تناقلت وسائل الإعلام الصحراوية و الجزائرية على نطاق واسع خبر استقبال الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" لنظيره الرئيس الصحراوي "إبراهيم غالي"، و ذلك بقصر المرادية، حيث علق منابر صحفية من داخل الجزائر و خارجها على أن الاستقبال يدخل ضمن الدعم الذي تقدمه دولة الجزائر للشعب الصحراوي و للقضية الصحراوية، و أضافت أن الاستقبال هو الأول منذ وصول الرئيس "تبون" إلى السلطة في الجزائر.
و أثار هذا الاستقبال عدة تساؤلات عن توقيته و الهدف منه، و اجتهد عدد من النشطاء الصحراويين في تفسير أهدافه و إيحاءاته و رسائله، حيث أجمعوا على أن الرئيس الصحراوي ربما يكون قد تم استقباله من طرف الرئيس الجزائري، لتفنيد الإدعاءات المغرضة حول إمكانية تخلي الدولة الجزائرية عن دعم القضية الصحراوية في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر منها دول العالم، و قد يكون لأجل شرح أسباب عدم قدرة الدولة الجزائرية في الوقت الراهن على تقديم المساعدة العسكرية المباشرة للجيش الصحراوي، رغم التصويت على الدستور الجديد بما يحمله من مميزات لدعم قضايا الشعوب الصديقة لدولة الجزائر، و الاكتفاء بالدعم اللوجستيكي.
غير أن الأنباء التي تسربت من قصر المرادية و التي توصل موقعنا بجزء منها، تفيد بأن استقبال الأخ "إبراهيم غالي"، كان لسببين رئيسيين؛ أولهما تقديم الدعم النفسي للجيش الصحراوي، بتحميل الأخ الرئيس رسالة من "تبون" إلى المقاتلين في الجبهات من أجل الصمود و الاستمرار في القتال و عدم الخوف التفوق التكنولوجي لجيش المحتل المغربي، و السبب الثاني هو لأجل التشاور مع الأخ القائد حول إمكانية عدم نقل الاحتفالات هذه السنة للأراضي المحررة بتيفاريتي و الاكتفاء بالاحتفال داخل المخيمات.
و في الجهة الأخرى تسبب الاستقبال في إثارة حفيظة الشعب الجزائري و تسبب في موجة غضب لدى جمهور الحراك الشعبي، حيث دون النشطاء في تعليقاتهم على الاستقبال بأن الرئيس الجزائري في رده على المسيرات المليونية في ذكرى الحراك الثانية، استقبل رئيس الجمهورية الصحراوية، في إشارة إلى أن قصر المرادية مستمر في مشاريع النظام الجزائري السابق الذي أسقطه الحراك، و أضاف مدونون غاضبون، أن "تبون" أثبت من خلال هذا الاستقبال أنه لا ينصت لصوت الشعب الجزائري، و أنه يضع القضية الصحراوية أمام مصالح الجزائريين، فيما علق أحد النشطاء من جزائريي الشتات بالقول أن النظام و الإعلام الجزائريين أصبحا غريبين عن وطن الجزائر، و أن استخدام الإعلام الجزائري لعبارة "نظيره" في استقبال الرئيس الجزائري الصحراوي، هي محاولة للمساواة بين دولة الجزائر "القارة" و الدولة الصحراوية، التي - حسب المدون- لم تجد بعد أرضا لمشروعها فوق الكرة الأرضية.
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك