غصت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة بخبر قصف طائرات مسيرة مغربية من طراز “يعني”، لشاحنات نقل دولي ذات ترقيم جزائري داخل التراب الموريتاني، و هو القصف الذي يتزامن مع عودة قائد الجيش الجزائري من باريس بعدما عقد في الإليزيه عدة اجتماعات مع قيادات وازنة في أعلى هرم النظام الفرنسي، و جرى الترويج على نطاق واسع لهذا القصف و تعالت أصوات عدة نشطاء من داخل الجزائر بالرد الحازم و روجوا لفرضية الحرب الحدودية، و إمكانية تكرار سيناريو حرب الرمال التي شبت بين الجيشين المغربي و الجزائري سنة 1963، بسبب مناوشات حدودية بين الجيشين، فيما رد نشطاء جزائريون من خارج البلاد على تلك الدعوة إلى الحرب بأنها فتنة، و روجوا لاحتمالية أن يكون الإليزيه هو من يحاول إشعال نار الحرب بين الشعبين المسلمين.
غير أن وسائل الإعلام الجزائرية و بعد ساعات من تدويناتها عن القصف، عمدت إلى مسح جميع الأخبار التي تناقلتها عن ما حدث للشاحنات الجزائرية داخل الأراضي الموريتانية، و اكتفت بالإشارة إلى قصف من الجيش المغربي لقافلة تجارية موريتانية داخل التراب الموريتاني، و لم تتناقل الصفحات الرسمية للمحتل المغربي أي تفاصيل تؤكد أو تنفي توجيه ضربة جوية لقافلة من الشاحنات الموريتانية ذات ترقيم جزائري، أو أخبار استهدافها داخل التراب الموريتاني…
و بعد مرور ساعات نشرت صفحات مجهولة مقاطع مصورة لسائقين موريتانيين نجوا من القافلة المستهدفة، و يحكي الشهود بأن القصف مجهول المصدر و كان عنيفا جدا لدرجة أن العربات القريبة من الشاحنات المقصوفة، تأثرت كثيرا و تطايرت عليها الدماء و الشظايا.
و بعد مرور حوالي يوم كامل على الحدث، لم تعلن وزارة الخارجية و لا صفحات الجيش الجزائري عن تعرض أي شاحنة جزائرية للقصف، و انبرى عدد من المدونين الجزائريين و المؤثرين للتوقف عن تداول أخبار قصف شاحنات جزائرية، و تغير الصيغة بأن الأمر يتعلق بشاحنات موريتانية و ضحايا يحملون الجنسية الموريتانية، كما عرض عدد من المؤثرين المساعدة العسكرية على دولة موريتانيا…
لكن بمجرد أن وجه النشطاء الجزائريون اتهاماتهم إلى الرباط بالضلوع في استهداف مدنيين من دولة موريتانيا، حتى خرجت الحسابات المغربية ترد بإتهام الجزائر بقصف القافلة الموريتانية التي تتنقل مستخدمة شاحنات جزائرية، و أن القصف الجزائري كان لغاية ضرب العلاقات الموريتانية المغربية و التي تشهد انتعاشا في الآونة الأخيرة…، و أيضا لتحريف النقاش و شغل الرأي العام الجزائري و العربي حول ما يجري من تقتيل للفلسطينيين، خصوصا و أن حملة فايسبوكية يقودها نشطاء من دول عربية تطالب فيها الجزائر بتحريك جيشها و مناصرة الفلسطينيين، و تلبية ندائهم و اجتياح إسرائيل، و عدم الاكتفاء برفع العلم الفلسطيني في المقابلات التي يخوضها المنتخب الجزائري في بطولة “الشان” التي تنظمها الجزائر.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك