Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“نكبة البريكس” الجزء -1- إحباط جماعي جزائري بسبب نكسة “البريكس” و الرئيس الجزائري يلغي مقابلة صحفية و يمنح نفسه عطلة مفتوحة.

بـقـلـم : بن بطوش

          احتجت إلى الكثير من الوقت و الجهد كي آخذ قرار التجرؤ على تحليل ما جرى في جوهانسبورغ…، فقررت أخيرا أن يكون هذا المقال حائطا أبكي فيه تفاصيل خيبة الأمل التي نعيشها بسبب ما حصل في البريكس، و هي النكسة التي كانت منتظرة منا كصحراويين ننتمي للمدرسة العقلانية…، و بينما أنا أتأمل تفاصيل رفض طلب الجزائر الانضمام إلى تجمع البريكس، التكتل الإقتصادي و السياسي، كنت في حاجة إلى جمع الأحداث و خلطها في إناء صحفي ناصع، ثم كان لزاما علي إخراجها ثم تقليبها من كل أطرافها، و كذلك فعلت، فقد نظرتها من أوجهها الخمسة، بعدد دول البريكس، و بعد طول تأمل أيقنت أن ما حدث كان ثلاثة دروس تعلمناها بكلفة باهظة، واحد في التاريخ و الثاني في علم السياسة و الثالث في علم تقييم الذات…

           فلم أعثر للحليف على ما يشفع له بين الدروس التي أثبت جهله بعلمها، و لم أستطع الوقوف بجانب النظام الجزائري لأهدئ لوعة و حرقة و نكبة الجزائريين الذين اكتووا بنار فتنة الرفض، و المصيبة أنهم يؤمنون بأن الجزائر قوة ضاربة و أن قصر المرادية نزع عن نفسه ثوب التبعية لباريس، بعدما رؤوا رئيسهم “عبد المجيد تبون” يتنقل بين عواصم أعتا دول العالم من موسكو إلى بيكين، و شاهدوه يتجرأ على رمز القوة الأمريكية، و صفقوا له عندما شردت به العزة فقال دون تردد خلال حديثه بلشبونة أن البرتغال في متناول الجزائر… !!

          صدمتنا كرأي عام صحراوي لا تقل عن صدمة الجزائري الذي يعبث به الحماس، فتفيض عيناه و هو يسمع أو يرى أفراد الجيش الشعبي الجزائري يحملون الأثقال و يصطدمون بالحواجز و يدوسون النار بأقدامهم و يصرخون وهم يرددون شعارات النصر و التضحية…، لأننا لا نعتبر الجزائر مجرد حليف، فهي المأوى و الملجئ و الحضن و الملهم و اليد التي نبطش بها و الظهر الذي نختبئ خلفه حين يتجبر علينا المحتل، لكن ما حدث للجزائر ذكرني بمثل عربي غاية في الحكمة، يقول “لا تنثر الأشواك في طريقي، فقد تعود إليّ يوما حافي القدمين”، و حين حل الرئيس “تبون” ضيفا على روسيا قبل أن يغلق “البريكس” بابه في وجهه، لم ينثر الأشواك في طريق واشنطن، بل زرع المسامير و حفر الخنادق و نصب الكمائن، و دق الأوتاد، وأشعل النيران و حرض الحجر و الشجر ثم قال للبيت الأبيض… “هيت لك”.

           الرئيس الجزائري الآن إكتشف أن عالم السياسة لا يؤتمن، و أن الجزائر لا حلفاء لها، و أن السياسيين الروس ليسوا شاعريين و لا عاطفيين و هم ليسوا من الذين ترق قلوبهم لمعلقات التبجيل…، و ما قرضه “تبون” من مديح في حق “بوتين” و نطقه شهادة الزور في حقه أمام الكاميرات بأنه “صديق العالم”، كان ليُلّْين أذن و قلب أي رئيس من دول العالم المسحوق في إفريقيا الموجوعة، أو كانت لتنفعه في استمالت قلب سياسي يساري إسباني أو يميني إيطالي أو قائد حزب نازي يحن إلى حماقات “هلتر” في ألمانيا…، لكن “بوتين” رجل يحمل دائما في جيبه آلة حاسبة، و المدح و الثناء بالنسبة له، يساوي رقم صفر على لوحة المفاتيح.

           حجم الوجع في قلبي يوحي إليا و يلهمني بكتابة مؤلف عن نكبة الجزائر مع “البريكس”، خصوصا و أن إثيوبيا التي تعاني من حرب أهلية، و أسقطت الجزائر ديونها التي تتجاوز الـ 900 مليون دولار، و أدى عنها قصر المرادية بعض الديون لخزينة دولة جنوب إفريقيا – و هذا ملف آخر-، قُبلت في “البريكس” و رُفضت الجزائر الدولة الغازية و القوة الضاربة و العضو غير الدائم في مجلس الأمن وملهمة الشعوب الثائرة، بل الأكثر هو قبول الإمارات العربية المتحدة التي صوتت ضد روسيا في مجلس الأمن، و التي ستصبح بعضوية كاملة، و نعلم حجم خلافاتها مع الحليف الجزائري، و كمية الصراعات و الملاسنات الإعلامية اليومية التي تذكي نارها الصحف الجزائرية و الإماراتية، و نعلم أن الإمارات من عارضت الوساطة الجزائرية في ملف ليبيا و عارضت أن يكون المبعوث الأممي إلى ليبيا جزائريا، و النظام الداخلي “للبريكس” يقول أن معارضة عضو واحد لملف طلب الانضمام يساوي الرفض، مما يعني أن الجزائر لن تدخلها أبدا… !!

              سأزيد من رفع مستوى الإحباط بين الجزائريين ليس نكاية مني و لا رغبة في رعاية المأساة و إطالة عمرها، و لكن حتى لا نبني المستقبل على الأوهام، و حتى أكون شفافا مع القارئ الجزائري كما أفعل دائما مع القارئ الصحراوي، فالإمارات العربية المتحدة إلى جانب العربية السعودية يرفضان أن يكونا مجرد عضوين في أي تكتل انضما إليه، و الأكثر أن الإمارات تسعى دائما لفرض أجندتها على التكتلات كما تفعل في مجلس التعاون الخليجي، و تعشق القيادة، و تمتلك الوسائل المادية و المالية و السياسية و اللوجيستيكية لتحقيق هذه القيادة، لأن الإمارات اليوم تنافس أمريكا و اليابان و الصين و روسيا في غزو الفضاء و السيطرة على الموانئ و إدارة المراكز المالية العالمية و لها تحكم مطلق في أسعار المواد المعدنية الخامة و هي عضو نشيط و قوي في بورصتي الذهب و الماس…

            و بينما أحضر لسلسلة مقالاتي عن نكبة “البريكس”، وضعت تصورا لأقيم خسائر الجزائر و تصورا آخر لمحاسبة النظام الجزائري في محاكمة صحفية، ثم تصور ثالثا لبناء الجزائر بالمقاييس الحديثة، و تصور أخير لمنح الجزائر عناصر القوة الحقيقية بعيدا عن شعارات قصر المرادية و خطابات الجيش، و بعد تجميع تلك التصورات حصلت على صورة توحي أن ما حصل في “البريكس” كان كارثة و حقيقة طبيعية وضعت الجزائر في حجمها الحقيقي، و أنه بالفعل إيثوبيا بلغة الأرقام دولة قوية اقتصاديا رغم أن جيشها كاد يفشل في مواجهة تمرد شعب تيغراي، و أن شراء الأسلحة لا يعني أبدا القوة، بقدر ما يعني الخوف، بدليل أن سويسرا لا تمتلك جيشا و اقتصادها يعادل اقتصاد القارة الموجوعة مرتين و نصف.

 

– يتبع – 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

         

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد