بقلم: الغضنفر
عندما أطلقنا موقعنا الإعلامي هذا قبل حوالي 10 سنوات كمساهمة منا في إثراء التنوع الإعلامي الصحراوي، بخط تحريري ينهل من مبادئ الثورة الصحراوية (التحليل العلمي- النقد و النقد الذاتي- الصراحة الثورية- طرح المشاكل بموضوعية…)، كان تفكيرنا محصورا في كيفية النهوض بالانتفاضة بالأرض المحتلة من خلال تنقية دربها من الشوائب التي تعيق مسيرتها و استمرارها، لذلك كان اقتراح أفراد الطاقم الإعلامي – في البداية- مركّزا على فضح المنحرفين و المنحرفات بمنظومة النضال، كوسيلة لبلوغ هذه الغاية، لأننا كنا نعتقد بأن الفساد متغلغل فقط بالقاعدة و بالفروع الثورية للجبهة الداخلية، و أن مركزية التنظيم السياسي لا تضم سوى النخبة من القادة الملتزمين بمبادئ الثورة الستة عشر.
لكن مع مرور السنوات و تطور الأحداث التي تخص قضيتنا، و مشاركة مراسلينا ضمن زيارات الوفود الحقوقية إلى الجزائر و المخيمات و النواحي العسكرية، و احتكاكهم المباشر مع مسؤولين جزائريين و أهالينا اللاجئين و مع قياديين كبار مدنيين و عسكريين، و ما رأوه و سمعوه منهم، و من النخبة المثقفة الصحراوية هناك، كانت صدمتنا أكبر و اكتشفنا بأن الفساد الذي نحاول أن نحاربه داخل الجبهة الداخلية لا يشكل سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد؛ بمعنى أننا كنا نقف عند شجرة و لا ندري بأن خلفها غابة، لذلك غيرنا من إستراتيجيتنا لتكون أشمل في مقاربة القضية الصحراوية في بعدها المحلي و الجهوي و القاري و الدولي.
فقد كنا نعتقد في الشهور الأولى لانطلاق موقعنا بأننا بسعينا إلى الكشف عن الممارسات الفاسدة داخل منظومة النضال بالأرض المحتلة، أننا نقدم خدمة كبيرة للقيادة الصحراوية للتعرف على واقع الجبهة الداخلية لاتخاذ القرارات المناسبة قبل فوات الأوان، لكن بعد ذلك سيتضح لنا بأن الفساد مستشري أفقيا و عموديا، و أن الأمور التي نراها نحن فسادا و انحرافا هي في الواقع أسلوب إدارة و تدبير من المدير السابق لـ “مكتب كناريا”، “عمر بولسان”، الذي كان يسيّر ملف الانتفاضة و كأنه عرّاب لشبكة قوادة، لا مسؤول بوزارة الأرض المحتلة مكلف بالفروع الثورية.
و قد لمسنا هذا النزوع نحو أساليب القوادة خلال مشاركة بعض أفراد طاقمنا في الزيارات الأولى للوفود الحقوقية للجزائر سنوات 2010 و 2011، ذلك أن جل الوجوه النسائية المشاركة كان يتم اختيارهن بمعايير لا علاقة لها بتاريخهن النضالي، بل يتم إشراكهن فقط ليلعبن دور المؤنسات أو المرفهات لبعض المسؤولين، خصوصا أعضاء “اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، و على رأسهم الرئيس السابق ” محمد محرز العماري”، و الرئيس الحالي “سعيد العياشي”، و آخرون كـ ” الصادق بوقطاية”، و كذلك قياديين عسكريين و مدنيين صحراويين.
و قد تأكد هذا الأمر من جديد خلال أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة، حيث لم يقتصر الأمر على انخراط قياديين صحراويين من الدرجة الثانية و الثالثة في لعبة اللهو و المجون، خلال محطة حاسمة في تاريخ الشعب الصحراوي (المؤتمر)، بل وصل الأمر إلى أعلى رأس في هرم التنظيم السياسي، الذي يبدو –رغم تقدم سنه و مرضه- بأنه لا زال وفيا لسمعته كزير نساء منذ أن كان وزيرا للدفاع في سبعينيلت القرن الماضي؛ حيث تسلل ” إبراهيم غالي” في إحدى ليالي المؤتمر، خلال المناقشة التقريرين الأدبي و المالي، إلى مكان إقامة “مينة باعلي” بدائرة “العين البيضة” بمخيم الداخلة، للقاء هذه الأخيرة، و احتساء كؤوس “الكندرة” (شاي مطبوخ بحليب الإبل) معها لمقاومة الجو البارد.
و رغم أن هذا اللقاء الثنائي أحيط بالسرية التامة، إلا أن التدابير التي اتخذتها “مينة باعلي” تلك الليلة للانفراد بضيفها، جعلت كل من رآها يتأكد بأنها تنتظر شخصا مهما للغاية، حيث وضعت الكثير من المساحيق على وجهها و ارتدت أجمل الثياب، و طلبت من مرافقتيها في الإقامة، “السالكة الليلي” (الملقبة بـ “ليلى”) و “الصالحة بوتنكيزة” بالبحث عن مكان آخر لقضاء الليل، و الغريب أنها لم تكن تتخذ مثل هذه الاحتياطات، قبل تلك الليلة المشهودة مع الرئيس، بل كانت تشرك مرافقتيها في جلسات السمر و شرب “الكندرة”، و تحول مكان إقامتها بدائرة “العين البيضة” إلى وكر سري لبعض القادة الصحراويين للترفيه عن أنفسهم بعيدا عن هرج أشغال المؤتمر، بحيث كانت “مينة” تنظم ليلة لكل واحد منهم، و كان كل واحد يجود بمبلغ مالي مهم لها، و كان من بين زبائنها كل من: “اللود الدافة” (الأمين العام لوزارة الدفاع الصحراوية) و “سلامة البشير” (الأمين العام للاتحاد الوطني للعمال) و “الطالب عمي ديه” (قائد الناحية العسكرية السابعة).
و هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها “مينة باعلي” دور “المؤنسة” للقيادات الصحراوية، فقد سبق لها القيام بنفس الشيء خلال المؤتمر الخامس عشر سنة 2019، و كانت تعول على كل من “رقية الحواصي” و “المعلومة أبيه” (الملقبة بـ “تويسة”) لتنشيط الأجواء، لكن هاتين الأخيرتين انفصلتا عنها بعدما تأكدتا بأنها تتلاعب بهما و أنها لن تفي بالوعود التي قطعتها لهما بخصوص ضمان سفرهما إلى إسبانيا، و هو ما جعل “رقية” تقرر إلى الهجرة إلى جزيرة غويانا الفرنسية لطلب اللجوء السياسي، و ظهرت في شريط فيديو في وضعية مزرية هناك تحتمي من المطر تحت خيمة بلاستيكية مع كل من “عزوز حيدان” و زوجة هذا الأخير الحامل.
و لذلك فقد استعانت “مينة باعلي” في المؤتمر الأخير بكل من “السالكة الليلي”، رغم أنها غير جميلة و “الصالحة بوتنكيزة”، المعروف عنها بأنها متاحة للجميع، و حاولت مع “السالكة لكثيف”، ابنة مدينة طانطان و التي اختارتها ضمن مجموعتها، إلا أن هذه الأخيرة لم تتقبل هذا النوع من الممارسات و لم تستسغ أن يتحول جسدها إلى بضاعة يعبث بها أولئك “القادة”، فطلبت تغيير مكان إقامتها…. و مع ذلك فابتعاد هذه الأخيرة- هي الأخرى- لم يكن بداعي العفة، بل لأنها تربطها علاقة مع “الشيخ الحلة” (ابن اخت “سلطانة خيا”)….. سنعود لانحرافات آخرين خلال المؤتمر في مقالات لاحقة
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك