر الجامعات الأمريكية، للتحكم بالمناخ و الزلازل و الأعاصير، عن طريق التحكم في الشفق و الترددات و استهداف طبقات الأرض بالأشعة الأيونية.
نفس المختصين يقولون أنها المرة الأولى في تاريخ الزلازل التي يستمر فيها بهذا الحجم و القوة مدة زمنية تصل إلى 60 ثانية، و هي المرة الأولى التي تهتز فيها الأرض في ظاهرة تكتونية دون أن تتأثر المصابيح على وجه الأرض، و زادوا من التحليل بالقول أن الليرة التركية انهارت بعد الزلزال أمام الدولار و الأورو بسبب التدمير الهائل الذي أصاب البنية التحتية في دولة تركيا…، و هنا نعرج على منطقتنا التي تقع في القارة الموبوءة، و التي لا تزال خارج الزمن و السباق الحضاري، و دولها لا تستطيع الحصول على أي استقلال عملي، و تستورد معرفتها و أسلحتها و كل ما تحتاجه لوجودها من دول العالم الأمامي، و التي تبيعها ما تجاوزه الزمن و لم يعد يستطيع حسم الحروب.
إن ثبت و تورط العلم في زلزال سوريا و تركيا، فسنكون على مشارف تحول كارثي، لأن حجم العلم المستثمر في هذه الهجمة الزلزالية سيكون مهولا، و لا يمكن رأب فجوته بين دول الخط الأمامي حيث تقبع أمريكا وحيدة في قيادة العالم بجنون نحو التكنولوجيا المطلقة، و بين الدول التي تعيش أسفل حزام الفقر و الذي تتواجد قضيتنا في أبعد نقطة منه،… فتخيل أيها القارئ الكريم أن الولايات المتحدة الأمريكية أعجزت حتى دول أوروبا، و أن فرنسا أعلنت كما جاء في مقالاتنا السابقة تخصيصها 413 مليون دولار لتجدي ترسانتها ليس لغرض اللحاق بأمريكا، و لكن فقط لتقليص حجم الهوة معها.
و هنا نفهم كيف أن عدونا المغربي أثار غيرة الأوروبيين و على الخصوص الفرنسيين، بعدما فهم أسرار اللعبة و قرر تقريب المسافة مع أمريكا عبر تطبيع العلاقات مع تل أبيب، و أيضا نتائج التحقيقات في هذه الهزة المدمرة ستمنحنا بعض المعطيات لفهم كيف أن فرنسا حذرت كبير الجيش الجزائري من التورط في حرب مع الرباط، و أبلغته أن هذه الأخيرة تمتلك أسرارا عسكريا ستجعلها تحسم الحرب في ساعات و ليس أيام، و أن التطبيع مع دولة إسرائيل جعل أسرار الجيش الأمريكي متاحة للجيش المغربي، و شعور الرباط بالتفوق المطلق بالمنطقة جعلها تتجرأ على إسبانيا و فرنسا و ألمانيا و هولندا…، و أيضا جعلها تروج لخطاب أن أمر الصحراء الغربية حسم لصالحها، و دفعها لبدء التفكير في تمييز من يستحق من الصحراويين أن يعود ليعيش في ترابها، و من عليه أن يعود من حيث أتى أو يبحث له عن قضية يأكل منها.
و الأكثر فداحة هو التسريب الذي حصل قبل أيام من داخل الكونغرس الأمريكي، و الذي يفيد بأن الرباط تحصلت على الموافقة المبدئية لإطلاق المفاوضات من أجل اقتناء طائرات الـ f-35 الأمريكية الشبحية، و لعل الزيارة التي قام بها كبير الجيش الجزائري إلى باريس، حصلت بعد اقتناع خبراء الجيش الجزائري بعدم جدوى السلاح الروسي و توقف العلماء الروس أو عجزهم عن ابتكار أسلحة نوعية من الجيل الذي يمكنه أن يعيد التوازن و يقلل من الخلل الحاصل و الواضح في موازين القوى بين واشنطن و موسكو…، و بعد كل هذا هل ثمة بين قيادتنا في البيت الأصفر المنسي من يستطيع أن يقول بأن جيش دولة الاحتلال المغربي ضعيف و أننا لا نزال نمتلك الحظوظ لأجل تحرير وطننا بالسلاح و الكفاح.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك