Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الدبلوماسية البراقشية الجزائرية تجني على القضية الصحراوية في مجلس الأمن الذي حصر حلّها في مشروع الحكم الذاتي

بـقـلـم : بن بطوش

     هناك مثل عربي يقول “جنت على أهلها بَراقِش”،… لكن  “براقش” قضيتنا الصحراوية هي دبلوماسية الحليف الجزائري الفاشلة، و كان القياس أن نبدأ هذا المقال بدقيقة صمت ترحما على تقرير المصير و الاستفتاء و على حقوق الشعب الصحراوي و على خطط “الهنتاتة” و عطارة قصر المرادية، و  أن ندعوا إلى تنكيس الأعلام الصحراوية في المخيمات و بكل ربوع  الجزائر حزنا على ما حدث لقضيتنا بمجلس الأمن ليلة الجمعة 31 أكتوبر 2025 التي تتزامن مع الذكرى الخمسون للاجتياح العسكري المغربي لأرض الصحراء الغربية…، لكن و للعبرة فنحن مضطرون لنروي لكم قصة من الأنثروبولوجيا المنسوبة للكوميديا السوداء، تختزل ما حدث لقضيتنا الوطنية في مجلس الأمن، لأننا لم نعد نرى غير السواد و الحلكة…، و التي تقول بأن مجموعة من المستكشفين ضاعوا في غابات إفريقيا الرهيبة و أوقعهم القدر أسرى في أيادي أفراد قبيلة متوحشة…، و بعد تكبيلهم و سحلهم ليمثُلوا أمام كبير القبيلة الذي خيّرهم بين  الموت إعداما أو  الخضوع لـ”تشي تشي”، فما كان من الأسرى غير تفادي خيار القتل و القبول بخيار “تشي تشي” الذين لم يفهموا معناه، لتكون صدمتهم  عندما أدركوا  ماهيته عندما هتف قائد القبيلة بصوت مدوي رافعا قبضة يده و كأنه حقق النصر: “إذن سيكون اغتصابا حتى الموت”… و هذا ما حصل لقضيتنا في مجلس الأمن،  حيث كان اغتصابا جماعيا لحقوق الشعب الصحراوي حتى موت الأمل و الثورة  و نفوق تقرير المصير.

     هذا قدرنا و هذا ما جناه علينا الساسة و الدبلوماسيين الأقزام في البيت الأصفر، حتى لقب “الهنتاتة” أصبح كبيرا عليهم بعد هذا الذل و هذا الحزن الذي جلبوه للشعب الصحراوي؛ ذلك أنه لا يمكن وصف فقرات توصية مجلس الأمن بغير أنها هزيمة مهينة لثورة شعب كريم… فمن يقرأ القرار لن يجد فيه عبارة “الدولة الصحراوية” و لا عبارة “الشعب الصحراوي”، و سيجد عبارة “الحكم الذاتي” و قد تكررت في كل فقرة و بعدد ستة مرات، بينما تتم الإشارة إلى قيادتنا بالطرف الثاني… لهذا نحن نتساءل كيف عجزت الدبلوماسية الجزائرية عن إدخال تعديل واحد يشير إلى  اسم تنظيمنا السياسي و ممثلنا الشرعي ككيان ينصب نفسه بصفة كاملة في الملف، و يتحدث عن  حق تقرير المصير  عبر تنظيم الاستفتاء كخيار  وحيد للشعب الصحراوي.

     و حين كنا ننادي على هذا المنبر الحر بأن “الهنتاتة” الأقزام يسيرون بالقضية و بجنون نحو المجهول، و بأنهم ليسوا نخبا بل مجرد  مرتزقة سياسة و زعماء عصابات، و كل ما يستطيعونه هو توجيه خطابات عنترية و حقن الجماهير بالشعارات على المنصات لتخديرهم ثم يروغون إلى الكزوار و المساعدات لينهبوا ما يستطيعونه،  حينها كان إعلام تلميع زجاج المكاتب و ماسحي الأحذية في الرابوني، يهاجمون واقعيتنا  في نقل الأخبار و تحليلها و خطنا التحريري و يصفوننا بالعملاء و الخونة و المتآمرين على معنويات الشعب الصحراوي، و نتيجة تجاهل خطابنا التحذيري و مقالاتنا الاستشارية أننا اليوم جميعنا بمعارضينا و بأقزامنا و بمساحي الأحذية و بلصوصنا و بمعطوبينا و عقلائنا و مشردينا…، نتقاسم الخيبة و الهزيمة و الفشل، و توشك من هول الحدث أن تذهل كل مرضعة في المخيمات عما أرضعت، و كأنها ساعة الفناء الأعظم، كلما جنح بنا التفكير إلى الاقتناع أنه لا استقلال بعد اليوم… و لا وطن بعد اليوم… و لا مزيدا من تلك الشعارات التي يرددها الأقزام أمام ميكروفونات مساحي الأحذية…، انتهت مغامرة الوطن المستقل  فلا ثورة مع قرارات مجلس الأمن و لا كفاح مع شروط السلام.

     لأن ما حصلت عليه الرباط في مجلس الأمن ليس عقارا، و ليس ترابا و حجرا، و ليس ملكية…، فالمحتل المغربي كان يسيطر على الصحراء الغربية ببرها و بحرها و سمائها، و أن ما نجح في الحصول عليه هي  صك الشرعية الذي كان سجالا بيننا و بينه لخمسين سنة، إلى أن جردنا منه و دفعنا لنتنازل عنه مرتين؛ مرة عندما قرر البيت الأصفر بالرابوني الفاشل تفويت الملف في صفقة ظالمة إلى قصر المرادية، و المرة الثانية حين رفعنا شعار العودة إلى الكفاح المسلح بعد نكسة الگرگرات… كان خطأ قاتلا جعل العالم يصطف خلف النظام المخزني، فلا نحن نجحنا في الحرب و لا نحن حمينا مكتسباتنا في الأراضي المحرمة، بعدما أصبحت الهوة بين جيشنا الشعبي و بين جيش الاحتلال تفوق المسافة بين الأرض و السماء، فَحَارَبَنَا المحتل بمسيرة واحدة، كانت تنزع أرواح المقاتلين و تقيم علينا بعدساتها حجة بأننا كنا  الطرف المهاجم و المعتدي.

     المحتل حسم التصويت في مجلس الأمن بـ 11 صوت لصالح تأييد القرار 2797، بمعنى أنه حقق الأغلبية لصالح الفقرات التي رفضت أمريكا تعديلها و تنص على دعوة الطرفين إلى الجلوس على مائدة المفاوضات تحت رعاية أمريكية لمناقشة تفاصيل الحكم الذاتي و ليس لمناقشة الحلول الممكنة، و الصين مباشرة بعد التصويت نشرت على حساباتها الرسمية عبارة موحدة، بأن الحكم الذاتي هو استقلال ذاتي وجب الإيمان به كحل، بمعنى أن الصين التي راهن الحليف على قوتها الاقتراحية لتغيير المقترح الأمريكي الأزرق، كانت من أشد المدافعين عن الحكم الذاتي و إن لم تصوت على دعمه، لأنها ترى فيه  حلا يناسب مشكلتها في تايوان، و ما لا يعرفه الأقزام الذين روجوا للدور الصيني، بأن بكين غازلت أمريكا لأجل فرضه في إطار البند السابع لمجلس الأمن كي يكون إجراءا قسريا في القضايا و النزاعات ذات الطابع الانفصالي.

     نعود إلى التصويت حيث هُزم الأقزام – “الهنتاتة” لنذكر بأن الرباط حسمت الملف لصالح مقترحها في ظل وجود الحليف الجزائري كعضو غير دائم بمجلس الأمن، بمعنى أن الحليف الذي كان ضمن مائدة التصويت، عجز عن إقناع الدول غير دائمة العضوية كباكستان و غوايانا و سيراليون و كوريا الجنوبية و اليونان و الدنمارك و بنما و الصومال عن التصويت ضد القرار، و لإفشال القرار بمجلس الأمن كان يجب منع الرباط من تحقيق النصاب الذي هو تسعة أصوات، مما يعني أن المحتل بعد تجاوزه للنصاب، لم يعد دولة عادية في شمال إفريقيا، بل أصبح قوة دبلوماسية تفرض رأيها داخل هذا المحفل الذي لن ننسى ما حدث به اليوم…. و لنا عودة لتحليل كواليس ما جرى بمجلس الأمن من “تشي تشي“.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد