اختتمت المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الجزائري، "صبري بوقادوم"، مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف"، بعقد مؤتمر صحفي بتاريخ 22 يوليوز 2020، و الذي قال فيه وزير الخارجية الجزائري أنه حضر إلى موسكو للتشاور مع الروس حول بعض القضايا الجهوية و الدولية التي تدخل ضمن اهتمامات النظام الجزائري، و في مقدمتها القضية الليبية بعد فشل الجميع في التوصل إلى وقف لإطلاق النار و إعادة الأطر المتنازعة إلى طاولة المفاوضات.
كما هنأ وزير الخارجية الجزائري روسيا بالذكرى الـ 75 للنصر على النازية، معتبراً أنه نصر هام للجزائر وللعالم أجمع، و شكرهم أيضا على إرسال المواد والمساعدات الطبية إلى الجزائر من أجل التغلب على فيروس كورونا المستجد، و هو ما رد عليه "لافروف" بكل لباقة حيث أشاد بمستوى العلاقات الروسية الجزائرية، التي وصفها بالطيبة وبأنها قائمة على الصداقة والاحترام المتبادل والشراكة، مؤكدا حرص روسيا و رغبتها في تحسين علاقاتها مع الجزائر في كافة المجالات، إضافة إلى التنسيق على الساحة الدولية.
غير أن الندوة الصحفية اللطيفة التي عقدها وزيري خارجية البلدين تخللتها حادث عابرة، كشفت عمق الخلاف بين الدولتين، و النظرة التي تخص بها دولة روسيا العلاقات الثنائية مع دول شمال إفريقيا، إذ أشار "بوقادوم" خلال الندوة أن المباحثات بين البلدين شملت ملف قضية الصحراء الغربية و دعم كفاح الشعب الصحراوي، غير أن وزير الخارجية الروسي حسب ما أظهره من ردة فعل بدا مستغربا من إدراج قضية الصحراء الغربية في الندوة الصحفية، و أجاب بأن الملف بيد الأمم المتحدة و أن المنظمة الدولية الوحيدة المخول لها البث فيه، و أن روسيا تدعم جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد، ليجد "بوقادوم" نفسه في موقف محرج بسبب ردة فعل نظيره الروسي الذي تبنى الحياد في ملف الصحراء الغربية، لحسابات تتعلق بمصالح روسيا مع الرباط.
و في ردة فعل للرأي العام داخل الجزائر بعد لقاء الوزيرين، و كما هي العادة فقد انتقد الحراكيون سفر الوزير الجزائري إلى روسيا من أجل تدارس الملف الليبي دون التشاور مع الليبيين أنفسهم، و في غياب دبلوماسيتهم الرسمية، و أضاف مدونون أن النظام الجزائري الحالي يجب أن يكون أكثر ذكاء من سابقه و أن لا يكرر أخطائهم، و ذلك إما بالإعلان للرأي العام الجزائري بتبني القضية الصحراوية بشكل رسمي، أو بالتخلي عنها و ترك قادة الدولة الصحراوية يهتمون بشؤونهم الدبلوماسية و ممارسة الدبلوماسية بالوكالة عنهم.
بينما يروج إعلام الاحتلال المغربي أن الزيارة التي خصها "بوقادوم" إلى روسيا و المباحثات التي أجراها مع نظيره "لافروف"، كانت لسببين؛ أولهما أن الخارجية الروسية أعلنت عن برنامج الرئيس "بوتين" الخارجي الخاص بالعلاقات مع الدول و الذي يتضمن زيارة إلى المغرب، و الثاني أن الجزائر تسعى بكل دبلوماسيتها - حسب الرواية المغربية- إلى تعطيل اتفاق الصخيرات بين الفرقاء الليبيين، و تعويضها باتفاق جديد يكون للجزائر دور كبير فيه، و بذلك فإن إعلام الاحتلال يشتغل لأجل كشف ما يقولون أنه خطة جزائرية لاستباق حدوث أي تقارب روسي مغربي عبر فرض نفسها كدولة محورية في شمال إفريقيا و ذات أهمية أكبر بالنسبة للإتحاد الروسي، و أن التصريح الأخير لوزير الخارجية الروسي قد يكون بداية انقلاب روسي في الموقف ضد القضية الصحراوية.... فهل سيتحرك دبلوماسيونا لقطع الطريق أمام هذا السيناريو المحتمل ؟
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك