Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

أوكرانيا تحرج الدفاعات الروسية و تقصف مطارات موسكو، و “بوتين” ينهي حياة “بريغوجين” فخر الصناعة السرية الأمريكية.

 بـقـلـم : بن بطوش

       مرة أخرى نجد أنفسنا غير مضطرين لكتابة مقدمة كبيرة من أجل رأب ما تبقى من معنويات الشعب الصحراوي، هذا الشعب الكريم المهان…، لأن كمية الأحداث و زخم التطورات التي لها تأثيرا مباشر على القضية، تفرض علينا الكتابة بلغة مبسطة حتى لا يضيع خيط الفهم على القارئ الكريم، و حتى لا نثقل كاهله بخطاب الرثاء و هو المطالب بتركيز إنتباهه لمطاردة طيف الحقيقة إلى آخر كلمة في هذا المقال، و مطالب أيضا بتحمل كمية الفواجع التي تربك فهمه، حتى يتكون له الفهم الشامل و الإلمام الذي يسعى البيت الأصفر الممقوت بكل جهده ليحجبه عنه…

       فبعض الأحداث التي حللها خبراء الإعلام الغربي، تجاهلها قياديو الدولة الصحراوية و لم نرى “هنتاتا” واحدا يدون معبرا عن فهمه لها و لما يجري، وحتى أنه لم  يشر إليها أي صحفي صحراوي، و هذا التجاهل يحصل لسببين: أولهما لأن الأحداث و التطورات التي إستجدت في الساحة أكبر من وعي جميع قياديي و صحفيي الرابوني، الذين لم يطوروا مداركهم و ظلوا يمتهنون مسح زجاج البيت الأصفر حتى أضاعوا الحقيقة، و ثانيهما أن القيادة ترفض أن ينقل صحفي يرضع من ثدي الدولة الصحراوية، أي خبر أو نبأ أو حدث عدا أنشطة فخامة الرئيس، و عيوب دولة الإحتلال و تتبع فضائح لشخصيات مغربية حتى يحمد الإنسان الصحراوي ربه على فساد قيادته و يرى فيهم ذلك “الهنتات” الخلوق و اللص الورع.

      و المثير أن صحافة الحليف الجزائري التي كنت أرى فيها بصيص الأمل، هي الأخرى تحاشت الخوض في حدث تعطيل مطارات موسكو تجنبا لضرب معنويات الجيش الجزائري، لكن من الصعب إخفاء مثل تلك الأخبار بسبب قوة وسائل التواصل الإجتماعي، بعدما صفق العالم للأوكرانيين و هم يعطلون الملاحة الجوية فوق روسيا لمدة يوم كامل، حين هاجموا المطارات و المؤسسات الروسية بأسراب من المسيرات الانتحارية، متحدِّين الدفاعات الروسية التي أعلن الكريملن قبل أسابيع قليلة أنه عززها بإدخاله إلى الخدمة أحد أقوى المنظومات الدفاعية على الإطلاق في العالم S-500، و هو الذي رفض بيعها قبل أن تنتهي الحرب الأوكرانية، مما يعني أن المسيرات التي إستخدمها الجيش الأوكراني لضرب عمق الدولة الروسية و نجح بها في تعطيل مؤسسات هذا البلد الحساسة، كشفت ضعف التكنولوجيا المستخدمة في الدفاعات الجوية للكريملن، و أظهرت أن حتى أعتى نظام روسي لا يرقى و لا يستطيع توفير الحماية ضد الهجمات الإنتحارية للمسيرات الغربية.

      الأمر لا يتوقف هنا، فبعدما أعلنت دولة هولندا أنها توصلت بأسراب مقاتلات الـ F-16 التي قدمتها الدول الغربية للجيش الأوكراني، و بعد تهديد القيادات الروسية بإستهداف تلك الطائرات داخل الدول التي ترابط بمطاراتها، و أيضا بسبب ردة الفعل الروسية على هجوم الجيش الأوكراني بالمسيرات و الذي إستخدمت فيه موسكو أيضا مسيرات إيرانية و أخرى محلية الصنع…، بسبب كل هذه التطورات وجه الهولنديون طلبات إلى دولة إسرائيل للحصول على نظام القبة الحديدية المشكل من منصات و بطاريات باراك MX، و  الذي تحصلت عليه الرباط قبل أسبوعين و هو السلاح الذي يعتبر القادر على صد هجمات المسيرات الإنتحارية و تستخدمه أمريكا لحماية مؤسساتها الحساسة، و لن أضيف أكثر لأن تعاقدات المحتل المغربي تبدوا بغاية الذكاء، فيما جميع صفقات الحليف أثبت فشلها عند الإختبارات الحقيقية.

      نصل الآن إلى قضية مقتل “بريغوجين” زعيم مرتزقة “الفاغنر”، و الذي ظهر قبل يومين من مقتله في إحدى الدول الإفريقية، و قال في مقطع مصور، “أنه متواجد في إفريقيا حيث الحرارة تصل إلى الـ 50 درجة، و أنه داخل إفريقيا يصنع المجد لروسيا”، و هو ما اعتبره الإعلام الروسي و الغربي تهكما على الجيش الروسي و مؤسسات موسكو، التي لم تستطع إختراق العمق الإفريقي حتى حقق لهم “الفاغنر” ذلك، و رغم أن “بريغوجين” أهدى لـ “بوتين” إنقلاب النيجر، إلا أن الرئيس الروسي إعتبرها هدية مسمومة و لم يقبل بها، كما سمح بوتين بتسريب معلومات إلى وسائل الإعلام تشيطن قائد “الفاغنر”.

       و تفيد بأن الأجهزة السرية الروسية رصدت تواصلا يصل إلى مستوى التنسيق بين “بريغوجين” و قيادة الأفريكوم، الشيء الذي جعل الروس يرجحون فرضية خيانة تنظيم “الفاغنر” للدولة الروسية، و زاد من قناعة الكريملن أن ما حصل يوم تمرد “الفاغنر” على الجيش الروسي و هدد قادته بإجتياح موسكو و محاصرة القصر الرئاسي الروسي، كان انقلابا استهدف الرئيس “بوتين”، لكن الإنقلاب لم يكتمل بعدما تحصل “بريغوجين” على وعود من كبار قيادات الجيش، بدعمه في حال الترشح كمنافس لـ “بوتين” في الإنتخابات المقبلة لروسيا، و طالبوه بعدم إكمال الإنقلاب و أن العالم لن يقبل بإنقلابي على رأس دولة بحجم روسيا.

      قرار “بريغوجين” التوقف عن الزحف نحو موسكو، وصفته الصحف الأمريكية بالخطأ القاتل، لأن “بوتين” رجل تربى داخل أقبية جهاز الـ KGB، و يعرف أن ما قام به “بريغوجين” قد أساء إلى سمعته كرئيس قوي و كسر هيبته، و الأكثر أن “بريغوجين” الإنقلابي تحول إلى بطل قومي، و يعرف “بوتين”  أن مطاردة الرجل و مواجهته رغبة في اعتقاله، سيحتم عليه خوض حرب طاحنة مع جيش “الفاغنر”، ثم أن إعدامه بعد محاكمته سيقلب الرأي العام الدولي و الروسي ضده، و “بوتين” لا يريد تكرار خطأ النظام السعودي مع “خاشقجي”، بل خطط ليكون مقتله حادثا عرضيا في ساحة الحرب، على أن تتهم أوكرانيا في مهلكه، و تجري بعدها روسا تحقيقا بحثا عن الحقيقة يشرف عليه وزير الدفاع الروسي.

      قصة الإغتيال جرت كالتالي، أن طائرتين من طراز “الأمبراير” البرازيلية الصنع و التي ليس لها تاريخ في حوادث الطيران، كان على متن إحداها سبعة قيادات من “الفاغنر”، و بعد إقلاع الطائرة المستهدفة و وصولها إلى الكيلومتر 3.5 بمعدل تسارع بلغ 600 كلم في الساعة، انفصل ذيل الطائرة عن جسمها و سقط بعيدا عن موقع تحطم الطائرة بحوالي 5 كيلومترات، مما أفقدها توازنها، و عثر على الجناح الأيمن لنفس الطائرة متحطما على بعد مسافة كبيرة، و نشر موقع FLIGHTRADAR24 معلومات تفيد بأن الطائرة كانت تحلق بسرعة اعتيادية قبل أن تتسارع و تغير مسارها و ترتفع بشكل عمودي نحو الأعلى ثم تسقط بعدها.

       نشر هذه المعطيات جاء ردا على رواية وكالة الأنباء الروسية، التي قالت أن صاروخا أوكرانيا أسقط الطائرة، فيما معطيات موقع FLIGHTRADAR24 نشر المعطيات ليخبر العالم أن التسارع الذي حدث للطائرة فجأة قبل سقوطها، كان بسبب فقدان الطائرة للذيل، مما يعني أن التفجير كان داخل الطائرة و لم تتعرض لهجوم صاروخي، و أن إختلال توازنها جعل الطائرة تحلق نحو الأعلى بشكل رأسي، تسبب التسارع المفاجئ للربان في فقدان الوعي رفقة باقي المسافرين…، و بعد مرور 12 ساعة على الحادث، أعلن الكريملن بأن “بوتين” قدم تعازيه لأسرة “برغوجين” و لم يعلق على مقتل باقي قيادات “الفاغنر”، بل ظهر و هو فرح و يحتفل بذكرى انتصار الروس على “هتلر” في نفس لحظة وقوع الحادث، و كأن “بوتين” أراد أن يخبر العالم بأنه أنهى حياة “هتلر العصر الحديث”، فيما علق الرئيس الأمريكي   على مقتل زعيم “الفاغنر” بالقول: “أنه قليلا ما يكون الرئيس بوتين بعيدا عن الأحداث التي تقع و ترتبط بروسيا”.

      فظن الجميع أن “بايدن” أراد تبرئة “بوتين” لكن في الحقيقة فالجملة أكثر عمقا، و كأن الرئيس الامريكي يقول أن كل ما يجري من أحداث مرتبطة بروسيا و الشعب الروسي، حتى تلك القذرة منها و التي تريق الدماء…، يقف ورائها الرئيس “بوتين”…، لكن قصر المرادية لم يعلق على الحادث، و هو حائر في مصير ما تبقى من مرتزقة “الفاغنر” داخل التراب الجزائري.    

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

         

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد