بقلم : القطامي
مؤسف ما أصبح عليه حال قضيتنا و التي كانت قضية ثوار ودعاة تحرر لينتهي بها المطاف لثورة يدافع عنها الشواذ، و بعد أن كان الأمر يقتصر على بعض الارتزاقيين من الشواذ الغربيين، ظهر وسط الحقوقيين و المناضلين الصحراويين، سواء بمدن الصحراء الغربية أو جنوب المغرب، تيار من مناصري المثلية الجنسية الذين لا يخفون ميولاتهم الشاذة و يجاهرون بها.
فقبل سنوات اطل علينا بعضهم مستفيدا من إمكانيات تكنولوجيا التواصل، ليقول أن الشعب الصحراوي مستعد للتحالف مع الكيان الصهيوني إذا كان ذلك سيجلب له الاستقلال، و اليوم يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ليصدمنا بعضهم ممن اعتقدنا فيهم أنهم جيل جديد من النشطاء الحقوقيين، بتعاطيهم للواط كعناصر مفعول بها، على غرار ما حصل سلفا مع "محمد السالمي" بالطنطان و ""أحمد احيمد" و "ارگيبانو لحويج" بالعيون المحتلة، و اليوم يضاف مدشر گليميم للقائمة عبر اسم آخر أكثر جرأة يحاول بدوره تبرير مثل هذه التصرفات المشينة، و الحديث هنا عن "فيصل محمد الحسين الثغرة" الذي أصبح لا يخفي ميولاته الجنسية الشاذة، بل يجاهر بها في كل المناسبات و المنتديات، منصبا نفسه كمناضل صحراوي مدافع عن حقوق الشواذ.
الغريب أن القائمين على ملف النضال بالمناطق المحتلة و جنوب المغرب و المواقع الجامعية يعرفون حقيقة هذا الشاذ، و بالرغم من علمهم بالسلوكيات المشينة لهذا الأخير فإنهم لا يستحيون من دعوته لحضور العديد من المناسبات الوطنية في إطار الوفود الحقوقية التي زارت مخيمات اللاجئين، و تسويقه كنموذج للحقوقي الصحراوي المتحرر من كل القيود، و الحقيقة أن مثل هذا النوع من المناضلين الذي يلقى استحسانا وقبولا لدى بعض المنظمات الحقوقية الدولية، يشكل وصمة عار بالنسبة لنا كشعب صحراوي محافظ متمسك بعاداته و أخلاقة المستمدة من الدين الإسلامي، و المخجل أن تيار القوادة المنادي بحقوق المثليين أصبح يتغلغل في مجتمعنا بمباركة من القيادة الصحراوية، التي تسهل عمل هؤلاء بمبرر دفاعهم عن القضية الوطنية، و المؤسف أن هذا التيار و في خضم دفاعه المقنع عن حق شعبنا في تقرير المصير، لا يتوانى عن تمرير خطاب حقوقي يركز على المراهقين و المراهقات من اجل إقناعهم بضرورة احترام اختيارات المثليين و التعايش معهم و هذا أمر خطير يدمر عقول مستقبل الأجيال و يهدم مفهوم الأسرة الطبيعية التي تشكل النواة الصلبة لأي شعب متحضر يسعى للتقدم و لتحقيق حلمه بالاستقلال ... فالأوطان لا تبنى بمؤخرات الشواذ بل بسواعد الرجال.
و لا يحتاج الأمر لتمحيص لتحديد المسؤوليات المترتبة عن هذا الوضع الشاذ و الانزلاق الخطير في ظل انبطاح قيادتنا واستخفافها في التعاطي و التجاوب مع كل مدعي الدفاع عن قضيتنا ، الأمر الذي جعلها تستجدي دعم كل الجهات بما فيهم المثليين و السحاقيات، حتى أصبحت الجمعيات المتضامنة وتجمعاتنا وكرا للشواذ و المتطرفين عن الطبيعة البشرية، و سبق لنا التنبيه مرارا عبر موقعنا لهذا الوضع الخطير مند النسخة الحادية عشر للمهرجان السينمائي (فيصاحرا) بولاية الداخلة و حضور مجموعة من الشواذ و ممثلي الأفلام الإباحية و مخرجيها ، على رأسهم عائلة الاسباني الشاذ "خافيير بارديم"، مرورا بجلب الشواذ للمناطق المحتلة لحضور محاكمات مناضلينا من الشرفاء و ختاما بربط قضيتنا بأسماء بعض المثليين و السحاقيات و جلبهم لحضور تجمعاتنا ووقفاتنا باسبانيا، و مع كل ما كنا نقوم به حملات توعية لرفع منسوب الوعي لدى الإنسان الصحراوي ، كنا نجابه بالتخوين ممن يتصورون حقوق الإنسان على إطلاقها و بأنها لا تخضع لمحددات من قبيل موافقتها الفطرة الإنسانية السليمة ، بل هناك من اتهمنا بأننا مصابين بمرض "رهاب المثلية".
و مما لا شك فيه أن اعتماد نضالنا ضد الاحتلال في هذه المرحلة على ملف حقوق الإنسان جعل الأرضية خصبة ليتسلل لصفوفنا بعض المدافعين عن حقوق المثليين و المثليات و المطالبين بتمكينهم من العيش بسلام داخل مجتمع صحراوي محافظ ، فالمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، و التي ارتمينا في أحضانها لطلب العون لنيل الاستقلال و الحرية ، هي نفسها التي خلقت أدرعا لزرع ثقافة الشذوذ و الدفاع عن روادها داخل المجتمع الصحراوي ، لذلك وجب أن نستفيق من سباتنا و نتأهب لمحاربة هذه الظاهرة و كل الظواهر السلبية الأخرى كتعاطي المخدرات من طرف شبابنا، التي تتعارض مع القيم الإنسانية، ومع بيئتنا الصحراوية، و ليذهب هؤلاء الشواذ و جمعياتهم للجحيم ، فالشعب الصحراوي اشرف من يلطخ قدسية ثورته بممارسات المثليين و الشواذ الباحثين عن متعة محرمة من فحولة شبابنا، أكثر من قناعتهم بعدالة قضيتنا و نحن كشباب صحراوي متمسك بقيمه لن نترك تيار القوادة و الانحلال ينتعش و يؤطر و يعبئ ، لان تساهلنا مع هؤلاء يجعل شبابنا في خطر ، تحت مسمى حقوق الإنسان، فكيف لنا أن نطلب من عدونا أن يحترمنا و بيننا من يتم العبث بمؤخرته؛ فهؤلاء ينتعش سوقهم بصمتنا، لدى لابد من مواجهة فكرهم و تعرية ضحالته و فضحهم لتعرفهم القواعد الغافلة ، حتى لا يخدعوا صحراويا مستقبلا و مطالبتهم بترك أمر قضيتنا للشرفاء من المناضلين الصحراويين و الذين بعد أن كانوا يستعدون لمعارك تستهدف تعميق الوعي سيكونون مضطرين لتركيز جهودهم من اجل الحفاظ على ما تبقى من مكارم الأخلاق هذا المجتمع.


كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك