Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل يُصلح منتخب الصحراء الغربية لكرة القدم ما أفسده نصف قرن من الأعطاب السياسية و الدبلوماسية للثورة الصحراوية؟

بـقـلـم:بن بطوش

         في صورة من التاريخ تتداولها الحسابات على مختلف المنصات الرقمية، و تؤرخ لمقابلة في كرة القدم بين كبار العالم خلال القرن الماضي، جمعت بين منتخب “الديكة” الفرنسي و منتخب “التانغو” الأرجنتيني، حيث ضم المشهد مصافحة بين أسطورتين؛ “دييغو مارادونا” و “ميشيل بلاتيني”، و بينهما وقف الجوهرة السوداء، البرازيلي”بيلي”، و قد كان قميص “مارادونا” يحمل عبارة: “لا للمخدرات” بينما كُتب على قميص “بلاتيني”: “لا للفساد”…. و بعد سنوات غرق النجم “مارادونا” في الإدمان الذي أنهى حياته بأزمة قلبية و هو في سن الـ 60، فيما تورط “بلاتيني” في واحدة من الفضائح الكروية الأكبر في العصر الحالي، و لا تزال العدالة الأوروبية و الدولية تتابعه في ملفات رشاوى و تلاعبات بالأصوات لصالح حصول جنوب إفريقيا و أمريكا و ألمانيا و اليابان على تنظيم نسخ كؤوس العالم.

        ما يقدم لنا من شعارات في أطباق رياضية، لا يمثل دوما الواقع و لا يعكس الحقيقة، و نحن على هذا الموقع الحر نقدم لك أيها القارئ الكريم جرعات من الواقعية و الحقيقة، حتى لا تُستدرج إلى زوايا الإفك و البهتان و حتى لا يتم تخديرك بالقومجية المزيفة، و حتى لا يحصل معك ما حصل مع الشعب الجزائري الذي تُقدمُ له أطباق من أفيون الشعوب؛ الدين الجديد للأمم… كرة القدم، لأننا شاهدنا كيف أن حصول الجزائر على الكأس الإفريقية  سنة 2019 كان سببا رئيسيا في إنهاء الحراك  الشعبي و وأده، و اليوم يسعى النظام الجزائري لجعل مجرد مقابلة في كرة القدم و إعلان تأسيس  منتخب يُقال بأنه يمثل الصحراء الغربية حدثا و إنجازا لهذا العصر.

         غير أن عجز البيت الأصفر “الهنتات” عن سلبنا وعينا بنعرة القومجية الكروية الزائفة و اصطدامنا به، لن ينسينا –كيفما كان الحال- شكر قصر المرادية على تبني إعلان تأسيس هذا المنتخب الصحراوي، و إن أحاط بهذا الفريق الكثير من الكلام بسبب الأسماء التي استدعيت للمشاركة في تأسيسه من الدوريات الأوروبية؛ لأن بينهم  يوجد من لا صلة له بالصحراء الغربية و لا بشعبنا الصحراوي، و لكن  -مع ذلك- المبادرة تغنينا عن التفاصيل، و البدايات دائما ما تكون مليئة بالأخطاء.

         غير أن شكرنا لقصر المرادية لا يمكن أن يخفي جراح قلوبنا و ندوب ذاكرتنا و جثت الوعود التي نفقت بعد المؤتمر الأخير؛ لأنه من الموجع بعد نصف قرن من النضال و اللجوء و الضياع، أن يصبح أكبر إنجازاتنا حصولنا على منتخب وطني باسم اللاجئين الصحراويين و ليس به لاجئ صحراوي واحد، فريق وطني هجين لا يمكنه اللعب خارج الجزائر، منتخب كل أدواره لعب مقابلة مع فريق جزائري محبط من أجل استفزاز المحتل المغربي، و حتى حكام مقابلاته لن يكون بمقدورهم حمل شارة “كاف” أو “فيفا” على قمصانهم، بمعنى أن  اللقاء الذي جمع هذا المنتخب مع فريق “مولودية الجزائر” كان  غايته فقط استفزاز الرباط، لكن المضحك أن هذه الأخيرة  لم تعر الحدث أي اهتمام و تجاوزته بلامبالاة إعلامية، لكنه  بالمقابل تسبب في إثارة غضب جماهير الفريق الجزائري التي رفعت شعارات معادية للشعب الصحراوي، و نادت بعدم توريط فريقها في مشاكل سياسية و  زرع العداء مع من أسموهم بالإخوة المغاربة، و عدم جعل الفريق يدفع ثمن هذا التضامن في المستقبل مع المنظمات الدولية للعبة…، و كأنه كان لقاء لاختبار صدق مشاعر الجزائريين في حبهم للمغاربة.

      خلال اللقاء بدت الأجواء احتفالية و كانت الجماهير الصحراوية منقسمة على نفسها في المخيمات؛ منهم المنتشون الذين روّجوا في المنصات لهاته المقابلة كفتح عظيم، و هي التي لا تغني و لا تسمن من جوع، و منهم الغاضبون الذين يرون أنها ظرفية حرب و أن الدولة التي تحترم نفسها لا يمكن أن تدوس مشاعر الأيتام و الأرامل و الثكلى…، بينما داخل ملعب “مانديلا” كان معظمهم جماهير المدرجات من أطفال المدارس الذين حُملوا إلى الملاعب بحافلات مجانية، و كان ضمن الجماهير حتى المشردون الذين جُمعوا من شوارع الجزائر و وُعدوا بوجبات  غذائية داخل الملعب، فيما البقية كانوا من بعض الجماهير الصحراوية من الطلبة و العمال المستقرين بالجزائر، فيما قاطعت جماهير “المولودية” هذه المقابلة و تركت رسائل على المداخل أزالتها السلطات…، و حضر المقابلة أيضا بعض المهاجرين الصحراويين الذين قرّروا السفر إلى الجزائر بعدما سمعوا أن سلطات هذا البلد خصّتهم بتخفيضات استثنائية إذا ما أرادوا الحصول على تذاكر الطيران لحضور المقابلة…

        خلال انشغالنا بهذه الأجواء الاحتفالية كان المحتل المغربي يعلن على كل المنصات و بكل اللغات خبر تدشين أول فندق من  صنف “ثلاث نجوم” بمعبر الكركرات، كان يدوس بعنف جرحنا الكبير، و حسب التقييم التقني لمن زار الفندق الذي ينضاف للمسجد و الملعب اللذان تم تشييدهما  بالمعبر…،أن الفندق مزود بكل شيء يحتاجه النزيل لرفاهيته؛ يتوفر على تكييف صديق للبيئة و مرتبط بالإنترنيت بواسطة الألياف البصرية التي يعجز الحليف عن مدها إلى حيث التجمعات السكنية المحيطة بالآبار التي تصنع ثروة الجزائر بعين أميناس و حاسي مسعود، و أن هذا الفندق مزود بالكهرباء الشبكية و ليست الحرارية الصادرة عن المحركات الانفجارية، و مزود بالماء الصالح للشرب، و تصميمه الداخلي و الخارجي وضع بعناية ليلائم طبيعة المناخ بالمنطقة…

        و هنا نتساءل عن إنجازات البيت الأصفر بعد نصف قرن من تفجير الثورة و النزوح إلى أرض اللجوء ماذا شيّد في المخيمات… !!؟ لسنا في حاجة إلى إجابات بقدر ما نحن في حاجة إلى تقييم للوضع و إكمال قراءة المعطيات التي تقول بأنه مباشرة بعد إصدار القيادة العسكرية للبيان الحربي رقم 796 و الذي وافق ذكرى مرور نصف قرن عن تفجير الثورة، و الذي جاءت فيه أخبار الدك و القصف المركز و القصف العنيف…، أصدر مؤشر “Global Residence Index ” العالمي و الذي يعتبر المكتب الاستشاري الأول لرجال الأعمال و المجموعات الصناعية الكبرى و لعشاق السفر و السياحة، خارطة المدن الأكثر أمانا في العالم، و صنّف مدينة الداخلة الصحراوية، التي تقول قيادتنا أنها تحت القصف المكثف، في الرتبة 49 عالميا و الخامسة عربيا خلف الدوحة و دبي، و متفوقة على عواصم عالمية كمسقط و الرياض و جدة و الكويت و عمان…

         هذه إنجازاتهم فأين إنجازات قيادتنا… !!!؟ هذا التصنيف خلط مشاعرنا و لست أدري إن نحن مطالبون بالفرح و الغبطة لأن مدينة الداخلة المحتلة تنافس كبرى حواضر الكوكب الأزرق في الأمان و في مؤشرات التنمية و في استقطاب الاستثمارات، و أصبحت وجهة السياحة الراقية و أرض البطولات الرياضية و تحقق أرقام مبيت بآلاف الليالي؟ أم مطالبون بالحزن و البكاء على من ابتلعتهم الأراضي المحرمة و أصبحوا أرقاما و أسماء في لوائح الشهداء، و تركوا خلفهم جيشا من اليتامى و الأرامل و الثكلى…؟، أم نحزن لأننا ابتلينا بقيادة تكذبنا جهرا و سرا و تدفع المحرومين في أرض اللجوء للموت، و تداوي أحزانهم بجرعة من أفيون الشعوب؟ لقاء في كرة القدم لن يعيد للأرملة زوجها و لا لليتيم والده و لا للثكلى ابنها…، بينما أبنائهم في المهجر يرفلون في النعم و يعيشون الغنج، أم نحزن على حسم الرباط لقضيتنا و إدخالها ملف الصراع أرشيف الأمم المتحدة السحيق بعد طلب المبعوث “دي ميستورا” الأسبوع الماضي بشكل رسمي إعفائه من هذا الملف…؟، أم أبكي حظ هذا الشعب الصحراوي الذي أشقاه طول الأمل و كان رهانه على القيادة الجزائرية فخاب الرهان و ذهب الرجاء…؟؟؟

        كلنا نعلم أن أعظم إنجازاتنا بعد نصف قرن من الضياع هو هزيمة مذلة في الكركرات، و لقاء في كرة القدم انهزم فيه منتخبنا بسداسية، و مصحتين واحدة بالإكوادور و الثانية بدولة بنما شيدتا بأموال سرقت من أفواه المحرومين، صدقوني وضعنا الحالي يدمي القلوب و الأعين.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد