الرباط تستعرض قوتها المخابراتية بعد تحريرها رهينة روماني و أمريكا تستدعي “عطاف” لتهدد قصر المرادية بالعقوبات.
بـقـلـم : بن بطوش
إلى كل الذين إتهموا هذا الموقع الحر بما لا يليق، و أوغلوا في الوصف السيء و فَجَرُوا بالكلام البذيء…، نلتمس لكم العذر، لأن “الهنتات” أكبر مخاوفه أن يجد صوتا لا يطرب مطامعه و لا يشنف مناهمه، و يكشف سوءته و يعيد تشكيل صورته أمام العالمين دون مساحيق…، ليس هذا وحسب، فنحن من بين الذين صنعوا وعي جيل بأكمله، حتى أصبح خطنا أسلوب حياة لمن بقي من العقلاء داخل و خارج أرض اللجوء…، نحن أكبر من مجرد صحافة، نحن من رأينا جدار القضية ينقض و أقمناه و لو شئنا لأتخذنا على ذلك أجرا، نحن من رفع الكدر على شعب بأكمله حاول العيش و لم تحالفه الحياة، نحن من رفعنا لواء الإصلاح و صحنا أن القضية لن تسعنا و “الهنتاتة”، لأننا نحن أصحاب الحق و هم رعاة الباطل، نحن الخير و هم الشر المستطير، و لأن همنا هو القضية و الشعب و همهم الكراسي و المنافع.
لأجل كل هذا نلتمس لكم العذر، و لتتسع صدوركم لخطنا… !! نختار لك أيها القارئ الكريم في بداية هذا المقال مقارنة سريعة شدت إنتباه العديد من المدونين داخل الجزائر و بالمخيمات، و أثارت إهتمام النشطاء في شمال إفريقيا، و يتعلق الأمر بصورة نشرها الإعلام الجزائري لفريق العمل الصيني الذي أنهى بناء الطريق السريع الجزائري، و الغريب أن فريق الفنيين و الخبراء و المهندسين و المشرفين على الآليات جميعهم و من غير إستثناء صينيون، و لا يوجد في الصورة جزائري واحد، عدا الوزير الأول الذي أعلن عن تدشين الطريق و فتحها أمام العربات الراغبة في إستعمال المحور الجديد، و كأن الجزائر عن بكرتها لا توجد بها شركة أو مقاول أو مهندس يستطيع مقارعة الصينيين و يأخذ على عاتقه مهمة بناء الجزائر الجديدة…
بالمقابل أعلن رئيس دولة كوت ديفوار “الحسن واترا” عن تدشين قنطرة معلقة تحمل إسم COCODY، و المحزن في الخبر أن الرئيس نشر على حسابه صورة جمعته مع مهندسي و مسيري و خبراء و عمال الشركة التي أنجزت المشروع، و التي هي شركة مغربية، كانت قد تحصلت على المشروع بعدما أزاحت منافسيها الذين كانوا شركات فرنسية و إيطالية و إسبانية، فتبادر إلى ذهني أيها القارئ الكريم نفس السؤال الذي يساورك الآن، و قلت ماذا ينقص الجزائر لتكون دولة لها مؤسسات قوية تخترق العمق الإفريقي، و إقتنعت مثلك أيضا بأن تواجد الرباط في إفريقيا أقوى بكثير من تواجد الجزائر، و أن أكبر دليل هو الصور التي صادفناها على وسائل التواصل و تمثل فضيحة لدولة الحليف الجزائري بسبب عجزها عن تشكيل مؤسسات قوية عكس الرباط.
ليس هذا فقط…، فبينما المقارنة تأخذ حصتها من الغيرة في قلوبنا، تفاجئنا برئيس الحكومة في دولة رومانيا و هو يشكر الأجهزة السرية للرباط و يصف عملها بالبطولي، بعدما نجحت أجهزة إستخبارات المحتل المغربي في تحرير رهينة روماني “لوليان غيرغوت” الذي إختطف في دولة بوركينافاصو قبل 8 سنوات، و تقول التسريبات أن مخابرات الرباط بعد تمكنها من تحرير مغربيين سبق و إختطفا في أدغال إفريقيا كانا قد خرجا في مغامرة على دراجتين هوائيتين، طلبت السلطات الرومانية من الرباط التوسط لدفع الفدية و تحرير الرهينة الروماني، لكن الرباط رفضت منطق دفع الفدية و منحت الجيش البوركينابي إحداثيات مخابراتية تحدد مكان إحتجاز الرهينة الروماني، و جرى تحريره بعد تدخل الجيش و مشاركة فرقة خاصة من جيش دولة الإحتلال، و إرغام المختطفين على إطلاق سراحه دون دفع الفدية، و هذا يجعلنا نتوقع اعترافا رومانيا قريبا بسلطة الرباط على الصحراء، خصوصا و أن الحكومة الرومانية صرحت أنها إقترحت على الرباط تعاونا إستخباراتيا، و قالت الرباط أن لها شروطا لذلك.
ما تعيشه سمعة الرباط من إزدهار، تفتقده دولة الحليف الجزائري، التي لا تزال تعاني من تبعات موقفها المتسرع اتجاه الأزمة في دولة النيجر، وحسب رواية الإعلام الجزائري و الصحراوي فإن وزير الخارجية الجزائري “عطاف” كان في مهمة إلى واشنطن من أجل القضية الصحراوية، و هو الخبر الذي جعلنا نشد الأحزمة، لدرجة أننا إعتقدنا بأن “عطاف” أرسله قصر المرادية إلى واشنطن لأجل توبيخ “بلينكن”، فإنتظرنا الندوة الصحفية التي يعلن فيها وزير الخارجية الأمريكي عن تجميد الإعتراف الذي منحت الإدارة الأمريكية بموجبه حق السيادة على الصحراء الغربية إلى الرباط…، و بعد صبر ظهر الرجلان أمام وسائل الإعلام، و بلغة مترددة و أعين ذابلة تكلم “عطاف” و كأنه خرج من مجلس تأديبي حيت جرى تقريعه و توبيخه، و قال باحتشام لقد ناقشنا قضية الصحراء الغربية و نحن ندعم مسلسل السلام الأممي لحل الملف، فكانت خيبة الأمل كبيرة، لأن الموقف الأمريكي لا جديد فيه، و واشنطن إعترفت للرباط و حفاظا على مشاعرنا عبرت عن ذلك بلغة دبلوماسية – خشبية و قالت ندعم المسلسل الأممي.
وجع الصدمة جعلنا نتأكد بأن المحادثات لم تكن بين الطرفين لأجل الصحراء الغربية، و الكل يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية تعامل الأنظمة التي لا تأتمنها بدبلوماسية “الكف” على “القفا”، فلا يعرف الذي أصابه الكف أهو مزاح أم صفعة…، و الحقيقة أن عطاف جرى إستدعائه بشكل مهين من طرف الخارجية الأمريكية، و طلب منه إيصال بعض التهديدات إلى قصر المرادية الذي راكم عددا من المواقف السلبية ضد المصالح الأمريكية، خصوصا و أن الأجهزة السرية الأمريكية رصدت محاولة جزائرية قام بها دبلوماسيون جزائريون حاولوا تجييش الغاضبين في شوارع دولة النيجر، و إقترحوا على الانقلابيين التوجه إلى مناطق نفوذ الأمريكيين و الألمان و طردهم أيضا لتطهير البلاد.
و حسب تدوينات الأمريكيين، فالولايات المتحدة الأمريكية هددت الجزائر بعقوبات قاسية جدا، و طالبت “عطاف” بإبلاغ قصر المرادية بأن أي محاولة للإضرار بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في النيجر أو في أي مكان في إفريقيا، قد يضطرها إلى تحريك الأسطول السادس الذي يعاني العطالة منذ حرب الخليج الثانية.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة